قد تكون مصادفة أن يكون ختام العام الجارى باحتفالية «قادرون باختلاف»، بما جرى خلالها من مشاهد عفوية، نوعا من البُشرى الطيبة بفضل الأرواح البريئة لملايين من ذوى الهمم، الذين يحظون باهتمام واضح وحقيقى، ومشاعر فياضة صادقة من الرئيس تجاههم، نحن أمام نحو 13 مليون روح بريئة، لم يكن لأى منهم أى دور فى حالته، وبالتالى فإن الدولة على مدار 9 سنوات وضعتهم فى بؤرة الاهتمام، لأنهم مواطنون كاملو الحقوق، بل إنهم لهم متطلبات إضافية، هذه الفئة من المجتمع لم يكن لهم ذنب فيما يحدث، لكن تهميشهم وعزلهم خطر أكبر، والتنمر عليهم أو عدم إدماجهم مع المجتمع كان تصرفا غير صحيح.
كل أسرة من هذه الأسر بالتأكيد تواجه الكثير من التحديات فى التعامل مع أبنائها من ذوى الهمم، الذين يمثلون - بجانب متطلباتهم - نوعا من الخير والبركة لكثير من الأسر والآباء والأمهات، وهذه الأسر تستحق الشكر، لكن ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه حول الشكر إلى واقع عملى، ومنذ لجنة الدستور التى ضمت ممثلين لذوى الهمم، ثم تمكينهم بوضع ممثليهم فى المؤسسات التشريعية وغيرها، جعلهم مسموعى الصوت، فالدولة تحمل مع الأسر جزءا من هذه المسؤولية، وعلى مدار عقود كان المختلفون يواجهون تهميشا أو تجاهلا، ويتعرض بعضهم للتنمر، ويتم التعامل معهم بنوع من العزل، يضاعف من أحزانهم، لكن التمكين والدمج فى المؤسسات التعليمية، يمثلان خطوة لمساندتهم اجتماعيا، بجانب ما تم تفعيله من أدوات، منها الكارت الموحد الذى يتيح لذوى الهمم الحصول على حقهم فى الرعاية الصحية، وتسهيلات فى المواصلات العامة، وتجهيزات لتسهيل تحركهم فى المدن الجديدة، فضلا عن حقهم فى العمل ضمن النسب المقررة.
كل من يتابع ملف ذوى الهمم، يعلم مدى شعورهم وأسرهم بأن الدولة تضعهم بشكل واضح فى عينها وقلبها، وتتعامل معهم على مدار السنوات الماضية بشكل مختلف تماما عن عقود طويلة كان هؤلاء فيها منسيين، وللسنة الرابعة يحرص الرئيس على تأكيد مساندة الدولة لذوى الهمم، وتقديم كل الدعم تشريعيا وتنفيذيا لمنحهم كل حقوقهم، وجدد الرئيس تأكيده بتوفير كل ما يمكن لتسهيل حياة أبنائنا، وأعلن إنشاء صندوق لدعم ذوى الهمم بقانون من مجلس النواب، لتطوير الخدمات التى تقدم لهم، وأن تكون مساهمات الهيئات الاقتصادية والوطنية مليار جنيه، يمثل هدية كبرى، وبجانب الدمج فى التعليم، يتم تدعيمهم رياضيا وثقافيا، وتمكينهم من توظيف مواهبهم، ودعم مشاركتهم فى المسابقات والأنشطة الرياضية، وبالفعل سجل ذوو الهمم تميزا وحققوا نتائج وحصلوا على ميداليات وجوائز.
وكان التعامل مع ذوى الهمم، ضمن شعار تم تعميمه ويتسع كل يوم، هو «حياة كريمة» الذى يحمل مفهوما اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا، يشمل كل ما يمكن لرفع قدرات المواطن، وتقديم ما يحتاجه، وهو ما تقدمه هذه المبادرة، ونعود لنؤكد المشاعر الفياضة من الرئيس وسعة الصدر الكبيرة، والاستماع لهم وإجابة كل أسئلتهم، والفرح الذى يتعامل به الرئيس، يترجم فى كل نسخة من الاحتفالية لتشريعات وخطوات تنفيذية، وتكليف للحكومة والمؤسسات بالتنسيق لتنفيذ ما يلزم وتوجيهات الرئيس، لتلبية كل مطالبهم، وهو أمر يتجاوز المشاعر وجبر الخواطر، إلى سياق يفرض على الحكومة تنفيذ هذه الأمور، ومعها المؤسسات الأهلية وهو أمر يمنح أبناءنا من ذوى الهمم حقوقهم، ويحمل مع أسرهم مسؤوليات كبيرة، وبفضل أرواح هؤلاء وبراءتهم نرى أن ختام العام، يمثل بُشرى، وبجانب العلم والخبرة والبناء فى كل اتجاه، فإن أرواح هؤلاء تحرسنا وتمنحنا الأمل فى عام جديد.