مواجهة جديدة تخوضها الولايات المتحدة والصين في علي صعيد التجارة العالمية والتقدم التكنولوجي، مجالها هذه المرة ، الريادة في صناعة "أشباه الموصلات"، أو ما يعرف باسم "الرقائق الإلكترونية".
وفي تقرير نشرته وكالة رويترز ، كشفت مصادر إن الصين تجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة لإعداد حزمة دعم بقيمة تريليون يوان ، أي ما يعادل 143 مليار دولار لصناعة اشباه الموصلات لديها في خطوة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الرقائق ومواجهة التحركات الأميركية التي تهدف إلى إبطاء تقدمها التكنولوجي.
وأضافت المصادر أن بكين تخطط لطرح واحدة من أكبر حزم الحوافز المالية على مدى 5 سنوات، والتي ستكون بشكل أساسي في صورة إعانات وائتمانات ضريبية لتعزيز إنتاج أشباه الموصلات وأنشطة البحث في الداخل.
ويشير ذلك، كما توقع محللون إلى نهج مباشر بصورة أكبر من جانب الصين في تشكيل مستقبل صناعة أصبحت قضية ساخنة بسبب الطلب المتزايد على الرقائق التي تعتبرها بكين حجر الزاوية في قوتها التكنولوجية.
ويقول محللون إنه من المرجح أيضا أن يثير ذلك مزيدا من المخاوف في الولايات المتحدة وحلفائها بشأن منافسة الصين في صناعة أشباه الموصلات. ويشعر بعض المشرعين الأميركيين بالقلق بالفعل إزاء زيادة قدرة الصين على إنتاج الرقائق.
وقال مصدران رفضا الكشف عن هويتهما، لأنهما غير مصرح لهما بالحديث لوسائل الإعلام، إن الخطة قد تنفذ في الربع الأول من العام الجديد، وأضاف المصدران أن غالبية المساعدة المالية ستستخدم في دعم مشتريات معدات أشباه الموصلات المحلية من قبل الشركات الصينية
قالت المصادر الثلاثة إن مثل هذه الشركات ستحصل على دعم بنسبة 20% على تكلفة المشتريات
ومساء الثلاثاء ، أعلنت الصين إقامة دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة، من خلال آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية، بشأن ضوابط تصدير الرقائق الإلكترونية.
وذكرت وزارة التجارة الصينية - في بيان، أوردته شبكة (سي.جي.تي.إن.) الإخبارية الصينية، اليوم الثلاثاء، أن إقامة هذه الدعوى القضائية في منظمة التجارة العالمية يهدف إلى الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة من خلال الوسائل القانونية.
وأضافت أن "الولايات المتحدة كانت قد أقرت في يوليو الماضي مشروع قانون ضخم لتمويل الرقائق يصب 7ر52 مليار دولار في صناعة الرقائق المحلية، ويهدف مشروع القانون إلى تقييد تطوير أشباه الموصلات في الصين على أساس ما يسمى الأمن القومي".
وتابعت: "لقد عممت الولايات المتحدة مرارا مفهوم الأمن القومي في السنوات الأخيرة، وأساءت استخدام تدابير الرقابة على الصادرات، وأعاقت التجارة الدولية العادية للرقائق وغيرها من المنتجات".
وأعرب البيان عن أمل الصين في أن تتخلى الولايات المتحدة عن تحيزها، وتتوقف عن تعطيل تجارة منتجات التكنولوجيا الفائقة، بما في ذلك الرقائق الإلكترونية.
وبحسب شبكة "سي جي تي إن" الإخبارية الصينية، فإن منظمة التجارة العالمية قضت مؤخرا بأن الرسوم الجمركية الأمريكية لعام 2018، التي رفضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم تنتهك قواعد التجارة العالمية
التحركات الصينية الأخيرة ، جاءت بعدما أقرت وزارة التجارة الأمريكية مجموعة شاملة من اللوائح يمكن أن تمنع مختبرات الأبحاث ومراكز البيانات التجارية من الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ضمن قيود أخرى.
وتضغط الولايات المتحدة أيضا على بعض شركائها، ومنهم اليابان وهولندا، لتشديد قيود الصادرات إلى الصين من المعدات المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات.
ووقع الرئيس الأمريكي جو بايدن في أغسطس مشروع قانون لتقديم منح بقيمة 52.7 مليار دولار لإنتاج وأبحاث أشباه الموصلات الأمريكية، بالإضافة إلى ائتمان ضريبي لمصانع الرقائق تقدر قيمته بنحو 24 مليار دولار.
وقالت المصادر إن بكين تهدف من خلال حزمة الحوافز إلى تكثيف الدعم لشركات الرقائق الصينية، من أجل بناء أو توسعة أو تحديث المرافق المحلية للتصنيع والتجميع والتعبئة والبحث والتطوير.
وأضافت أن أحدث خطط بكين تتضمن أيضا سياسات ضريبية تفضيلية لصناعة أشباه الموصلات في البلاد.