- فيروز كانت الأقرب لى بعد وفاة والدتى
- والدتى كانت تختار لى ما أقدمه وبعد وفاتها أختار بنفس طريقتها
- رامى إمام مخرج موهوب ومبدع وفرحانة جدا بنجاحه ونجاح محمد شقيقه فى السينما
- تعلمت من عاطف الطيب الكثير لأنه غير لبلبة الممثلة وجعلنى أهتم بالتمثيل أكثر من أى شىء آخر
- شعرت أن خالد سليم وخالد سرحان أولادى بجد
متعة الحوار مع الفنانة لبلبة تكمن فى صدقها ومباشرتها فى الإجابة على أى سؤال يطرح عليها، فهى فنانة منحت عمرها للفن فمنحها حب الجمهور وحب زملائها لها.
السيرة الطيبة التى تتمتع بها لبلبة فى الوسط الفنى لم تأت من فراغ ولكنها كونتها عبر مشوار ملىء بالنجاحات والمعاملات الطيبة وآخر أدوار الفنانة الجميلة كان دورها فى مسلسل «مأمون وشركاه» للزعيم عادل إمام، حيث جسدت دور «حميدة» زوجة مأمون ونالت عليه إشادات كثيرة جدا.
«انفراد» تحاور النجمة الكبيرة حول تفاصيل تلك الشخصية وسر نجاحها وفى الحوار تكشف الفنانة عن عدم خوفها من الموت، وما تتمناه فى مستقبلها على المستوى الفنى والشخصى.
فى البداية كيف تمكنت من الإمساك بشخصية «حميدة» بكل تفاصيلها؟
- فى الحقيقة صناعة الشخصية جاءت من خلال فريق عمل متميز أولا الكتابة التى كتبها يوسف معاطى المؤلف المبدع، وثانيا رؤية المخرج رامى إمام للشخصية وكل فريق العمل، المكون من شريف هلال «الماكيير» ومحمد حافظ الذى صنع الباروكة وملك ذو الفقار الـ«ستايلست» التى بذلت مجهودا كبيرا، حيث درست الشخصية بكل تفاصيلها المختلفة وقد كان كل شىء محسوبا من فريق العمل، ولم أفعل شيئا بنفسى، ولكنه باتفاق بين فريق العمل إلا أننى خصصت لحميدة «مشية مختلفة» عن شكل مشيتى وجربنا معا أنا والمخرج رامى إمام أكثر من مشية فقدمت له «3 مشيات» اختار منها مشية لشخصية حميدة، وهناك أشكال مختلفة من الماكياج جربناها وبعدها جاءت مرحلة الأداء أيضا اتفقنا عليها أيضا.
ولكن ألم تجدى صعوبات فى تقديم الشخصية؟
- أصعب ما فى تقديم شخصية حميدة أننى كنت أصور بترتيب الديكور، وليس ترتيب تطور الشخصية، وهذا كان يستدعى تغيير شكل وأداء الشخصية كل فترة وأثناء التصوير، فالشخصية لها أربع مراحل وأشكال تتطور مع تطور الأحداث والزمن فى المسلسل، ولكن التصوير لم يكن بالترتيب وهذا مرهق جدا.
ما المتشابهات بين حميدة فى «مأمون وشركاه» وبين لبلبة؟
- حميدة مثقفة وتعرف الأصول ولديها انتماء لبيتها الذى ولدت فيه وهذه صفات متشابهة معى، فهى قالت: «هذا بيتى» وتمسكت به لأنه مملكتها، وأنا كذلك بيتى هو مملكتى وأنا أرتبط بالأشياء جدا، فعندما بعت سيارتى بكيت لارتباطى بها.
كيف تكونت علاقة التفاهم الفنى بينك وبين الفنان عادل إمام؟
- تكونت عبر عدة أعمال، فأنا أشعر بالفنان عادل إمام بدون كلام، وفى كل مشهد أمامه أحس بما يقوله وبما سيقوله، ولذلك فهناك بيننا لغة بدون كلام، خصوصا أننى قدمت معه الكثير من الأعمال، لكن أول عمل جمعنا معا فيلم «البعض يذهب للمأذون مرتين» وأول مشهد بيننا كان فى الإسكندرية، وكان أول مرة نمثل أمام بعض، كما أن أرواحنا قريبة من بعض ونحن عشرة ولم نختلف نهائيا طوال مشوارنا، ولذلك أحبه وأحب أسرته وأولاده، وهو فنان غير عادى، وكل نجاحى كان مع عادل إمام باستثناء «ليلة ساخنة» وهو الفيلم الذى مثل نقلة فى مشوارى والأستاذ عادل إمام كان سعيدا جدا بهذه التجربة وهنأنى وقتها.
عادل إمام فنان لا يتكرر مطلقا مثله مثل العظماء، فلن يأتى عبدالحليم مرة أخرى ولن تأت أم كلثوم أيضا وكذلك عادل إمام.
كيف تختارين أدوارك؟
- قبل وفاة والدتى كانت هى التى تختار لى وتوافق وترفض بخبرتها وكنت استمع لنصائحها ولكنها عندما ذهبت عند الله، تعلمت أن أختار بنفس طريقتها لأنها وضعت بداخلى أشياء لا أنساها وأسير على منهجها وعلى ما ربتنى عليه، وعندما أحب الشخصية أقدمها سواء أكانت شريرة أو كوميدية أو طيبة أو خيرة وأنا أحببت شخصية حميدة جدا وبعض ملابسى فى المسلسل ملابس حقيقية من ملابس والدتى، الله يرحمها، ومازالت حميدة بداخلى وأعيش بها مثلما تعلمت من أحمد زكى.
وحتى هذه اللحظة أضع ملابس الشخصية أمامى وأنظر لها يوميا، ولا يعنينى التواجد الكثير، بل كثيرا ما أرفض الأعمال التى تعرض على ولا يهمنى الفلوس لأننى لى تاريخ صنعته وأفضل أن أعيش «على قدى» لأننى أفضل ترك رسالة للناس وتقديم أعمال محترمة حتى يقال عنى إننى فنانة تحترم فنها.
تعاملت مع مخرجين كبار ولكن ما أهم ما يميز رامى إمام؟
- رامى إمام مخرج موهوب ومبدع، وعملت معه كأول تعاون فى فيلم «بوحه» وفى فيلم «حسن ومرقص» كان دورى صعبا جدا، ولكنه تعاون معى وأخرج الدور كما شاهده الجميع، وأنا استمتعت معه فى العمل فهو مخرج هادئ وصوته لا يخرج ويهتم بالجميع، ولذلك أنا سعيدة بالعمل معه ومع كل فريق العمل الكاتب الكبير يوسف معاطى الذى تعاونت معه من قبل فى حسن ومرقص وصاحب السعادة فأنا محظوظة للعمل مع هؤلاء وشركة الإنتاج أيضا «سنرجى» كانت متعاونة جدا وأنا سعيدة جدا برامى إمام الذى كبر أمامى، وأصبح مخرجا ومحمد عادل إمام أيضا سعيدة بنجاحه ونجاح فيلمه.
كيف استطعتِ قياس نجاح الشخصية التى قدمتها؟
- فريق العمل الذى كان معى بكل صراحة كانوا متعاونين جدا وكانوا كلما دخلت بشخصية حميدة أجدهم يضحكون ويعطوننى حالة إيجابية وهذا مقياس لنجاح الشخصية، وكنت بمجرد وضع الماكياج أدخل فى شخصية «حميدة» وأخرج من لبلبة تماما وبعد عرض المسلسل الكثير من الفنانات كلمونى وهنأونى مثل يسرا وليلى علوى وأصدقاء آخرين من خارج الوسط.
وما أصعب مشهد بالمسلسل؟
- أصعب مشاهد المسلسل علينا جميعا كان مشهد وفاة مأمون، لأن الأستاذ عادل لم يكن معنا والمشهد كان قاسيا جدا.
هل أحدثت لك شخصية حميدة فى المسلسل مواقف كوميدية فى الحياة؟
- بالفعل حدث ذلك فقد دخلت عزاء مؤخرا وذهبت لجامع عمرو مكرم وعندما دخلت السيدات جميعا نادوننى بحميدة، ونظروا لى وبدأ الجميع يضحك والصف الذى أمامى يضحك والذى خلفى يضحك فاضطررت إلى الخروج وعند خروجى نادانى رجل وقال لى: يا مدام حميدة يا مدام حميدة «خدى العشرة جنيهات دى واديها لمأمون» وبعدها تحول العزاء لكوميديا وضحك الجميع.
ماذا تعلمت من المخرج عاطف الطيب؟ وهل غير من لبلبة كممثلة؟
- عاطف الطيب تعلمت منه الكثير وأهم ما تعلمته منه فى فيلم «ليلة ساخنة» الاهتمام بالتمثيل أكثر من الماكياج والشعر، فقد كنت قبل أى مشهد نصوره أقول: المرآة والماكياج وأستدعى «الماكيير والكوافير» وأهتم بشكلى جدا، فطلب منى عدم الالتفات لهذه التفاصيل، فهناك من يقوم بها، أما أنا فيجب أن أهتم بالممثلة وبالشخصية وبالحالة وهو مخرج يعرف كيف يعد ويهيئ الممثل قبل أى مشهد يصوره، وعاطف الطيب يجهز الممثل الذى معه، لذلك تعلمت منه كيف أتعايش بشكل كامل مع الشخصية التى أقدمها، وفيلم ليلة ساخنة منحنى 11 جائزة من مهرجانات داخلية وخارجية، وحصلت على جائزة من الدولة وقتها.
هل تخافين الموت؟
لا أخاف من الموت مطلقا فالله خلقنا فى هذه الحياة ومكتوب علينا الموت، فهو علينا حق ولكن ما أخاف منه هو المرض وليس الموت وتأثرت جدا بوفاة الفنانة فيروز ابنة خالى، فقد وجعنى جدا رحيلها لأنها رحلت وأنا أصور وقبل ذلك كانت مريضة، وكنت أزورها وبعد وفاة أمى كانت قريبة منى جدا، وهى طباخة ماهرة وكانت تقدم لى الكثير ووفاتها هزتنى جدا وصدمت فى وفاتها والأستاذ رامى عند وفاتها «فركش» التصوير وذهبت للدفن، وظللت 3 شهور مرتديه الأسود حزنا عليها.
مَن مِن الفنانين تأثرتِ أيضا بوفاتهم؟
- تأثرت جدا بوفاة عمر الشريف ونور الشريف والفنان ممدوح عبدالعليم وكل الفنانين الأصدقاء الذين فارقونا.
وما الذى تخافين منه أيضا؟
- أخاف جدا على تاريخى لأنى منحته عمرى وتعهدت منذ الصغر أمام والدى ووالدتى أننى أرغب فى الفن، وسوف أكمل حياتى أعمل به، وأحببت الفن لأن هذه المهنة كلما منحتها تمنحك، وأنا منحت حياتى كلها للفن ولست نادمة، وإذا كان الله لم يمنحنى أولاد، فإنه منحنى جمهورا تربى معى وشاركت فى تربيته وكل الجمهور له فضل علىَّ لأنه شجعنى وكان معى فى كل المراحل العمرية ولديه ثقة فى وفيما أقدمه وفى مسلسل مأمون كنت أشعر أن خالد سليم وخالد سرحان أولادى فالفن يمنحنا كفنانين مشاعر ربما لم نعشها فى حياتنا ونعيشها فى الفن.
سيرتك دائما طيبة فى الوسط.. كيف وصلت إلى هذه الصفة؟
- لأننى حريصة على ذلك جدا وهذه طبيعتى التى ربتنى عليها أمى وحتى فى كبرى كنت أخاف منها وأمى ربتنى على احترام فنى واحترام جمهورى واحترام نفسى.
هل هناك سؤال لم نسأله لك؟
- كنت أتوقع أن تسألنى «إلى متى ستظلين تعملين؟» وأنا سأجيب عليه.. لا يوجد لدى إلى متى وكل عمل أشعر أنه آخر عمل، لكن بعدها يأتينى عمل آخر أفضل منه، وأنا نفسى لا أعرف إلى متى، ولكنى عاهدت نفسى بأن أستمر وأحب جمهورى ولا أخذله وأتمنى أن يمنحنى الله الصحة وأكون فخورة بها وعندما أبعد عن الفن بالموت أو المرض أتمنى أن يتذكرنى الناس بالخير ويقولون إنها قدمت فنا محترما، وأنا كنت صادقة فى كل مراحل عمرى وعندما كبرت تغيرت ولم أتصابى مطلقا وأقدم عمرى وسنى على الشاشة برغم أننى لدى ملامح «بيبى» ومازلت بملامحى الصغيرة التى لم تتغير بشهادة الجميع.