عام متواصل من الخطط والأنشطة السرية لتشكيل خلية قادها أمير منحدر من عائلة رويس الملكية الألمانية، للإطاحة بالنظام السياسى الألمانى، والذى شكل فى أعضاءها قاضية وعضوة برلمان سابقة، وضباطا حاليين وسابقين بالجيش، وسياسيين من اليمين المتطرف، لينتهى الأمر فى لحظة قامت خلالها السلطات الأمنية بمداهمة منازل أعضاء الخلية السرية، والتى وصفتها السلطات بالإرهابية.
و نقلت صحيفة بيلد الألمانية عن مصادر مطلعة أن الخلية المستهدفة تشكلت حول الأمير هنرى الثالث عشر الذى يصنفه الأمن على أنه تهديد بسبب أفكاره المتطرفة، وعضوة سابقة فى البرلمان الألمانى من حزب البديل من أجل ألمانيا "يمين متطرف، والقاضية بيرجيت م. كما ضمت أعضاء آخرين منهم السياسى البارز السابق فى حزب البديل لأجل ألمانيا، كريستيان وبيتر، و كذاك عنصر فى قوات النخبة بالجيش الألمانى، ومواطنة روسى فيتاليا. ب، والألمانيين ألكسندر ك، وفرانك ر، للاشتباه فى أنهم من المؤيدين للخلية اليمينية المتطرفة.
وأعلنت الشرطة الألمانية صباح اليوم عن مداهمات نفذتها فى أنحاء البلاد واعتقلت خلالها 25 شخصا من حركة "مواطنى الرايخ" المتطرفة يشتبه بقيامهم بالتخطيط لشن هجوم على مجلس النواب ومؤسسات اتحادية أخرى.
وجرت العملية تحت اسم "سوكو" أو "الظل"، إذ فتش حوالى 3000 من عناصر الشركة، 137 عقارا يملكها 52 مشتبهًا بهم.
ويجرى الآن التحقيق مع المجموعة المحيطة بالأمير هنرى للاشتباه فى تشكيلها منظمة إرهابية والتخطيط لعمل عنف خطير يشكل خطرا على الدولة.
وقال مكتب المدعى العام الاتحادي: "المتهمون ينتمون إلى منظمة إرهابية تأسست فى نهاية نوفمبر 2021 على أبعد تقدير، والتى حددت لنفسها هدف إسقاط نظام الدولة القائم فى ألمانيا واستبداله بشكلها الخاص من الحكم، وتم بالفعل العمل على أساس هذا النظام".
صحيفة بيلد فجرت مفاجأة أخرى، وقالت أن المجموعة التى خططت للانقلاب حددت المسؤولين عن إدارة البلاد، وذوى المناصب المؤثرة فى المجالات القوية اجتماعيًا أو ماليًا فى الحياة العامة فى النظام الجديد.
وأشارت صحيفة "دويتشه تسايتونج" الألمانية، إلى أن مداهمات اليوم تشكل صفعة غير مسبوقة على مجموعة مواطنى الرايخ التى تمثل الوعاء الأكبر للمجموعة التى خططت للانقلاب.
وذكر تقرير سابق للإذاعة الألمانية "دويتش فيل" أن مجموعة مواطنى الرايخ متطرفون وعنيفون، حيث يعتقد عناصر هذه الحركة، أن ألمانيا ببساطة مبنى إدارى لا يزال محتلًا من قبل القوى الغربية، ولا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التى تأسست بعد انهيار النازية "الرايخ الثالث" عقب الحرب العالمية الثانية سنة 1945.
ويعترف أغلب المنتسبين لحركة "مواطنى الرايخ" بحدود ألمانيا عام 1937، أى قبل الحرب العالمية الثانية، والتى تضم أجزاءً من بولندا وفرنسا حاليًا، كما لا يعترفون بالمؤسسات الألمانية، مثل المحاكم والسلطات الحكومية، وكذلك بالقوانين، ومن ثم، فهم يهملون تقديم طلب فواتير الضريبة مثلًا أو دفع الغرامات الحكومية أو الاستجابة للدعوات الموجهة من قبل المحاكم والسلطات الألمانية.
وكانت السلطات قد بدأت بتتبع المنتمين إلى ما يسمى بـ"حركة موطنى الرايخ"، بعد واقعة قتل شخص ينتمى إلى هذه الحركة لضابط ألمانى تابع لوحدة شرطية خاصة، وذلك فى التاسع عشر من أكتوبرعام 2016.
وتخشى السلطات الأمنية الألمانية من تجمع الناشطين والمجموعات غير المنظمة فى الحركة للعمل سوية، خاصة أن الكثير منهم يملك أسلحة مرخصة وغير مرخصة قانونيًا، بالإضافة إلى أن أكثر من 1000 من أعضاء الحركة يملكون ترخيصا أو أكثر لحمل السلاح.
فيما نفت سفارة موسكو فى برلين أى علاقة لها مع مجموعات "إرهابية" من اليمين المتطرف فى ألمانيا، قائلة: أن المكاتب الدبلوماسية والقنصلية الروسية فى ألمانيا، لا تقيم اتصالات مع ممثلى جماعات إرهابية أو كيانات غير شرعية أخرى".
من جانبه أشاد وزير العدل الألمانى ماركو بوشمان بتفكيك ما وصفها "بالخلية الإرهابية"، مؤكدا أن ذلك يثبت قدرة ألمانيا على الدفاع عن ديمقراطيتها.
ويواجه المتهمون تهمة الإعداد لإسقاط الدولة، حيث قال الادعاء العام، وفق ما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أن المتهمين أسسوا ذراعا عسكرية تهدف إلى القضاء على دولة القانون الديمقراطية على مستوى البلديات والمقاطعات، كما خططوا لبناء جيش ألمانى جديد.
ووفقا للبيانات، فإن التنظيم على دراية بأنه سيسقط قتلى خلال قيامه بذلك، لكنهم قبلوا هذا السيناريو ضمن خطوة انتقالية ضرورية للوصول إلى مساعيهم لتغيير النظام على كل المستويات.
ووفقا للتحقيقات، كان من المقرر الإعلان عن الانقلاب المخطط له فى الحى الحكومى على الراديو، وباستخدام كلمة رمزية خاصة، ولا يعرف الكثير عن الرجل، لكن الأمن أعلن أنه كان محل اشتباه منذ فترة بسبب تبنيه نظرية المؤامرة وأفكارا متطرفة معادية للدستور والدولة الألمانية بشكلها الحالي.