كشفت مصادر مطلعة أن عددًا من أباطرة الانتخابات بدأوا تحركاتٍ يجرونها بالاتفاق مع أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل، من أجل الاستعداد لانتخابات المحليات والسيطرة عليها، مستغلين افتقاد معظم الأحزاب للخبرة بها.
وأكدت المصادر، أن اتصالاتٍ تجرى بين أمين التنظيم السابق وعدد من أعضاء المجالس المحلية السابقين فى محافظات الصعيد والدلتا، وعلى رأسها المنوفية، من أجل خوض تلك الانتخابات، لضمان العودة للحياة السياسية، بعد فشله فى التواجد بالبرلمان.
وتابعت المصادر أن محاولات أعضاء الحزب الوطنى المنحل للسيطرة على المحليات، تأتى فى ظل عدد المرشحين الكبير الذى يصل إلى 54 ألف عضو على مستوى الجمهورية، وليس بمقدور أى حزب أن يصل إلى أعضاء يغطون هذا العدد، إلى جانب وجود أنصار للنظام الأسبق فى كل قرى ونجوع مصر، ممثلين فى العمد والمشايخ وأعضاء الحزب.
وأكدت المصادر أن أعضاء «الوطنى» يعتمدون على أن المواطنين ليس لديهم اهتمام بانتخابات المحليات، وهو ما يسهل فرصهم فى الحصول على مقاعد تمكنهم من السيطرة على المجالس الشعبية، والعودة للحياة السياسية من الباب الخلفى ومن خلال الخلايا المنتشرة فى كل ربوع مصر، مشيرة إلى أنهم ينتظرون إقرار القانون الخاص بانتخابات المحليات وتقسيم الدوائر، لكى يعلنوا عن قائمة مستقلة أو الاندماج فى قوائم أخرى حتى يتمكنوا من حسم أغلبية مقاعدها.
وفى ذات السياق، تحاول الأحزاب، وخاصة الممثلة فى البرلمان، إعادة تنظيم صفوفها مرة أخرى، وتجهيز عناصرها من أجل خوض معترك المحليات.
وتستعد الأحزاب للدفع بالعناصر الشبابية، بعد إعدادهم وتدريبهم، للمشاركة فى الانتخابات الشعبية، خاصة أن نسبة الشباب تصل إلى %25 من إجمالى مقاعد المحليات، ولهذا تعول القوى السياسية على تحركات عناصرها من الشباب، لضمان التمثيل الجيد فى المحليات.
من جانبه أكد حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، أنهم بدأوا الاستعداد لانتخابات المجالس المحلية مبكرًا، بالرغم من أن قانون الانتخابات الخاصة بها لم يصدر حتى الآن، لافتا إلى أن حزبه يسعى حاليا لتوسيع القاعدة ودعم أمانات المحافظات، والتواصل مع المواطنين بالصورة التى توضح لهم ماهية الحزب.
وأضاف حازم عمر «أن الحزب يعول على دور الشباب والمرأة فى انتخابات المحليات، حيث يمثلون %50 من المقاعد».
وقال عمر أبو خضرة، أمين حزب حماة وطن ببنى سويف: إن الأمانة العامة للحزب تجرى استعدادات مكثفة من أجل حسم انتخابات المجالس المحلية، مشيرا إلى أن هناك دورات مستمرة من أجل تطوير أداء شباب الحزب، وتقديم شرح عملى لمفهوم المجالس المحلية، وكيفية التعامل مع الانتخابات.
وأضاف «أبوخضرة»، فى تصريح لـ «انفراد»، أن أمانة الحزب فى بنى سويف بالتنسيق مع أمانة التدريب والتثقيف برئاسة اللواء محسن سرحان، تنظم محاضرات بشكل دورى يلقيها عدد من الخبراء وأساتذة الجامعات المتخصصين فى مجال التمية المحلية ونظم المحليات.
وأشار «أبوخضرة» إلى أن نجاح الحزب فى الانتخابات البرلمانية، وحصوله على 18 مقعدًا، أسهم فى زيادة شعبيته فى المحافظات، مؤكدا أنهم مستعدون لخوض المحليات بالتحالف مع الأحزاب الأخرى، لتغطية كل المحافظات، وليتمكنوا من مواجهة فلول النظام السابق الذين يحاولون العودة للحياة السياسية من بوابة المحليات.
وأوضح أحمد خالد، أمين اتحاد الشباب بحزب المؤتمر: «أن حزبه يستعد ببرامج تأهيلية للشباب والمرأة على مستوى المحافظات من أجل خوض المحليات»، مشيرا إلى أن خطوة تحالف الحزب مع أى ائتلاف ستكون مبنية على الصورة النهائية التى يخرج بها قانون المحليات وهو ما سيوضح طريقة عمل الحزب.
ولفت «خالد» إلى أنه فى ظل وجود المال السياسى فى انتخابات المحليات، سيعتمدون على كفاءة وقدرة الشباب على خوض هذا المعترك، مؤكدًا أن التحالف هو الحل الوحيد لمواجهة المال السياسى، خاصة أنه لا يوجد حزب واحد سيتمكن من خوض الانتخابات بصورة منفردة، نظرا لأن عدد المقاعد كبير، ويصل إلى 54 ألف عضو، نصفهم من الشباب والمرأة.