تواجه نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس مهمة صعبة فى العامين المتبقين من فترة حكم بايدن، حيث تظل بحاجة لإثبات قدرتها على تولى الرئاسة بعد عامين واجهت فيهما انتقادات كثيرة بسبب أدائها، وفى الوقت نفسه أن تظل قادرة على دعم بايدن مع استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية لمرة ثانية.
فبعد بداية صعبة شهدت سلسلة من العثرات ورحيل عدد من العاملين معها، سعت هاريس لإرساء السفينة. والآن، ومع توقع إعلان بايدن عن ترشحه لفترة رئاسية ثانية، فإن هاريس ستحتاج إلى دعمه فى هذه الجهود وفى نفس الوقت إثبات نفسها بأنها قادرة أن تتبعه فى البيت الأبيض فى 2028.
وقال أحد المخططين الاستراتيجيين الديمقراطيين إن نائبة الرئيس فى موقع مثير، فبشكل ما، لا يزال يتعين عليها أن تثبت أن بإمكانها أن تصبح رئيسة، لكنها فى نفس الوقت عليها أن تسير على خط رفيع وتثبت أنها تدعم الرئيس وليس أجندتها الخاصة.
وتظل شعبية هاريس متدنية إلى حد كبير. فقد وجدت العديد من الاستطلاعات أن نسبة الرضا عن أدائها في المنصب تحوم حول 40%، وأن نحو 50% لا يوافقون على أدائها، وهو مقياس يقول المخططون الاستراتيجيون أنه يعكس موقفها داخل الحزب.
وأشار خبير آخر إلى أن هاريس لا تمتلك نوعية النفوذ المهيمن الذى يرغب أغلب الديمقراطيون أن يكون لديها في غضون سنوات قليلة باعتباره أحد معايير الحزب، وأوضح قائلا إن هذا هو الوقت المناسب لها لتحقيق ذلك.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن هاريس ربما تحظى بمساحة أكبر قليلا من الحرية والمرونة في 2023 بعد أن حقق الديمقراطيون أغلبية 51 مقعدا في مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية الأخيرة، على الرغم من أن احد هذه المقاعد تشغله السيناتور كيرستن سينما التي أعلنت تخليها عن الحزب الديمقراطى. وأمضت نائبة الرئيس مزيد من الوقت في الكابيتول خلال العامين الماضيين للقيام بدورها ككاسر للتعادل بين الديمقراطيين والجمهوريين بخمسين مقعد لكل منهما.
وكانت هاريس قد أدلت بـ 26 صوت حاسم لكسر التعادل في مجلس الشيوخ، بما في ذلك تمرير قانون المناخ والضرائب الكاسح للديمقراطيين، وأيضا الموافقة على مرشحى بايدن بما في ذلك قاضية المحكمة العليا الأمريكية كيتانجى براون جاكسون.
لكن بعد قضاء نصف المدة، يبدو أن حتى بعض أنصار هاريس يعترفون أنها لا تزال تفتقر للاسم اللامع والملفات المحددة التي تتولى مسئوليتها.
ويقول باسيل سيمكل، مدير برنامج السياسة العامة فى كلية هانتر، والذى عمل مديرا تنفيذيا للحزب الديمقراطى في ولاية نيويورك، إن بعض التدقيق والشكوك المحيطة ببايدن قد اختفت في أعقاب الانتصارات التشريعية التي حققها الرئيس وأداء الديمقراطيين في الانتخابات النصفية، وقد رفع هذا بعضت من الضغوط التي كانت مفروضة على هاريس.
لكن السؤال الآن هو ما إذا برنامج نائبة الرئيس داخل الإدارة سيتغير بشكل جوهرى بما يساعد على أن ينظر إليها كشخص يمكن أن يمرر له الرئيس الشعلة. وهل هناك بعض السياسات التي يمكن أن تديرها بشكل يقدم انتصارا كافيا عندما يحين هذا الوقت. وما هي المسارات الرئيسية التي يمكن ان تتعامل معها هاريس.
وتقول ذا هيل إنه خلال العامين الأوليين لهاريس في المنصب، شملت الملفات المسئولة عنها الأسباب الرئيسية للهجرة، وهى مهمة معقدة خلقت صعوبات سياسية في بعض الأوقات لنائبة الرئيس. كما أنها كانت مسئولة عن طرح تشريع حقوق التصويت الفيدرالية، وهى القضية التي قيل أنها طلبت أن تتولى قيادتها. وفى أعقاب قرار المحكمة العليا الامريكية بإلغاء حق الإجهاض، قامت هاريس بجولة في البلاد وزارت القادة المحليين ونشطاء الصحة الإنجابية.