صيادات كفر الشيخ يقهرن البرد.. يتحملن الصعاب لتوفير قوت أولادهن.. أم الخير تجاوزت 60 عاما وتؤكد: سأعمل فى مهنة الصيد حتى آخر يوم فى عمرى.. وزينب تتحدث عن أدوات الصيد.. وتكشف: "بصيد بجركن ونبيع بالشروة

تتعدد صور الكفاح من أجل لقمة العيش وبقرى البرلس ومطوبس والرياض وسيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ، أمثلة عديدة لسيدات تعودن على الكفاح منذ صغرهن لمساعدة آبائهن أو أسرهن بعد الزواج يعلمن بمهنة الصيد، لتوفير نفقات البيت، ولقمة العيش، ولا تضطر أسرهن لمد اليد للغير، يستيقظن فجراً ويتجمعن فى شوارع القرية، ويتوجهن فى رحلات صيد إما على ضفاف بحيرة البرلس فى المراكز الثلاثة " البرلس وسيدى سالم ومطوبس" أو تقومن بعملية الصيد بالترع والمصارف وبنهر النيل، حسب قرب القرية من المسطحات المائية. ومن بين تلك السيدات من تصدن بأيديهن تتعدى أعمارهن 50عاماً، اجبرتهن الظروف المعيشية على الخروج فى رحلات صيد وسط البحار والمصارف، ومنهن من تستقل مركب صغيرة وبرفقتها زوجها أو أولادهن، للعمل من الساعة الرابعة فجرا حتى الساعة الرابعة مساء، لتعود لتبيع ما رزقها الله من أسماك بمبالغ زهيدة تكفى حاجة أسرهن. قالت مريم كامل محمد،45 سنة، متزوجة ولديها 4 بنات، تعودت منذ صغرها على عملية الصيد، فكانت تعمل مع والدها قبل زوجها، وكان عمرها 6 سنوات، وبعد زواجها خرجت مع زوجها لتساعده فى عمله، حتى لا يمد يده للأخرين، وتساعده على تربية بناتها الاربعة، مؤكدة أن تلك المهنة طوال 39 سنة، علمتها الصبر والتحمل والكفاح، والرضا بقضاء الله وقدره، والرضاء بما يرزقها الله به أن كتان كثيرا أو قليلا. وأضافت أم الخير محمد عبدالله، 61 سنة، إنها من قرية سكرانة التابعة لمركز مطوبس، بدأت تعمل فى مهنة الصيد وكان عمرها 12 سنة، وكانت تساعد والدها، وعندما تزوجت وكان عمرها 17سنة، استمرت فى تلك المهنة الشاقة لتساعد زوجها، وبرغم انها وصلت لهذا العمر إلا أنها مصممة على مساعدة زوجها، فقد رزقها الله ب 3 بنات، ولم يرزقها الولد الذى يساعده والده فى عمله، وستظل تعمل لأخر يوم فى عمرها، لتستر بناتها، ولا تحتجناى مساعدات من أحد. وقالت أمر الخير، طوال 48 سنة عمل بمهنة الصيد، تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والرضا بالقليل، والاعتماد على الله، والأمل الغد برغم الصعاب التى تواجهها أثناء عملية الصيد، وأفضل ما تفعلها أثناء رحلتها اليومية، الاستمتاع بجمال بحيرة البرلس والمياه، والسماء والطيور المهاجرة، و عجائب الله فى خلقه وقدره، كل ذلك يعطيها حياة على حياتها، وزرعت ذلك فى بناتها، ليكن أمهات صالحات. وقالت أم الخير، المهنة متعبة فنضطر للخروج للصيد فى بحيرة البرلس من الساعة الخامسة فجرا وتعود آخر اليوم لتبيع السمك، لنشترى به احتياجاتنا، وبرغم قلة ما نصيده إلا أنها مستورة والحمد لله، متمنية من وزارة التضامن الاجتماعى صرف بدل صيد ومراكب كما فعلت مع بعض الصيادات بمركز البرلس، لأننا نقاسى من البرد، و لحاجتها تضطر لتحمل المشاق والبرد، لتوفير احتياجات أسرتها. وقالت زينب عبدالله محمد، 45 سنة، من الرياض، تختلف أدوات الصيد من مكان لآخر فمن الصيادات من تصيد بالشباك من خلال مركب صغير فى مياه بحيرة البرلس أو نهر النيل، ومنهن من تستخدم جركن بلاستيك وحزام قماش وملابس قديمة وجوانتي، بدون أى أدوات حماية وفى البرد القارص، وتنزل فى مياه الترعة أو على شاطئ نهر النيل وتصاد بالجركن، وبعد ساعات تخرج وتتوجه لبورصة الأسماك لتبيع الأسماك بالشروة، وقد يصل مقابل ما تبيعه من أسماك ما بين 50 جنيه ل 100 جنيه أو أكثر. وأكدت جملات عبدالواحد البهلوان، 44 سنة، أنها تعمل فى مهنة الصيد من 15سنة، كانت تساعد زوجها وعندما فقدته تحملت مسئولية أسرتها، وتضطر للخروج فجرا للصيد فى إحدى الترع بمركز الرياض، وأدواتها جركن وجوانتي، للصيد بالتجميس وهو الحفر فى الطين فى قاع الترعة أو المصرف، لأن السمك متخفى فى الطين، وسمى الصيد بالتجميس، لأننا نجمس بأيدينا حتى نمسك السمك، ونضعه فى الجركن، ونظل على هذه الطريقة لمدة 5ساعات، وبعدها نتوجه للسوق لبيعه ما رزقهم الله من أسماك، لشراء احتياجات أسرتها، مؤكدة أن الصادات تتعرضن مخاطر، لعدم وجود أدوات حماية مثل بدل الصيد، ونطالب وزارة التضامن بصرف بدل صيد كما تم صرفها لغيرنا من الصيادات. وأكدت عزات محمد شعيب، 49 سنة، إننا نصطاد بلطى وقراميط وحنيش من الترع والمصارف، وكله حسب رزق ربنا سبحانه وتعالى، مشيرة إلى أنها أصرت على تعلم أولادها حتى يكونوا أطباء ومهندسين وفى مكانة مرموقة إلا أبنها الأكبر الذى يساعدها فى عمل الصيد، لتوفر نفقات أسرتها، لأنها تتمنى لهم أن يكونوا فى مكانة كبرى، ولا يكونوا مثلها صيادين يتعرضون للبرد والمشقة. وأضافت أحلام سالم على، صيادة، إنها تخرج للصيد مهما كانت ظروف الطقس السيئ لأنه العائد الوحيد لأسرتها، مشيرة إلى أن زوجها عمرو عباس يعانى من صمام فى القلب ولا يستطع العمل، وابنتها سهيلة لديها إعاقة فى قدمها، كما أن ابنتها الثانية (رحمة) تعانى من تضخم الكبد، وبرغم تلك الأحزان التى تشعر بها والمسئولية الضخمة، موضحة أنها اضطرت للعمل بمهنة الصيد وتحاول صيد أكبر قدر من الأسماك لتعود لأسرتها بـ50 أو 70 جنيها توفر لهم طعامهم. وقالت غاده حسن أحمد، طالبة بالصف الثالث الثانوى التجاري، والتى تخرج مع والدتها للصيد فى الترع والمصارف أحيانًا حتى توفر لنفسها نفقات المدرسة، إنها تعمل بمهنة الصيد مع والدها ووالدتها، لتساعد أسرتها فى توفير احتياجاتهم، و لتوفر لنفسها تكاليف زوجها المقرر آخر العام المقبل.




















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;