"الحاجة فريجة" 95 سنة ولسه بتعافر.. عاصرت 3 رؤساء مصريين.. كان لها دور بارز فى بناء أول مدرسة بالقرية فى عهد جمال عبد الناصر.. تتحدث عن خير الزمن الجميل.. وهذه قصة عملها فى صناعة سعف النخيل.. صور وفيد

وجهها يظهر عليه ملامح الشيخوخة وضحكتها كأنها فتاة فى العشرين، عندما تمسك بيدها أدوات التصنيع لا تفرقها عن أى شابة صغيرة، فهى تتذكر كل شىء حتى أغانى الزمن الجميل فى حقول القطن عند جمعه، عملت بالزراعة، وكان لها دور فعال فى بناء أول مدرسة بالقرية فى عهد جمال عبد الناصر، حاربت الدنيا من أجل تربية أبنائها وتعليمهم، وكانت سندا قويا لزوجها طوال حياته. الحاجة فريجةمحمد تلك المرأة التى رسم الزمن على وجهها حكاية مصرية خالصة مازالت تقدم وتأكل من عمل يدها رغم تجاوزها الـ90 عاما، فهى لا تكل ولا تمل حتى إن جلست شهرا تصنع طبق الخبز من جريد النخيل، فالعمل متعتها الحقيقة، تراها تجلس فى صمت كبير وهى تعمل وعندما تنتهى تجد ابتسامة وضحكة الفتاة الشابة تزيل من على وجهها ملامح الشبخوخة وتعيدها من جديد إلى حالة الصبا. فى قرية الشيخ حسن التابعة لمركز مطاى شمال محافظة المنيا، تسكن الحاجة فريجة محمد أبوكبير، والتى تبلغ من العمر 95عاما، بين أبنائها الذين يقبلون يدها كل صباح ومساء شاكرين صنعها لهم وكفاحها من أجلهم، حتى أصبحوا كبارا. قالت الحاجة فريجة محمد: "العمر لا يتم احتسابه بعدد السنين ولكن بلحظات العمل، فلم أذهب إلى المدرسة، ولكن والدتى عملتنى كل شىء من أول الزراعة حتى صناعة التحف من سعف النخيل، فقد كنا نأتى بجريد النخيل ونقوم بتقشيره ثم نصنع منه أثاث المنزل حتى أطباق الخبز البلدى ، وكنا نبيع تلك الأشياء بشكل تبادلى، فقد كان الزبون يأخذ تلك الأشياء مقابل السمن او الخبز أو أى شيء آخر ولا نأخذ المال". وأضافت تعلمت أيضا زراعة القمح والنباتات الطبية والعطرية والسمسم، وكنت أمسك الفأس مع المزارعين، وازرع وكنت أشهر مزارعة فى الشيخ حسن، حتى تمكنت من تعليم أبنائى وأصبحوا يحملون الشهادات وذهبوا إلى المدارس إلى جانب تعلمهم الزراعة ايضا. ولفتت الحاجة فريجة قائلا مع بداية إنشاء مدرسة القرية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر كنت أنا من يجلب الطعام والماء إلى العاملين من بندر مطاى حتى القرية، كنت أحمل 100رغيف من الخبز فوق رأسى، إلى جانب العجوة والسمن سيرا على الأقدام، كنت أسير حوالى 10 كيلو مترات حتى يصل ذلك الطعام إلى العاملين بالمدرسة مقابل مادى بسيط، هذا بالإضافة إلى الماء الذى كنت أحمله فوق رأسى إليهم. وأضافت مازالت أعمل فى صناعة التحف المنزلية من جريد النخيل حتى هذا اليوم، لأنى أحب العمل ولا أستطيع أن أجلس هكذا، حتى تربية الطيور أقوم على رعايتها بنفسى وأجهز الطعام لنفسى، لأن من تعود على العمل لا يستطيع أن يجلس بدونه. وقالت الحاجة فريجة كنت فى الماضى كنت أذهب مع فتياتات القرية ونقوم بجنى القطن وكنا نغنى ونفرح بالمحصول، مثل الجميع فقد كان يوم حصاد القطن يوم عيد بالنسبة لنا، وكنا نستيقظ فى الفجر ونعمل بجد وإجتهاد ولم أنقطع حتى اليوم. واستطردت الحاجة فريجة قائله، كثيرا ما يطلب منى أبنائى أن أتوقف عن العمل، لكن أنا أرفض لأنى لم أتعود على الجلوس والراحة بل على العمل والجهد، لحظة السعادة الحقيقية بالنسبة لى هى عندما أنتهى من صنع أى شيئ من جريد النخيل سواء كان طبقا للخبز الشامى أو سلة لحفظ الطعام، أنها السعادة الحقيقية للأنسان عندما يعمل ويخلص فى عمله. وقالت الحاجة فريجة عشت مع زوجى سندا له، كنا نعمل يدا بيد من أجل المعيشه، وكنت كثيرا أتحمل غضبه، فقد كنت اشعر بأوجاعه لذا كنت حريصه على أننى لا أكون سببا فى هذا الغضب بل كنت بالنسبه له السكن الذى يأوى إليه عندما يكون مهموما. وعن أدوات العمل قالت الحاجة فريجة، بعد أن تقدم بى العمر تساعدننى زوجات أبنائى فى حمل سعف النخيل وتخزينه بجانبى، كما أنهن يعاملننى معامله جيده، ويجلسون لمشاهدتى وأنا أعمل، وليس لى أمنية فى الحياة سوى زيارة بيت الله الحرام.






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;