قال السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن القمة الصينية العربية لها خصوصية وأهمية في هذا التوقيت، لأن الصين لم تعد دولة نامية وإنما هي ثاني اقتصاد على مستوى العالم ولها حضور قوي اقتصاديا وتنمويا، كما أن الدول العربية تمر بمرحلة مخاض وتحول اقتصادي وتنموي.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي محمد شردي ببرنامج الحياة اليوم، الذي يذاع على قناة الحياة: "التعاون مع الصين سيعود بنفع كبير على الطرفين، وهي علاقة تتميز بمبادئ معينة، وفكرة الاحترام المتبادل، واحترام إرادة الشعوب وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ومسألة الشعور بأهمية التعاون بين دول الجنوب الجنوب، وهي قمة تنعقد في ظل أزمة اقتصادية دولية وأزمة غذاء، ولا يوجد شك أن هذا الحوار يكتسب أهمية خاصة لانعقاده في هذا التوقيت".
وتابع: "الإعداد لهذه القمم يتم خلال شهور طويلة من خلال مستويات متعددة، تبدأ على مستوى المندوبين الدائمين بالجامعة العربية، وعقد اجتماعات مع الجانب الصيني لبحث الأوراق التي سيتم مناقشتها، وكل دولة تحدد مواقفها، والخطاب الذي تحدث به الرئيس السيسي في تلك القمة، وجه بها رسائل لمن حضروا ومن لم يحضروا في هذه القمة، ومن يطلع على خطاب الرئيس ورسائله، تركز على الاهتمام بالعلاقات المصرية الصينية والتغيرات المناخية وغيرها".
وقال: "التحديات الآن أصبحت تحديات عالمية، الكل يتحدث عن أزمة طاقة وأزمة غذاء وأزمة ديون، لم يعد أحد في معزل عن الأزمات العالمية، ومصر عندما تتحدث، فإنها تتحدث باسم الدول العربية والدول النامية والدول الإفريقية، ومصر كانت حريصة خلال مؤتمر المناخ على حفظ مصالح الدولة النامية، ومثل هذه المحافل ليست متاحة للحديث عن قضايا خاصة تخص كل دولة".
وأضاف: "منذ أن تم اختيار مصر لتنظيم قمة المناخ واستضافتها، بدأ التنسيق والعمل قبلها بعام كامل، على مستوى وزارة الخارجية والوزارات الأخرى، بدءا من تحديد موضوعات التفاوض، وإعداد مبادرات للرئاسة المصرية، تم صياغتها مع منظمات دولية ودول أخرى، وتم تكليف السفارات المصرية بالخارج لمعرفة الدولة المهتمة بأزمة المناخ والدول المهتمة بالتمويل وغيره".
وتابع: "بند التعويضات للدول المتضررة من التغيرات المناخية، مطروح منذ أكثر من 27 سنة، ولم تنجح الدول في إضافته كبند على جدول أعمال مفاوضات مؤتمر المناخ منذ تلك الفترة، لرفض دول معينة تضمين هذا البند، وما تم النجاح فيه، هو وضع هذا البند ضمن جدول الأعمال، وأخذ ذلك ساعات طويلة من النقاش، وبعدها يتم ترجمة هذا البند إلى صندوق، وهناك تحفظات من بعض الدول حول إنشاء هذه الصناديق".
و قال السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الحديث المصري في معظمه متسق مع ذاته، ومع اختلاف الشريك، تختلف الاهتمامات بعض الشئ، سواء كانت الصين أو الولايات المتحدة، وهناك موضوعات مشتركة، ومن بينها الأمن الغذائي والمائي، خلال القمة الأفريقية الأمريكية.
وأضاف: "تلك القمة هي الثانية بعد القمة التي عقدت في عام 2014، التي عقدها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الحالي جو بايدن يظهر قدر من الاهتمام بالقارة الأفريقية، وتم اعتماد استراتيجية أمريكية جديدة بأفريقيا خلال عام 2022".
وتابع: "الجانب الأمريكي حريص على أن يتم التركيز على خطة التنمية الأفريقية التي اعتمدها الاتحاد الأفريقي بكل محاورها، وسيحظى ذلك بالكثير من النقاشات بالتأكيد خلال تلك القمة، ولدينا قطاعات ودبلوماسيين متخصصين في كل هذه الملفات".
وقال: "حينما يتوجه رئيس مصر إلى واشنطن يكون هناك برنامج مكثف، ويكون هناك لقاءات ثنائية مع الولايات المتحدة بأفرعها ومؤسساتها المختلفة، والعمل الجماعي مع مختلف الأطراف، ووجود هذا العدد الكبير من القادة الأفارقة، يتيح فرصة العديد من اللقاءات والمشاركات".
وتابع: "الموقف المصري بالنسبة لسد النهضة، أن مصر متمسكة بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل هذا السد، وهناك جمود في الإطار الرسمي التفاوضي، وهناك محاولات من بعض الأطراف للمساعدة وتحريك المياه الراكدة، ولكن لا نستطيع أن نرى تحركا ملحوظا".
وأضاف: "الأزمة الروسية الأوكرانية غيرت ملامح النظام الدولي، في الموضوعات التي يتم الاهتمام بها، والمناطق التي يتم الاهتمام بها، وجوهر الموقف المصري أن هذه الأزمة واستمرارها يضر بدول كثيرة، والأكثر تضررا الدول التي ليست طرفا في هذا النزاع، سواء العربية والأفريقية، هي ليست طرف، ولكنها تأثرت بشدة بما يحدث".
وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الدولة المصرية الآن ثابتة ومستقرة وحققت إنجازات كبيرة على المستوى الاقتصادي والسياسي، وترسخ دورها على المستوى الدولى، ولها مهام كبيرة على المستوى الأفريقي والعربي والدولي، وأصبحت أكثر ثباتا وقوة وقدرة للتعبير عن نفسها وعن مصالحها بشكل واضح.
وأضاف: "هناك مبدأ أساسي في السياسية المصرية، هو عدم التدخل في السياسة الداخلية للدول الأخرى، وهو مبدأ ازداد رسوخا وثباتا بالرؤية التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذا الشأن، ومتابعة ما يحدث في الدول الأخرى، إذا تعلق الأمر بالشأن المصري أو يتعلق الأمر بالأشقاء من الدول العربية".
وتابع: "يتم التحدث بالمواقف المصرية مع كل الأطراف ومع المواطن المصري، وهو من حقه أن يعرف مواقف دولته تجاه القضايا المختلفة، وصياغة الموقف المصري الذي يعبر عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية ليست مسألة سهلة، وإنما هناك مؤسسة تعمل بشكل متكامل وقطاعات وإدارات في وزارة الخارجية".
وقال: "نتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الأحيان، على كل المنصات، لأنها أصبحت مهمة للغاية، واليوم وزير الخارجية يمكن أن يطلق تغريدة معينة ويتم الرد عبر تغريدة، في بعض الأحيان الأمور لا تتطلب الرد ببطء، ويجب أن تكون حاضرا في كل وقت".