فاجأت المملكة العربية السعودية العالم على لسان الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى بالإعلان عن عزمها طرح نسبة من شركة أرامكو عملاق النفط فى العالم، بسوق المال.
هذا الحدث ليس مجرد طرح شركة فى سوق ناشئ، ولكنه حدث سيغير اتجاه أسواق المال ليس فى المنطقة العربية أو السعودية فحسب، بل إنه سيهز أسواق العالم أجمع.
وهذا الكلام ليس به أى مبالغة، خصوصا إذا علمنا أن رأس مال الشركة يقدر بنحو تريليون دولار، وهو رقم ضخم، أى أن طرح %10 فقط من أسهم الشرك للاكتتاب العام سيدر دخل نحو 100 مليار دولار، أى أنه سيغطى كل العجز المالى فى الموازنة العامة السعودية والذى يقدر أيضا بـ100 مليار دولار.
ورغم أن الشركة لم تعلن بعد عن النسبة التى ستطرحها للاكتتاب، أو حتى السوق المالية التى ستطرح فيه، إلا أن الكثير من المراقبين يؤكدون أن النسبة التى ستطرح ستكون بين 2 إلى %10 على أقصى تقدير، نظرا لحجم الشركة الضخم، كما أن الطرح سيكون غالبا فى السوق المحلية السعودية. نظرا لكون الشركة تابعة للحكومة وتعتبر من أهم موارد الدولة السعودية وتعمل فى أهم قطاعات الاقتصاد السعودى وهو البترول.
كما أن السعودية أعلنت منذ فترة أنها بدأت برنامجا للإصلاح الاقتصادى، وأنها ستقوم من خلال هذا البرنامج ببعض عمليات الخصخصة للقطاع العام، لإفساح المجال أكثر للقطاع الخاص، بالإضافة إلى خطة لرفع الدعم التدريجى عن الطاقة، بهدف تقليل عجز الموازنة العامة، وتنويع الاقتصاد السعودى، والتخلص من اعتماده على قطاع النفط فقط، خصوصا بعد التراجع الحاد فى أسعار البترول فى الفترة الأخيرة.
لكن هل سيؤثر هذا الطرح على البورصة المصرية؟ وكيف سيؤثر؟
أحمد فؤاد المحلل الفنى قال إن مثل هذا الطرح الضخم سيكون له مردود سيئ على الأسواق المالية المحيطة به مثل مصر، لأن جانب كبير من المستثمرين الخليجيين سيحرصون على الاستثمار فى هذه الشركة العملاقة الناجحة، وبالتالى سيخرجون من الأسواق الثانوية التى يعملون بها مثل مصر لكى يشاركوا فى الاكتتاب.
وأضاف فؤاد أن الأمر لن يتوقف على المستثمرين السعوديين أو الخليجيين، وإنما سيمتد إلى المستثمرين الأجانب أيضا الذين يبحثون دائما عن الفرص الاستثمارية الجيدة، ولذلك فإن هذا الطرح سيكون له تأثير سلبى على البورصة المصرية، خصوصا إذا علمنا أن نسبة المستثمرين الأجانب والعرب فى السوق المصرى حوالى %30.
ومن جانب آخر أكد صلاح حيدر المحلل الفنى أن الإعلان عن طرح شركة أرامكو السعودية فى البورصة سيكون جيد على السوق الذى ستطرح فيه، ولكن على المدى الطويل، لأنها ستضيف سيولة جديدة لهذا السوق، وتزيد من حجم وقيمة التداول به، حتى لو طرحت أقل نسبة مسموح بها للطرح فى أسواق المال. وأضاف حيدر أن الشركة لم تحدد السوق الذى ستطرح أسهمها فيه، ولكن من المرجح أن تطرح اسهمها فى السوق السعودى بالإضافة إلى سوق آخر، نظرا لارتباط الشركة بالحكومة السعودية.
وأشار حيدر إلى أنه من جانب آخر فإن الإعلان عن أن الطرح بهدف جمع أموال بعد تراجع أسعار النفط، سيكون له مردود سيئ على بعض المستثمرين، الذين سينظرون بنظرة متشائمة للسوق الذى يطرح شركة كبرى به لمجرد جمع الأموال وهو ما يمكن أن يكون له تأثير عكسى على مستثمرين آخرين ويدفعهم إلى الخروج من هذا السوق.
وكانت شركة أرامكو السعودية الحكومية، عملاق صناعة النفط، أكدت الجمعة الماضى أنها تدرس خيارات مختلفة للإدراج فى أسواق المال.
وقالت الشركة، فى بيان لها، إن من بين الخيارات إدراج «نسبة ملائمة من أسهم الشركة أو إدراج مجموعة من وحدات أنشطة المصب التابعة لها».
كان ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان قال لمجلة ذا إيكونوميست فى مقابلة نشرت أمس الخميس، إن حكومة المملكة تدرس بيع أسهم فى أرامكو، فى إطار حملة خصخصة لجمع أموال فى ظل هبوط أسعار النفط.