توفيت المذيعة الأمريكية الشهيرة باربرا والترز، محاورة القادة والزعماء وأول نجمة تلفزيونية فى الولايات المتحدة عن عمر 93 عاما بعد مسيرة حافلة امتدت على مدار عقود واتسمت باستمراريتها وتنوعها.
وقطعت قناة ABC News الأمريكية، التى شهدت مسيرة والترز، بثها لتعلن وفاة مالذيعة الشهيرة مساء امس الجمعة.
وقالت المذيعة سيندى بيرجر فى بيان إن والترز عاشت حياتها دون ندم، فقد كانت رائدة ليست فقط للصحفيات ولكن لكل النساء، مضيفة أن والتزر ماتت فى سلام فى منزلها بنيويورك.
وقال بوب إيجر الرئيس التنفيذى لشركة والت ديزنى المالكة لإيه بى سى إن باربرا كانت أسطورة حقيقية ورائدة ليست فقط للنساء فى الصحافة ولكن للصحافة نفسها.
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية على مدار أربعة عقود قضتها فى ABC وقبلها فى قناة NBC، أجرت والتزر مقابلات حصرية مع حكام وشخصيات ملكية وفنانيين مما جعلها تحظى بشهرة بين صفوفهم، ووضعها ذلك فى طليعة الاتجاه الذى جعل مراسلى التلفزيون نجوما.
وتصدرت والترز عناوين الأنباء فى عام 1976 عندما كانت أول مذيعة أخبار بمرتب سنوى غير مسبوق بلغ مليون دولار، وكانت قيادتها أسطورية لأنها تنافست ليس فقط مع الشبكات المنافسة، ولكن أيضا مع الزملاء فى شبكتها الخاصىة.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه عندما بدأت والترز مسيرتها المهنية ككاتبة تلفزيونية فى عام 1961، تلقت نصيحة من منتج بارز والذى كان يعمل على برنامج "60 دقيقة". حيث قال لها أن تتعلم الإنتاج، لكن لا تحاول الوقوف امام الكاميرا،فمظهرها خاطئ، وعائق الكلام قاتل.
لكن والترز أمضت العقود التالية تتغلب على مشاكلها وأصبحت واحدة من المحققين الرئيسيين فى التلفزيون لإخبارى. وخلال عملها كانت لا تعرف الكلل فى سعيها للحصول على المقابلات مع شخصيات صعبة، فقابلت كل الرؤساء الأمريكيين بدءا من ريتشارد نيكسون وحتى باراك أوباما وزوجاتهم أيضا.
بدأت والترز حياتها المهنية في برنامج "توداي" التلفزيوني عام 1952، في وقت كان به حضور المرأة كمقدمة برامج أمرا غير مألوف في الولايات المتحدة، بل ويثير انتقادات المشاهدين، بحسب ما ذكرت شبكة سكاى نيوز.
وفي عام 1976 قدمت برنامجا يحمل اسمها على طريقة البرامج الحوارية الأميركية الشهيرة، وهو ما يعد دليلا على أن الصحفي وصل مرتبة عالية من الإتقان والحرفية والشهرة.
وكانت والترز أول امرأة تعمل كمذيعة مساعدة في برنامج مسائي في شبكة إخبارية فى الولايات المتحدة.
ومن أهم المقابلات التى أجرتها والترز، أول مقابلة تلفزيونية مع المتدربة السابقة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكى بطلة فضيحة الرئيس بيل كلينتون والتى أدت إلى مساءلته فى الكونجرس.
وفى تلك المقابلة، سألت والترز لوينسكى: ماذا ستخبرين أطفالك عندما تنجبين؟ وأجابت الأخيرة فى تلك المقابلة التى قيلت فى مارس 1999، بعد شهر من تبرئة كلينتون فى مجلس الشيوخ من تهمة الكذب بشان العلاقة الجنسية فى البيت الأبيض، :"لقد ارتكبتك أمكم خطأ كبيرا". وقد شاهد تلك المقابلة أكثر من 70 مليون دولار.
وفى عام 2008، كتبت والترز مذكراتها التى كانت بين قائمة الأكثر مبيعًا بعنوان Audition، فاجأت القراء فيها بإفصاحها عن "علاقة طويلة وصعبة" في السبعينيات مع السناتور الأمريكي المتزوج إدوارد بروك ، وهو جمهوري من ماساتشوستس وكان أول شخص أسود يفوز بشعبية انتخاب مجلس الشيوخ الأمريكي. وقالت والترز بعد وقت قصير من نشر كتابها: "كنت أعلم أنه شيء كان من الممكن أن يدمر مسيرتي المهنية".
وأجرت والترز لقاءات مع العديد من الرؤساء الأجانب من بينهم الرئيس أنور السادات والرئيس الليبى الراحل معمر القذافى والرئيس الروسى بشار الأسد والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، كأول مذيعة أمريكية تفعل ذلك، والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات والرئيس الكوبى الراحل فيدل كاسترو، والرئيس العراقى الراحل صدام حسين.
وأعلنت والترز اعتزالها العمل التلفزيوني عام 2014، وأنهت تقديم برنامج "ذي فيو" والنشرة الإخبارية لقناة "إيه بي سي".