القمة العربية الصينية تدشن مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية.. دعم الأمن والاستقرار وتطوير التعاون أولوية.. الرئيس السيسى: نواجه تحديات التنمية.. ورئيس الصين: ندعم الحقوق الفلسطينية ونرفض الإسلاموفو

ـ رئيس الصين:300 مليار دولار حجم التبادل مع العرب خلال 10 سنوات ـ ولى العهد السعودي: العلاقات بين العرب والصين قائمة على التعاون والاحترام المتبادل ـ أبو الغيط: الصين الشريك التجارى الأكبر لدول العالم العربى ـ إعلاميون صينيون: الصين دولة صديقة للعرب وتطور كبير ستشهده العلاقات المشتركة الفترة المقبلة تُعد قمة الرياض العربية ـ الصينية للتعاون والتنمية، التى استضافتها العاصمة السعودية ـ اليوم الجمعة ـ في ظل أوضاع دولية دقيقة أكسبتها أهمية خاصة، تدشينًا لمرحلة جديدة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، وإيذانا ببدء فصل جديد فى تاريخ العلاقات بين الجانبين أكثر متانة وقوة، تلك العلاقات التي مرت بالعديد من المراحل علًّ أبرزها كان تأسيس منتدى التعاون العربي- الصيني عام 2004 بالقاهرة، والذى وضع إطار للحوار والتعاون الجماعي العربي الصيني على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تمثل القمة العربية الصينية أيضا دفعة جديدة لاتخاذ خطوات أكثر جدية نحو بناء المجتمع العربي الصيني ذي المصير المشترك، وتوقيع العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات لتعميق تلك العلاقات البينية، كما تمثل نقطة محورية تعيد ترتيب التحالفات في الإقليم والعالم وبناء هيكلة جديدة للاقتصاد والأمن في العالم. وفق تأكيدات محللون سياسيون خليجيون. وقد شددت القمة على اتفاق الجانبات العربى والصينى على عدة محاور تمثل فى مجملها ضمانة لحفظ الأمن والسلم والاستقرار الإقليمى والعالمى، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، والأمن المائى العربى، أيضا تم الاتفاق على تطوير علاقات التعاون مع الصين في كافة المجالات. فيما أكد الرئيس الصينى شي جين بينج، على دور مصر المهم فى ترسيخ العلاقات العربية الصينية في هذه المرحلة ، والذى يأتي امتدادا للدور البارز الذى اضطلعت به القاهرة في تنشئة تلك العلاقات منذ البداية. ومن جانبه ، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كلمته أمام القمة: "نعمل على إقرار نظام عالمي أكثر عدالة يتأسس على القيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي، وصولاً إلى التعاون العربي الصيني المثمر من خلال "المنتدى العربي- الصيني" وآلياته المختلفة، الذي يجمعنا اليوم"، مؤكدا أن تأسيس التعاون العربي الصيني قائم على تعظيم التعاون والمنفعة المشتركة ومواجهة التحديات التنموية وتعزيز التعاون وتقديم أولويات حفظ الأمن والسلم الدوليين، فضلا عن إيجاد حلول سياسية سلمية للأزمات الدولية والإقليمية واحترام خصوصية الشعوب، مشيرا إلى أن العلاقات العربية الصينية تقوم على احترام حقها في الاختيار دون وصاية ورفض التسيس لقضايا حقوق الإنسان وتعزيز حوار الحضارات وتقارب الثقافة والتعاون في مواجهة التغيرات المناخية ومكافحة خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة، مضيفا أن الأزمات أثقلت كاهل دولنا وموازناتها الحكومية، ما يتطلب دفع المجتمع الدولي لتخفيف عبء الديون على الدول التي تعاني من ارتفاع فاتورة استيراد الغذاء والطاقة، مع العمل على تعزيز النظام التجاري متعدد الأطراف ، وشدد على قضية الأمن المائي العربى. الصين تدعم القضية الفلسطينية من جانبه، قال رئيس الصين، فى كلمته أمام القمة العربية الصينية، ندعم بكل ثبات إقامة دولة فلسطينية بحدود 67 عاصمتها القدس الشرقية، وإنه لا يمكن أن يستمر الظلم التاريخى الذى يعانيه الشعب الفلسطينى إلى أجل غير مسمى، ونرفض الإسلاموفوبيا أو ربط الإرهاب بعرق أو دين معين. وأشار الرئيس الصينى إلى قوة العلاقات بين الصين والدول العربية، موضحا أن حجم التبادل التجاى بين الصين والعرب خلال العشر سنوات الماضية تجاوز 300 مليار دولار. وفى كلمته أمام القمة، أكد الأمير محمد بن سلمان، أن العلاقات بين العرب والصين قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، وتهدف القمة لرفع مستوى التعاون المشترك بين الصين والدول العربية، ونقل ولى العهد تحيات الملك سلمان للقادة معربا عن تمنياته بنجاح القمة. الصين الشريك التجارى الأكبر ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الصين الشريك التجارى الأكبر لدول العالم العربى، مشيدا بقوة العلاقات العربية الصينية. وأوضح أبو الغيط أن هناك إرادة سياسية من الجانبين العربي والصينى، لكي تكون هذه العلاقات على هذا المستوى القيادي، معربًا عن تمنياته بأن تستمر القمم بشكل دورى للمحافظة على زخم هذه العلاقات، كما يعد تتويجاً لمسار طويل من النجاح، ولا تقتصر العلاقات بين الجانبين على الاقتصاد والتجارة، بل هي تقف على قاعدة صلبة من التلاقي الثقافي والإنساني بين نظامين حضاريين يضرب كل منهما بجذوره في أعماق التاريخ ولدى كلٍ منهما اعتزاز كبير بهذا العمق الثقافي والحضاري الممتد في الزمن، والمستمر في العصر الحاضر كما لدى كلٍ منهما الرغبة الأكيدة في مد جسور التعاون على كافة المستويات الإنسانية والثقافية والعلمية والأكاديمية. في سياق متصل، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن انعقاد قمة الرياض العربية- الصينية للتعاون والتنمية يُعد ثقلًا كبيرًا للعلاقات، كما يعكس الإرادة السياسية من الجانبين العربي والصيني لكي تكون هذه العلاقات على هذا المستوى القيادي، معربًا عن تمنياته بأن تستمر القمم بشكل دوري للمحافظة على زخم هذه العلاقات، كما يمثل حدثا تاريخيا بكل المقاييس ويعكس ثقل المنطقة العربية في النظام الاقتصادي الدولي، كما يُمثل إدراكًا مشتركًا من الصين والدول العربية لما تقتضيه اللحظة الحالية، التي تشهد أزمات عالمية متوالية وممتدة الأثر، ما يحتم مد جسور التواصل والعمل المشترك لإيجاد مبادرات فعالة للتعامل مع واقع الأزمات وتخفيف آثارها على الشعوب، فضلًا عن توظيف الإمكانيات المتاحة لدى الطرفين، العربي والصيني، لتحقيق الازدهار المنشود. وأوضح أبو الغيط أيضا، أن انعقاد القمة يأتي في إطار منتدى التعاون العربي الصيني، حيث وافق الجانبان خلال الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي في 2020 على عقد قمة عربية صينية من أجل الدفع بالشراكة الاستراتيجية العربية الصينية إلى آفاق أرحب، وبما يخدم المصلحة المشتركة للجانبين، منوهًا بأنه كان هناك ترحيب كبير باستضافة المملكة العربية السعودية لهذه القمة الأولى من نوعها، وذلك بالنظر لما تُمثله المملكة من ثقل سياسي واقتصادي مهم في المنطقة والعالم. وعن تاريخ العلاقات بين الصين والمنطقة العربية، قال أبو الغيط إنها تعود إلى تاريخ بعيد جدًا، ولا ننسى أن طريق الحرير كان هو المسار الذي انتقلت من خلاله الحضارة من الشرق إلى الغرب عبر العالم الإسلامي والصين في العصور الوسطى، والكثير من المنجزات العلمية والتكنولوجية والمعرفية التي صنعت النهضة الأوروبية منذ القرن الخامس عشر لها أصول تعود إلى التبادل الذي جرى على هذا الطريق، والصين تتحدث اليوم عن إحياء جديد لهذا المسار الحضاري الذي أسهم في تغيير العالم من قبل عبر مبادرة "الحزام والطريق". وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في تطور مستمر، موضحًا أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية قد ارتفع من نحو 36 مليار دولار وقت إنشاء المنتدى إلى حوالي 330 مليار دولار عام 2021، وهو رقم قابل للزيادة في ضوء الإرادة السياسية المشتركة لدى الجانبين التي تنعكس في انعقاد هذه القمة. فرصة لتعزيز العلاقات وعلى صعيد متصل، أكد إعلاميون صينيون أهمية القمة العربية الصينية لتعزيز العلاقات الصينية مع دول المنطقة وزيادة الاستثمارات من قبل الجانبين، حيث أكد الصحفى بصحيفة الشعب اليومية هوان بي شاو، أن القمة الخليجية الصينية والقمة العربية الصينية هما الأوليان من نوعهما، لافتا إلى أن الصين تهتم بهذه القمم اهتماما كبيرا، لا سيما أن الصين دولة صديقة للدول العربية وعلاقاتها عريقة مع الدول العربية على مدى التاريخ، و بعد هذا الحدث المهم ستتطور العلاقات بين الجانبين تطورا كبيرا، مؤكدا أن هذا الحدث المهم يدفع إلى استثمارات صينية أكبر بالمنطقة العربية للمساعدة في تحقيق التنمية المستدامة والسريعة للدول العربية فيما ستستفيد منها الصين ايضا. وفق ما نقلت "كونا". وأضاف الصحفي بمجموعة الصين للاعلام تشو شيوان، ان زيارة الرئيس الصيني هذه المرة إلى المنطقة العربية تكتسب أهمية كبيرة باعتبارها المرة الأولى التي تجتمع الدول العربية جميعها في قمة عالية المستوى، وهو حدث مهم لدى الصين لأنها أول فعالية سياسية ودبلوماسية تعقدها الصين مع الدول الخليجية والعربية بعد المؤتمر الوطني العشرين في الصين.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;