مثل المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المريمي، الإثنين، أمام محكمة فيدرالية في الولايات المتحدة في تهم لها علاقة بتفجير "لوكربى"، وذلك بعد نحو شهر من اختطافه من منزله بواسطة ميليشيا القوة المشتركة التابعة لمدينة مصراتة فى نوفمبر الماضى.
وأكد ابن شقيق أبو عجيلة، عبد المنعم المريمي في تصريحات خاصة لـ"انفراد" تقدمهم بشكوى إلى مكتب النائب العام الليبي، اليوم الثلاثاء، ضد عملية اختطاف المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود وتسليمه للجانب الأمريكى، حيث يحظر القانون الليبي تسليم المواطنين تحت أى مبرر، ما لم يكن وفق إجراءات قانونية وقضائية نص عليها القانون.
وأعرب "المريمى" عن دهشته من صمت حكومة الوحدة الوطنية ووزارة الخارجية التابعة لها تجاه عملية اختطاف المواطن أبو عجيلة مسعود المريمي، مثمنا موقف مجلسي النواب والأعلى للدولة الرافض لعملية اختطافه وتسليمه للجانب الأمريكي.
ووصف "المريمي" ما جرى بعملية اختطاف للمواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المريمي، مشيرا إلى أنه يعانى من ظروف صحية صعبة وأمراض مزمنة منها السكر والضغط ومشاكل في العمود الفقري وأجرى جراحة دقيقة في عينيه، موضحا أن عمه كان مسؤولا سابقا في جهاز المخابرات الليبية، وتم محاكمته بتهم سياسية داخل ليبيا ليس لها أي علاقة بقضية "لوكربى".
وأشار إلى أن أسرة أبو عجيلة مسعود المريمي تتحرك لتكليف محامي دولي للدفاع عن عمه الذي يحاكم أمام المحاكم الأمريكية بتهم غير معروفة بالنسبة للأسرة، نافيا وجود أي تواصل مع أبو عجيلة مسعود المريمي حتى اللحظة بعد اختطافه من ميليشيا القوة المشتركة في مصراتة وتسليمه للجانب الأمريكى.
ونفى "المريمي" تورط عمه أبو عجيلة مسعود في قضية تفجير "لوكربى" قبل سنوات، مؤكدا أن الملف تم تسويته بين الولايات المتحدة الأمريكية والجانب الليبي في أغسطس عام 2008، مؤكدا أن أسرته في حالة صدمة ودهشة بعد اختطافه وتسليمه إلى الجانب الأمريكي.
وأكد أن كافة المواطنين الليبيين رافضين لعملية اختطاف وتسليم عمه أبو عجيلة مسعود المريمي، مشيرا إلى أن ليبيا دفعت ثمن قضية لوكربي حصار ودفع تعويضات بالملايين حتى تم الاتفاق على تسوية بين الحكومة الليبية والجانب الأمريكي وتم التوقيع على الاتفاق منذ 14 عاما.
ودعا "المريمي" السلطات الأمريكية بضرورة توفير الرعاية الصحية الكاملة لعمه الذي يبلغ من العمر ثمانين عاما ويعاني من مشاكل صحية وأمراض مزمنة، مضيفا "نحن مندهشون من اختطاف عمي بواسطة السلطات الأمريكية بعد تسوية الملف بشكل كامل بين ليبيا وأمريكا .. أبو عجيلة المريمي ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بملف قضية لوكربى."
وعن التحركات التي قامت بها أسرة أبو عجيلة المريمي عقب اختطافه بواسطة مسلحين من منزله في طرابلس، أوضح ابن شقيق المسؤول السابق في المخابرات الليبية أن الأسرة تواصلت مع كافة الجهات الأمنية في ليبيا التي نفت علاقتها بواقعة الاختطاف، مؤكدا تلقيهم اتصالا هاتفيا من القوة المشتركة في مصراتة والتي تتبع حكومة الوحدة الوطنية والتي سمحت لهم بزيارته ونفيها أي تحرك لتسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وطالب أعضاء البرلمان الليبي، الاثنين، رئاسة المجلس بعقد جلسة طارئة لمناقشة المستجدات الأخيرة الخاصة بقضية تسليم المواطن الليبي أبو عجيلة المريمي إلى السلطات الأمريكية، واتخاذ ما يلزم من إجراء لمتابعة القضية التي وصفوها بـ"الوطنية" محليا وخارجيا، مشددين على ضرورة تحرير المواطن الليبي وإعادته لأسرته سالما.
وأكد أعضاء البرلمان الليبى في بيان مشترك لهم، اليوم، أن تسليم أي مواطن ليبي لدولة أجنبية خارج إطار القانون يعد جريمة نكراء ومخالفة لكل الأعراف والمواثيق المحلية والدولية، مشددين على أن "قضية لوكربي" قد أقفلت بشكل قانوني كامل، وأن إعادة فتحها يعد تخلي عن المواثيق والعهود الدولية، وتعد سافر من الحكومة الأمريكية واستغلال سيئ للظروف التي تمر بها ليبيا.
وأشار أعضاء البرلمان الليبي إلى قرار مجلس النواب بشأن توجيه تهمة الخيانة العظمى لكل من يحاول فتح ملف لوكربي مجددا ومطالبة النائب العام الليبي بالتحقيق في الواقعة.
ثمنت الولايات المتحدة جهود كل من لعب دورًا في ضمان محاكمة أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي المحتجز حاليا في واشنطن، ليحاكم لدوره المزعوم في قضية لوكربي وصنع القنبلة التي فجرت رحلة شركة "بان أمريكان" رقم 103.
وقال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، "بعد جهد دبلوماسي مكثف، المتهم الليبي أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي محتجز حاليا في الولايات المتحدة.
وأضاف: محاكمة مسعود هي نتاج سنوات من التعاون بين السلطات الأمريكية والاسكتلندية وجهود السلطات الليبية على مدى سنوات عديدة.
وتابع: أود أن أعرب بشكل خاص عن امتناني للعمل الدؤوب الذي اضطلعت به وزارة العدل الأمريكية لملاحقة مسعود ومحاكمته.
وشدد على أن الولايات المتحدة لم ولن تتوقف أبدًا عن السعي لتحقيق العدالة نيابة عن الشعب الأمريكي، قائلا: أولويتي الأولى هي سلامة وأمن مواطنينا في الخارج وسنبقى واضحين ومركزين مع شركائنا في ملاحقة أولئك الذين يسعون لإلحاق الأذى بنا.
وقال البيان إن طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية "بان أمريكان" فُجرت فوق لوكربي في اسكتلندا منذ 34 عاماً، مما أسفر عن مقتل 270 شخصًا في 21 ديسمبر 1988.