مع اقتراب حرب روسيا أوكرانيا من إتمام شهرها العاشر، شهد الصراع هجوما غير مسبوق من كييف داخل الأراضى الروسية استهدف مطارا فى منطقة كورسك الجنوبية التى تقع على حدود روسيا، حيث اشتعلت النيران بصهريج لتخزين النفط بسبب مسيرة أوكرانية، فيما يعكس الدور المتنامى الذى تلعبه الطائرات بدون طيار فى تلك الحرب.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن النيران اشتعلت بعد يوم من إلقاء موسكو اللوم على كييف فى هجمتين بالدرونز على قاعدتين جويتين فى روسيا، وقيام الأخيرة بشن موجة أخرى من الضربات الصاروخية على الأراض الأوكرانية.
وقال حاكم كورسك رومان ستارفوى فى منشور عبر التليجرام إنه نتيجة لهجوم بمسيرة، فإن خزان النفط اشتعلت به النيران فى منطقة مطار كورسك، وتم احتوائها وتعمل كافة خدمات الطوارئ بالمنطقة.
وقالت أسوشيتدبرس إن الهجمات غير المسبوقة داخل روسيا تهدد بتصعيد كبير فى الحرب، ويوجد بأحد الأهداف التى تم ضربها قاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية. واعتبرت الوكالة الأمريكية أن الهجمات تظهر ضعف بعض المواقع العسكرية الأكثر استراتيجية لدى روسيا، مما يثير تساؤلات بشأن فعالية دفاعاتها الجوية فى حال ما أصبحت المسيرات قريبة منها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت مسيرتين أوكرانيتين، وأن ثلاثة من الجنود الروس قد لقوا مصرعهم وأصيب أربعة آخرون بسبب الحطام، وأن إحدى الطائرتين قد تضررت بشكل بسيط.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات على قاعدتى إيجلز فى منطقة ساراتوف على نهر فولجا ، ودياجيلفو فى منطقة ريازات غرب روسيا، كانت جزءا من جهود أوكرانيا لاحتواء قوة قاذفات روسيا طويلة المدى.
من جانبها، قالت شبكة سى إن إن الأمريكية إن هجمات كييف الأخيرة سلطت الضوء على جهودها لتطوير درونز قتالية ذات مدى أطول. ورغم أن الحكومة الأوكرانية لم تعلق على الحادثين، إلا أن الشركة المصنعة للأسلحة فى أوكرانيا والتى تملكها الدولة أشارت عدة مرات فى الأسابيع الأخيرة إلى أنها تقترب من إنهاء عملها على مسيرة جديدة ذات مدى طويل...وكتبت فى أكتوبر على فيس بوك تقول إنها تضع اللمسات الأخيرة على مسيرة مداها يصل ‘لى 621 ميل وزنتها 75 كيلوجرام.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت فى تقرير لها الأسبوع الماضى إن كلا من روسيا وأوكرانيا تخوضان الآن ما يعد أول حرب واسعة النطاق باستخدام الطائرات بدون طيار "الدرونز".
وأوضحت الصحيفة أن الحرب، التى بدأت بعبور الدبابات الروسية حدود أوكرانيا، وبخنادق على غرار الحرب العالمية الأولى محفورة فى الأرض وبمدفعية سوفيتية الصنع، أصبحت الآن أكثر حداثة، فالجنود يراقبون ساحة المعركة على شاشة صغيرة متصلة بالأقمار الصناعية، بينما تحوم طائرات بدون طيار بحجم راحة اليد فى مرمى البصر.
ومع وجود مئات من درونز الاستطلاع والهجوم التى تحلق فوق أوكرانيا كل يوم، تحولت المعركة، التى اندلعت بانتزاع أرض يليق بإمبراطورية من القرن الثامن عشر، إلى منافسة العصر الرقمى على التفوق التكنولوجى فى السماوات، فيما يشير إلى نقطة تحول عسكرية.
ففى النزاعات السابقة، تقول الصحيفة، كانت الطائرات بدون طيار تستخدم عادة من قبل جانب واحد وفق المجال الجوى غير المتنازع عليهه لتحديد الأهداف وضربها، مثل العمليات الأمريكية فى أفغانستان والشرق الأوسط.
وفى المعركة المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، أُدخلت الطائرات بدون طيار فى كل مراحل القتال مع أساطيل ممتدة وأنظمة دفاع جوى من جانب كل طرف، وأصبحت هذه الحرب يتم خوضها عن بعد، فالعدو على مسافة أميال، ولا شىء يسد الفجوات أكثر من الدرونز، مما يمنح كلا من روسيا وأوكرانيا القدرة على رؤية ومهاجمة بعضهما البعض دون الاقتراب.
كما استخدمت القوات الأوكرانية أيضا الطائرات بدون طيار لضرب أهداف بعيدا عن القتال، فى شبه جزيرة القرم، وفى منطقة بيلجورود الروسية الحدودية، بحسب ما قال عدد من المسئوليين الأوكرانيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم. كما ضربت روسيا البنية التحتية المدنية فى أوكرانيا مرارا بدرونز ذاتية التفجير، والتى تعد بديلا رخيصا للصواريخ عالية الدقة.
وأكدت واشنطن بوست، أن الدرونز أصبحت شديدة الأهمية للنجاح فى ساحة المعركة، حتى أنها تستخدم فى بعض الأحيان للتخلص من طائرات أخرى بدون طيار.