أبناء الألعاب الشهيدة "أبطال على باب الله".. 8 حكايات تكشف معاناة نجوم الظل مع ملاليم "الرياضة".. الإهمال يحول نجمى السومو والمصارعة لمزارعين.. وخامس "رباعى" العالم عاطل.. وهشام حطب:مسئولية الاتحادات

ومن أبطال ألعاب القوى انتهت علاقتهم باللعب فى الأولمبياد إلى العمل فى شركة توكيلات زيوت وصنايعى سيراميك وسائق معدات ثقيلة وفران التفرغ والراتب الشهرى والعلاج من الإصابات أبرز العقبات.. وضياع المستقبل الدراسى وشبح البطالة أشهر خسائرهم رئيس اللجنة الأوليمبية يرد: حل الأزمة يبدأ من الاتحادات.. وهناك مسئولين يعملون للوجاهة الاجتماعية فقط.. وعضو مجلس نقابة المهن الرياضية: الدور النقابى معدوم.. والمعاش الشهرى 40 جنيها.. ومشروع الرعاية الطبية ضعيف كل أربعة أعوام تقريبا مع اقتراب موعد الدورات الأولمبية يدرك المصريون أن الرياضة ليست كرة قدم، أو أهلى وزمالك فقط إنما هناك رياضات أخرى وأبطال يستحقون الدعم المادى والمعنوى، نظرًا لما يقدمونه من بطولات لكن للأسف السقوط من حسابات طالما كان من نصيبهم إلا فى حالات نادرة، رغم أن التضحية أساس الحياة فى عالم الألعاب الفردية لا أحد يستمع إلى شكواهم. "انفراد".. رصد "8 حكايات" مختلفة لأبطال رياضيين ضحوا بمستقبلهم الدراسى والعملى من أجل الرياضة، وانتهى بهم الحال بالعمل فى مهن لها كل الاحترام لكنها لا تليق بمواهب شابة كانت منصات التتويج وقاعات التكريم المكان المناسب لهم.

1-المصارع الونش.. أحلامه اصطدمت بالأرض الأمل فى رفع اسم مصر عاليًا الحلم الأبرز لأغلب أبطال الألعاب الفردية رغم ما تُعانيه منظومتهم من قصور إدارى يؤثر على مسيرتهم، وقد يتسبب فى ضياع مستقبلهم الرياضى، ومن هذه الفئة المصارع الشاب إبراهيم الونش "22 عاماً" حاصل على دبلوم صنايع خير مثال على وجود أزمة إدارية لدى عدد من المسئولين الرياضيين بمصر، فاللاعب الحاصل على برونزيتى بطولتى العالم للشباب والأولمبياد العسكرى، والفائز باللقب الإفريقى عدة مرات يجلس فى بيته فى بركة السبع بالمنوفية حاليًا، مكتفيًا بالزراعة فى أرض والده فقط لا غير، بعد استبعاده من المنتخب الوطنى بسبب الهزيمة فى مباراة إحدى بطولات الجمهورية التى كان مصابا فيها بالأنفلونزا!.

البطل الشاب تحدث عن رحلة معاناته مع المنظومة الإدارية فى الرياضة المصرية، قائلا: "منذ تسع سنوات أمارس الرياضة وبسببها أهملت دراستى، وحققت العديد من الإنجازات رغم صغر سنى، لكن الخلافات الشخصية بين المسئولين أجلستنى فى المنزل رغم كل الألقاب التى حققتها". ويُضيف الونش: "ككل أبطال الألعاب الفردية اتحمل الكثير من أجل حلم الوقوف على منصات التتويج، ورغم قيدى فى مشروع البطل الأولمبى، لم أتلق أى دعم أو معسكرات خاصة"، مؤكدًا أنه ينتظر الدعم المعنوى على أقل تقدير وانه مستعد أن يدفع من ماله الخاص لخوض التدريبات. ولفت البطل الشاب إلى أنه حقق عددا من الألقاب الإفريقية، والمراكز العالمية لكن فى النهاية لم يحصل سوى على زهرية ورد يزين بها حجرة منزله بالمنوفية، مؤكدًا أنه حزين على إهماله للدراسة فهى الوحيدة التى كانت ستحميه من وضعه الحالى. وأبدى الونش استعداده الكامل للعودة إلى بساط المصارعة مجددًا إذا وجد أى دعم من اللجنة الأولمبية أو الوزارة لاسيما أن سنه صغير ومازال يحلم بالمشاركة فى أولمبياد 2020، وإضافة ميدالية أولمبية لمصر. 2- البطل توبة.. أرهقه تعنت المسئولين ترك "توبة فوزى" 22 عامًا، لاعب المنتخب الوطنى لألعاب القوى بالتحديد فى المشى 10 كيلو، الرياضة بعدما فشل فى الحصول على أى مقابل مادى منها، بل أنه كان يصرف عليها من عمله على فترات متقطعة كـ"صنايعى تركيب سيراميك". ويحكى توبة قصته قائلا: "لا أعلم ماذا سأفعل فى المستقبل، خاصة أننى لا أعرف فى حياتى سوى الرياضة التى أمارسها منذ صغرى، حيث التحقت بالمنتخب الوطنى منذ عام 2011، وحققت بطولات دولية كذهبية البطولة الدولية فى المغرب والمركز العاشر فى بطولة العالم بألمانيا عام 2013 فى إنجاز غير مسبوق، ورغم هذا لم أحصل على جنيه من الاتحاد أو الوزارة". ويُوضح البطل الشاب أنه يتقاضى نظير المشاركة من المنتخب 300 جنيه، رغم أن مصاريفه الشهرية تتعدى الـ 1500 جنيهًا يتم صرفها على الفيتامينات والتغذية بخلاف الأمور الشخصية، مؤكدًا أنه لم يتقاض أى جنيه من نادى الفيوم لتعنت المسئولين معه ورفضهم إعطائه قرار استغناء حتى يستطيع أن يجرب حظه فى أى ناد آخر.

موضحًا أن البديل الأقرب هو الابتعاد عن الرياضة والبحث عن أى فرصة عمل، كاشفًا أنه حاصل على مؤهل فوق المتوسط "سياحة وفنادق"!. العامل المادى وسوء المنظومة الإدارية ليست العائق الوحيد أمام أبطال ألعاب الفردية لاستكمال مسيرتهم إنما هناك أمور أخرى تتعلق بالرعاية الصحية والطبية، وتحديدًا فى حالة حدوث إصابة فإن الوضع يُصبح مأساويًا أكثر من أى وقت مضى، فالتضحية لا تقتصر على سنوات العمر فى ممارسة الرياضة بدون مقابل لكن أحيانًا يتطور الوضع إلى خسائر أكبر !. 3- الرباع عبد الهت نبيل.. الحمل الزائد كسره ظهر عبد الله نبيل عبد السلام ابن محافظة الاسماعيلية "23 عامًا" بطل رفع أثقال السابق فى ميزان 69 كيلو كادت إصابته بشرخ فى الظهر أثناء التمرين تتسبب فى عدم قدرته على الحركة بعدما أهمل المسئولين علاجه رغم تحقيقه نتائج مبهرة، كل هذه الانجازات ولم يتعدى سنه الـ 18 عاما. حالة شديدة من الإحباط، تُسيطر على البطل السابق بعدما أجبرته الإصابة على الاعتزال فى سن صغيرة، رغم موهبته بل أنه تحمل تكاليف علاجه بمفرده خاصة أنه كان مهددا بعدم القدرة على الحركة. بعد انقطاع صلته بالرياضة، اضطر بطل رفع الأثقال الشاب للعمل فى أكثر من مهنة مثل سائق تاكسى، وبائع فى محل ملابس لتوفير مصاريفه الشخصية خاصة أنه بعد 8 سنوات عاشها كرياضى كان يتقاضى خلالها 800 جنيه من ناديه، و300 جنيهًا من المنتخب الوطنى.. لم يجد أى شيء يتكأ عليه بعدما تأخر فى دراسته فلا يزال طالبًا فى السنة الرابعة بكلية تجارة، مؤكدا أنه لم يتقاضى أى مكافأة نظير الفوز بالبطولات الأفريقية أو العربية أو المركز العالمى. البطل الشاب أكد أنه بعد الإصابة قرر اعتزال فورًا فى هدوء وبدون الحديث مع المسئولين فى الاتحاد أو الوزارة حتى يساندوه للعودة من جديد قائلا: "فى بلدنا اللى بيقع مش بيقوم، إلا اللى هم عاوزينه يقوم بس، والدليل على كلامى أبطال أوليمبيين تم شطبهم نهائيا". وأشار عبد الله إلى أن حلمه حاليًا يتمحور حول الحصول على وظيفة فى هيئة قناة السويس كشاب إسماعيلاوى حقق إنجازات رياضية ولم يحصل على أى مقابل إضافة إلى أنه عاطل عن العمل فى الوقت الراهن، ويحتاج إلى مصدر رزق ثابت يستطيع إكمال حياته به. 4 - البطل مصطفى عطية.. من قفز الموانع لقيادة المعدات الثقيلة قصة أخرى لبطل رياضى تحول إلى سائق معدات ثقيلة فى إحدى الشركات كانت الإصابة عاملا مؤثرا فيها، وعجلت بكلمة النهاية فى المسيرة الاحترافية لبطل ألعاب القوى مصطفى عطية خميس - لاعب 3000 موانع واختراق ضاحية - الذى بدأ مسيرته مع النادى الإسماعيلى حتى انضم للمنتخب الوطنى لمدة ثلاث سنوات متتالية.

توقفت مسيرة مصطفى الرياضية فى عام 2010 بعدما تعرض لعدة إصابات جعلته يبتعد لمدة عام عن ممارسة لعبته، مؤكدًا أنه اكتشف خلال تلك الفترة وجود قصور فى مجال الطب الرياضى فى مصر، وعدم الاهتمام بالشكل الأمثل به، إذ يلجأ لاعبو كرة القدم للسفر للخارج بينما يعانى أبطال الألعاب الفردية من الحصول على العلاج داخل مصر. وأكد بطل ألعاب القوى أنه بعد أداء الخدمة العسكرية خاض بطولة للجمهورية ليجد نفسه يتقاضى مقابل تحقيق المركز الثانى 275 جنيها، مؤكدا أنه هذا المبلغ لم يكن يكفيه ليشرب "عصير فريش" بحسب وصفه، مضيفا: "من هذا الوقت تقريبًا قررت الاستمرار فى رياضة من أجل صحتى فقط". وأشار مصطفى إلى أنه هناك أزمة أخرى تواجه أبطال الألعاب الفردية تتمثل فى غياب الأجهزة الفنية المتكاملة، والاكتفاء بمدرب وحيد غير قادر على توجيه الجميع بالشكل الأمثل، مؤكدًا أن عدم وجود أخصائى تغذية ونفسية وأحمال بدنية يتسبب فى قلة عدد الأبطال العالميين لاسيما أن لاعبى مصر يتفوقون فى مراحل الناشئين لكن فى مرحلة الكبار يبدأ الفارق فى الإعداد يظهر بين الدول المختلفة. 5- بطل الجرى محمد محمود.. العودة من منتصف الطريق محمد محمود "22 عاما" بطل ألعاب قوى بالمنتخب الوطنى، وبالتحديد جرى 800 متر و1500 متر، وفى الوقت نفسه يعمل مع أسرته فى محل لبيع الشنط الجلد، مشيرا إلى أنه قرر الابتعاد عن الرياضة جزئيًا بمعنى أنه سيمارسها لكن لن يشغل باله بالخطوات القادمة فيها!، وسيكون تركيزه على مستقبله العملى فقط لا غير!.

ويوضح محمد محمود موقفه قائلا: "لست قادرًا على التفرغ الكامل للرياضة، وفى لعبتى يجب التدرب يوميًا بمقدار 3 ساعات على أقل تقدير، ولتحقيق الأرقام المؤهلة للبطولات العالمية يجب التدرب على فترتين يوميًا، والسفر لمعسكرات والحصول على فيتامينات، بل وصرف مقابل مادى شهرى يصل إلى ألفى أو 3 آلاف جنيه، وفى المقابل لا يتعدى الراتب الشهرى مبلغ الـ 500 جنيه وفى حالة الفوز ببطولة الجمهورية تكون المكافأة 375 جنيها".

ويضيف البطل الشاب: "رغم عدم قدرتى على التفرغ التام لكنى حققت بطولات وأرقام جيدة للغاية لكن أصيبت بالإحباط بسبب سلبيات المنظومة الرياضية التى يفضل فيها المسئولون ضم اللاعبين المحترفين بدلا من اعداد اللاعبين المبتدئين والإنفاق عليهم وتدريبهم للوصول بهم لمراحل متقدمة".

وتابع: "القصة فى مصر تكون بهدف المشاركة فى البطولات فقط، وهو ما حدث معى خلال المشاركة مع المنتخب فى البطولة العربية بشرم الشيخ عام 2013 حيث اكتشفت الفارق فى إعداد منتخب مثل الجزائر المتوّج بالبطولة وفريقنا صاحب المركز الرابع". وكشف بطل ألعاب القوى عن موقف أثر فى طريقة تفكيره تجاه مستقبله الرياضى، قائلا: "المنتخب الوطنى فى البطولة، السالف ذكرها كنا نشارك بأحذية وترنجات من بير السلم، لا يتعد الواحد منها 80 جنيهًا، والأسوأ من كل هذا أن اللاعب الذى لم يكن يمتلك حذاء كان يجرى حافيا". كاشفًا عن قصة مؤسفة ومتعلقة بأحد زملائه المعتزلين فى الوقت الراهن، مؤكدًا أن هذا اللاعب اضطر للمشاركة فى إحدى البطولات العربية بقميص دولة أخرى كان قد حصل عليه كهدية من قبل لعدم امتلاكه قميصًا، ورغم هذا العبء النفسى حقق المركز الأول، وتفوق على أبطال آخرين مرشحين لتحقيق ميدالية أولمبية حاليًا. أوضح بطل ألعاب القوى، أن كل الأزمات وغيرها جعلته يأخذ جنبًا من احتراف الرياضة، ويحاول التخطيط لمستقبله بعدما أهدر 12 عامًا فى ممارسة هوايته، ولم ينتبه لدراسته واكتفى بالحصول على دبلوم صنايع.

وشدد محمود أنه على اتم الاستعداد للتضحية بسنوات أخرى فى الرياضة حال تلقى وعد بتوفير تدريبات ومعسكرات على مستوى يجعله ينافس على المستويات العالمية والأولمبية لكن العودة للنهج الأول والاكتفاء بالقشور لمجرد الفوز فى بطولات الجمهورية، وهذا المتوقع من وجهة نظره يجعله يحسب الأمور ألف مرة قبل العودة للسيرة الأولى.

6- بطل السومو السيد جبر.. "التكريم فى النيش"! حلم التتويج بالبطولات العالمية ربما يكون دافعًا لبعض اللاعبين من أجل مواصلة المشوار، إنما الوضع يكون أسوأ حال تحقيق تلك الألقاب ولم تنل أى تقدير أو حافز يجعلك ثابتًا على موقفك، وهنا تظهر قصة السيد أحمد جبر البطل العالمى فى رياضة السومو، صاحب المشوار الطويل الممتد من عام 2007 حتى الآن، وحقق من خلاله ألعديد من الألقاب منهم برونزية الدورة غير الأولمبية بخلاف مراكز عالمية أخرى إلا أن عودته للعمل كفلاح فى أرضه كان جزاؤه. عفوية السيد الشديدة فى الحوار لم تمنعه من التعبير عن ضيقه من معاملته من المسئولين فى الدولة رغم إنجازاته، فلا يوجد مقابل مادى نظير فوزه بالبطولات، ولا وظيفة ثابتة تؤمن دخلا لأسرته وطفليه الاثنين، مؤكدًا أن مكافآته على تحقيق ميدالية برونزية فى دورة غير أولمبية كانت 3 آلاف جنيهًا، ساخرًا من تكريم محافظ المنوفية آنذاك واصفًا الدرع الحديد الممنوح له بأنه يصلح للوضع فى النيش، الذى أصبح مصدر التكريم الوحيد. بطل السومو العالمى يؤكد أن المسئولين أجبروه على الجلوس لرعاية أرضه رغم أحلامه فى مجال الرياضة، وهو نفس المصير الذى لاقاه شقيقه هيثم البطل الإفريقى فى رياضة المصارعة، وعمه البطل العالمى فى نفس اللعبة كذلك، مؤكدًا أنه رفض عرضًا من التجنيس لدولة قطر من أجل مصر، لكن الدولة كافأته بجلوسه فى منزله ليهتم بأرضه وجاموسته على حد تعبيره.

وفى صالة بسيطة بقرية مليج بالمنوفية يتدرب البطل العالمى، حبًا فى الرياضة وعلى أمل الاستجابة للحد الأدنى من مطالبه فى يوم من الأيام بتوفير الحد الأدنى له من الحقوق كرياضى يحلم بخدمة بلده، وحول هذا الوضع يقول السيد: "ضحيت بالتعليم فأنا بدون مؤهل، ولا أملك مهنة كل هذا عشقًا فى الرياضة، ورغم ما عانيت فأنا على استعداد للعودة إذا وجدت أى رعاية أو توفير مصدر زرق لأسرتى المتعلقين فى رقبتى".

7- بطل الجرى محمود سيد.. "خد السكة من قصيرها" هناك نماذج واقعية فى عالم الألعاب الفردية، قررت العودة من منتصف الطريق تاركة أحلامها وراء ظهرها، ومنهم محمود سيد بطل ألعاب القوى سابقًا فى رياضة الجرى 800 متر و1500 جرى، الذى كان أكثر فطنة من زملائه، وأدرك أن الطريق لن تكون نهايته مثلما حلم لذا توقف وحصل على مؤهل متوسط "دبلوم صنايع" ثم أدى خدمته العسكرية، فصاحب الـ "26 عامًا" يعمل حاليا فى شركة توكيلات زيوت السيارات، بالإضافة إلى التجارة فى المستلزمات الرياضية خاصة أنها تعتبر بمثابة مساعدة لزملائه السابقين فى توفير احتياجاتهم بأقل التكاليف.

محمود سيد يروى فى قصته مع رياضة ألعاب القوى: "بدأت ممارسة الرياضة منذ صغرى، ولعبت فى أندية صغيرة بالفيوم حتى التحقت بالنادى الأهلى، ليتم ضمى فى منتخب الناشئين بعدها، لم أتمكن من خوض بطولات دولية بسبب كثرة الأزمات فى الاتحاد، وأيضًا عدم قدرتى على التوفيق بين مواعيد الامتحانات والمعسكرات الخارجية".

ويضيف بطل ألعاب القوى السابق: "حققت العديد من البطولات على مستوى الجمهورية لكنى كنت أتقاضى 600 جنيه شهريا من النادى ورغم أنه مبلغ جيد بالنسبة لأوضاع الألعاب الفردية، لكنى كنت أصرف ضعفهم على شراء فيتامينات، وملابس رياضية، وشعرت أن الموضوع لن يكون مجزيًا على المستوى المادى أو حتى المعنوى بتحقيق أحلامى فى اللعب فى الأولمبياد فى ظل عدم توفير التدريبات اللازمة، أو خوفًا من حدوث إصابة ووقتها لن أجد علاجًا مناسبًا، وبناءً على الأسباب السابقة.. اتخذت قرارى باعتزال الرياضة، والتركيز فى عملى الخاص". وحول أسباب اتخاذ قرار الاعتزال أشار سيد إلى أن أبناء الريف عمومًا عكس أغلب أبناء المدن، يخجلون من الحياة عالة على أسرهم، لذا يقرر الأبطال الرياضيين فى تلك الأماكن عدم الاستمرار من أجل الصرف على أنفسهم، والتخطيط لمستقبلهم من زواج وبناء أسرة وغيرها من أساسيات الحياة، مؤكدًا أن القادرين على استكمال المشوار فى الألعاب الفردية، أغلبهم من أبناء الأغنياء أو حتى أصحاب الدخول المتوسطة.

ويرى محمود سيد أن معظم الرياضيين لا يحلمون سوى بالحصول على 1200 جنيهًا كراتب شهرى، لتوفير احتياجاتهم الأساسية، مؤكدًا أنه لديه علاقات واسعة بأبطال الألعاب الفردية اكتسبها بفضل العمل حاليًا فى توفير الأدوات الرياضية غالية الثمن بأسعار أقل تناسب الجميع لاسيما أنه على علم بمدى معاناة الرياضيين لأنه كان مثلهم بالأمس القريب. ويُلخص لاعب النادى الأهلى أزمات الألعاب الفردية قائلا: "هناك صراع داخل أغلب أبطال الألعاب الشهيدة خاصة البسطاء منهم، ما بين الإخلاص للرياضة والتدريبات وإهدار أهم سنوات العمر على أمل الحصول على الشهرة والمال أو تركها والتركيز فى الدراسة أو تعلم صنعة تدبر له قوت يومه فى المستقبل".

واستدرك سيد فى حديثه قائلا: "الرياضة عندما تغدر بالأبطال تجعل حياتهم قاتمة السواد، خاصة أن صاحبها يجد نفسه فاشلا لم ينجح فى شيء، ولا يجد عملا يُناسبه، فبطل مثله لا يمكنه العمل تحت قيادة شخص أقل منه، ربما يهينه مثلما الحال فى بعض الأعمال الحرة، لذا هناك من ينعزل، ويدخل فى حالة اكتئاب وآخرين يكملوا الطريق متناسين أمجاد وأحلام الماضى حتى يستطيعوا الصرف على أنفسهم وأسرهم".

8- أحمد عشم.. "فران" بدرجة بطل ألعاب قوى النموذج السابق يُمثل الفكر الواقعى فى عالم الألعاب الفردية الذى يقدر الأمور فى حجمها الطبيعى بعيدًا عن الأحلام الوردية، لكن هناك من يفضلون البقاء للحظات الأخيرة، حتى وإن كانت صادمة ومن هؤلاء أحمد عشم الذى لم يتوقع منذ أكثر من عشرين عامًا عندما بدأ ممارسة رياضة ألعاب القوى داخل أحد أندية محافظته الفيوم.. أن أحلامه ستنتهى بالعمل فى إحدى مخابز منطقة المنيب بالجيزة مرتديًا نفس القميص الذى كان يتدرب به مع ناديه اتحاد الشرطة. عشم "31" عامًا الحاصل على دبلوم زراعة يروى قصته مع الرياضة من لحظات الأمل إلى ساعات الندم، قائلا: "بدأت ممارسة ألعاب القوى فى الفيوم سواء المشى أو قفز الحواجز وغيرها من الألعاب المختلفة، وفزت بالعديد من بطولات الجمهورية وانضممت إلى المنتخب الوطنى وخضت معه عدد من بطولات كالعربية والإفريقية، وكذلك خضت عدد من بطولات الشركات". أوضح البطل الرياضى: "بعد ثورة 25 يناير قام نادى اتحاد الشرطة بتسريح عدد من أبطال الألعاب الأخرى، وكذلك الشركة التى كنت ألعب لها، التى اكتفت بالموظفين ورفضت توظيف جدد، ومن هنا انتهت علاقتى بالرياضة". واستكمل البطل الرياضى حديثه: "بعد انتهاء علاقتى بالرياضة إجباريًا لم أكن أعرف ماذا أفعل؟.. لقد ضاع عمرى فى ممارستها وحبها ورغم أنى كنت أتقاضى من النادى 600 جنيهًا والشركة 170 جنيهًا"، مضيفًا: "بحثت عن فرص عمل ولم أجد خاصة أنى كنت محتاج للعمل بشدة لأنى متزوج ولدى طفلين، وفى النهاية وجدت فرصة عمل كعامل فى فرن". ويرى عشم أن أبطال الألعاب الفردية أو أى لعبة ما عدا كرة القدم فى مصر مظلومين ولا يأخذون حقهم بأى حال من الأحوال"، مضيفًا: "أن الرسالة التى يوجهها لأى رياضى فى تلك الألعاب الفردية حاليًا لا تهدر وقتك فى شىء لن يجلب لك منفعة.. تعلم صنعة وانتبه لمستقبلك الدراسى فالدولة لن تُوفر لك أى شىء!". رسالة عشم صادمة للرياضيين قد تُفسرها عدد من شهادات التقدير والميداليات التى مازال يحتفظ بها فى كيس أسود متهالك لكنها غير قادرة على توفير الحياة التى تمناها لأسرته وطفليه رغم ما تحمله من الآلام ومشاقة لتحقيقها. وللرد على النقاط المختلفة التى أثارها الأبطال أكد رئيس اللجنة الأولمبية هشام حطب، أن الاتحادات المعنية بالأبطال السابقين يجب عليها ألا تهملهم بعد اعتزالهم لأى سبب من الأسباب، مؤكدًا أن عليها الاستفادة من خبراتهم فى أى مجال. ولفت رئيس اللجنة الأولمبية إلى أن الأزمة تحدث عندما يتواجد مسئولون غير عادلين لا يهتمون سوى بأنفسهم ومصالحهم، وبناءً عليه لن يهتموا باللاعبين والأبطال منهم أثناء اللعب أو بعد الاعتزال. وبالنسبة لنقطة عدم صرف المكافآت الخاصة بالبطولات العربية والإفريقية، أكد حطب أنه هناك لائحة تحكم الجميع فى هذا الصدد، مؤكدًا أنه إذا تقدم أى بطل حاصل على بطولة أفريقيا أو غيرها للجنة الأولمبية سيحصل على مكافآته بكل تأكيد وحتى أن مر الوقت عليها خاصة أن زرع الثقة فى نفوس اللاعبين أمر أساسى.

وأشار حطب إلى أن حديث عدد من اللاعبين عن عدم جودة الملابس أمر خاطئ للغاية، مؤكدًا أنه يجب على كل مسئول كان صغيرًا أم كبيرًا أن يقدر قيمة البلد والعناصر التى تمثلها.

وتعقيبًا على قيمة الرواتب الشهرية لأبطال الألعاب المختلفة، أكد رئيس اللجنة الأولمبية أن هذا التقدير يعود إلى مجلس إدارة الاتحاد بناءً على عوامل مختلفة كحجم التغذية والفيتامينات ومكان سكنه وأشياء من هذا القبيل، مؤكدًا أن تلك الرواتب لا يتم معاملتها كالكادر الحكومى، مشيرًا إلى أنه فى حالة طلب دعم إضافى تتم الأمور بكل سهولة سواء بالتنسيق مع الوزارة أو اللجنة الأولمبية. وأشار حطب إلى أن بعض رؤساء الاتحادات يدعمون أبطالهم بكل الإمكانات المادية ومنهم اتحاد السباحة على سبيل المثال فاللاعبين أمثال أحمد أكرم وفريدة عثمان يتحصل كل منهما شهريًا على ما يقارب من "3 آلاف دولار"، لافتًا إلى أن هناك مسئولين أيضًا فى الاتحادات لا يعملون إلا للوجاهة العامة. وعلق حطب على إمكانية رعاية الاتحادات للأبطال شخصيًا، قائلا: "هذا البند ليس موجود فى الميزانية التى تهتم بثلاث عوامل النشاط الداخلى والخارجى والمصروفات الإدارية"، مؤكدًا أنه يأمل فى وجود هذا البند فى يوم من الأيام ليعدل من أوضاع أبطال الألعاب الفردية. وحول آلية توفير فرص العمل لأبطال الألعاب الفردية، قال حطب إن هذا الأمر يجب تنسيقه بين اتحاد اللعبة من خلال مخاطبة الوزارة أو اللجنة الأولمبية بشكل سنوى بشأن إمكانية توظيف الأبطال المعتزلين، مؤكدًا أن الأبطال فى الأقاليم يمكن توظيفهم فى مديريات الشباب أو حتى مراكز الشباب فى قراهم حتى يكونوا قادرين على خدمة أهاليهم ونقل خبراتهم. وبخلاف دور الجهات التنفيذية كالوزارة أو المنتخب مثل اللجنة الأولمبية، تُثار التساؤلات عن دور نقابة المهن الرياضية التى يؤكد أحمد خليفة، عضو مجلس إدارتها، أنه ليس لها أى دور بالنسبة للرياضيين فى تقديره سوى توفير معاش شهرى 40 جنيها وإقامة مشروع رعاية صحية ضعيفة للغاية، كما أنه لا توفر أى بدائل أو فرص للعمل للرياضيين المعتزلين. أكد عضو نقابة المهن الرياضية أن طموحه فى الفترة القادمة سواء داخل أو خارج النقابة يتركز على توفير فرص عمل للأبطال الدوليين من حاملى ميداليات قارية وبحر متوسط وغيرها من البطولات الهامة، مشيرًا إلى أن هناك صندوق تحت مسمى قدامى الرياضيين يساعد الأبطال الكبار قدر المستطاع.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;