قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن محاولة الانقلاب التى شهدتها تركيا أمس الجمعة من شأنها أن ترفع أسعار النفط، فرغم أن المضايق التركية مفتوحة ولم تتأثر حركة السفن، إلا أن الخطورة التى يفرضها الوضع بتعريض السفن المحملة بالخام من شأنه أن يؤثر على الأسعار.
ونقلت الوكالة عن كريج بيرونج، مدير معهد إدارة الطاقة العالمية فى جامعة هيوستن الأمريكية، قوله إن أى حالة من عدم اليقين فى المنطقة، تتسبب فى ارتفاع أسعار النفط، خاصة إذا كانت لها علاقة بتركيا وسوريا، مشيرا إلى أن المحللين سيراقبون ما إذا كان هناك "فائض لمنتجى النفط الرئيسيين".
وأضافت الوكالة أن تركيا تعد قناة مهمة لأوروبا وآسيا لنقل خام النفط من روسيا والعراق إلى البحر المتوسط، ويتم نقل ملايين البراميل من النفط يوميا عبر مياه الدولة التى تشترك فى الحدود مع سوريا.
ارتفاع العقود الآجلة للخام
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام لأكثر من 46 دولارا للبرميل فى تعاملات ما بعد السوق فى نيويورك فى أعقاب الاضطرابات.
وقال ديفيد جولدوين، وهو مبعوث خاص سابق فى وزارة الخارجية الأمريكية ومنسق شئون الطاقة الدولية فى إدارة أوباما، إنه من المبكر للغاية تقييم تأثير محاولة الإنقلاب على نقل الطاقة.
أكبر ممرات فى تركيا
وأوضحت الوكالة أن المضايق التركية سواء البوسفور أو الدردنيل تعد بين أكبر الممرات فى العالم التى يمر من خلالها شاحنات النفط الخام، وشهدت مرور 2.9 مليون برميل خلال 2013، وفقا لآخر بيانات متاحة من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وأضافت أن تركيا بها خطوط أنابيب تنقل الخام ومكثفاته من دول مثل العراق وأذربيجان إلى مدينة جيهان، التى تقع على البحر المتوسط جنوبى تركيا. ونقل خط أنابيب "باكو-تبليسى-جيهان" الذى تعمل عليه شركة "بريتش بتروليم" البريطانية 67 مليون برميل من النفط الخام، أى ما يقرب من 740 ألف برميل يوميا، فى الربع الأول من العام الجارى، وذلك وفقا للشركة البريطانية.
وأكد مصدر فى وزارة الطاقة التركية طلب عدم الكشف عن هويته أن التدفق إلى جيهان لم يتأثر.
10 ناقلات للنفط الخام فى الموانئ التركية
وقالت الوكالة إنه وفقا لمعلومات قامت بجمعها، كان يوجد 10 ناقلات للنفط الخام فى الموانئ التركية وقت الإعلان عن محاولة الانقلاب.
ومن ناحية أخرى، قال إليساندرو برونو، الأستاذ فى العلاقات الدولية بجامعة تورنتو فى تحليل له فى موقع "بروفيت كونفدنيشيال" الاقتصادى، إن الليرة التركية التى هبطت إلى أدنى مستوى فى ثلاثة أسابيع أمام الدولار الأمريكى فى أواخر التعاملات فى سوق نيويورك أمس الجمعة فى أعقاب محاولة الانقلاب التى باءت بالفشل، أغلب الظن ستتراجع مع بداية فتح الأسواق حول العالم يوم الاثنين. وأضاف أن معدل صرف الليرة مقابل الدولار سيتعرض لموجة من الضغط الفترة المقبلة.
انخفاض العملة التركية
وانخفضت العملة التركية إلى أدنى مستوى لها في نحو 6 أشهر، وجرى تداول الدولار في نهاية التعاملات عند 3.0157 ليرة تركية مرتفعا بنسبة 4.78%.
ويخشى المستثمرون فترة من عدم الاستقرار فى تركيا، وهو الأمر الذى دفع العديد إلى بيع العملة التركية، وأوضح الموقع أن العملة تعرضت لضربة قوية بعد الانتخابات التشريعية فى 8 يونيو الماضى، التى خسر فيها حزب العدالة والتنمية أغلبيته المطلقة، مما أدى إلى تراجع حاد فى البورصة. كما تراجعت الليرة مقابل العملات الكبيرة الأخرى، وتدخل البنك المركزى التركى.
وقال موقع "بروفيت كونفدنيشيال"، إنه فى ظل الغموض الذى يحيط بالموقف، من الطبيعى أن تنخفض الليرة، ولكن هذا سيعتمد على تحسن الوضع السياسى لا سيما إن الانقلاب فشل، معتبرا أن الليرة التركية قد تشهدا انتعاشا قريبا، لأن تركيا من المرجح أن تظل قوية لكنها فى حاجة للاستقرار لإعادة ثقة السوق. وأشار الموقع إلى أن الأتراك أصبح أكثر اعتيادا على الديمقراطية، لهذا أغلب الظن سيستطيعون تجاوز هذه الأزمة، معتبرا أنه رغم حتمية انهيار السوق التركى، إلا أن اقتصادها سيظل قويا وسيستطيع التعافى.