أسرار القاهرة.. الأنتيكخانة رحلة الآثار من بولاق للتحرير.. أصدر محمد على باشا مرسوما بإنشائه عام 1835.. صممه الفرنسي "مارسيل دورنون".. بناه الإيطاليون وافتتحه الخديو عباس حلمي الثاني رسميًا عام 1902..

مصر بلد الحضارة، تملك بين أحضانها كنوزأثرية لم تعرف من قبل، لعصور مختلفة وحقب زمنية متعددة وفترات حكم وحكام مختلفين، ثقافات متعددة تعكسها الحضارات بمقتنياتها، هكذا فكر محمد على باشا فى إنشاء مكان يجمع الأثار المصرية ويحفظها من النهب، ففكر في إنشاء الأنتكخانة، المتحف المصري حاليا وتتكون كلمة الأنتيكخانة من مقطعين مختلفين نصفها الأول (أنتيك) ومعناها بالإنجليزية ( قديم أو أثري)، والنصف الثاني ( خانه ) ومعناها بالتركية مكان مخصص لمعنى الكلمة الأولى، أى مكان حفظ الأنتيكات أو فى رواية اخرى مكان حفظ الاثار من السلب والنهب. ظلت الآثار محفوظة تحت مظلة الأنتيكخانة حتى ثورة 23 يوليو 1952 ثم تحولت إلى دار الآثار المصرية ثم إلى المتحف المصرى، وبعدها تغير إسم الشارع فى العصر الحديث وسمى بإسم محمود بسيونى باشا الذى كان رئيس البرلمان المصرى فى فترتين (19مايو 1936-12أغسطس 1937) و (17نوفمبر 1937-7مايو1938) تعود فكرة إنشاء المتحف لعام 1835م، حيث أصدر محمد علي باشا مرسوما يقضي بإنشاء مصلحة للآثار تحت إشراف رفاعة الطهطاوي لوقف السلب والنهب للأثار المصرية ومنع إرسالها إلى المدن الأوروبية من قبل القناصل الأجانب المعتمدون في مصر، كما وضع برنامجا لعرض وصيانة القطع الاثرية القديمة، ووقع الاختيار على منطقة الازبكية لتكون النواه الأولى لأنتيكخانة الاثار المصرية، ونقل إليه عدداً كبيراً من الاثار المتنوعة ولكن لم يكلل هذا العمل بالنجاح وتوقف المشروع لوفاة محمد علي، ونتيجة للاضطرابات التي حدثت بعد وفاته تعرضت تلك الاثار للانكماش فأمر الخديوي عباس الأول عام 1848م بنقلها إلى قلعة صلاح الدين، ولكنه أهداها إلى الدوق مكسميليان النمساوي بعد زيارة لتلك المجموعة الأثرية في القلعة. استمرت الآثار المصرية عرضة للسلب والنهب والدمار، إلى أن أصدر الخديوى عباس حلمى الأول أوامره إلى المديريات بفرض رقابة شديدة على الأجانب والمصريين الذين كانوا يقومون بسرقة الآثار وإخفائها وبيعها، إضافة على إلحاح "أوجوست مارييت" الذى قام باكتشاف مدخل السرابيوم بسقارة، وقام بعمل حفائر فى جبانة العجل أبيس والذى سعى لإقناع أولى الأمر بإنشاء مصلحة للآثار المصرية ومتحف مصري، وفى 19 يونيو 1858 وافق الخديوى سعيد على إنشاء مصلحة للآثار المصرية، وقام بتعيينه مأموراً لأعمال الآثار فى مصر وإدارة الحفائر. بدأ مارييت فى التخطيط لإنشاء مخزناً للآثار على ضفاف النيل ببولاق، والذى تحول فى 5 فبراير 1859 إلى متحف عند اكتشاف كنز الملكة إياح حوتب، وكان من أهم القطع المكتشفة التابوت الذى وجدت بداخله مجموعة من الجواهر والحلى والأسلحة التى كانت على درجة عالية من الروعة، فأصبح المخزن يستقبل العديد من الزوار لمشاهدة الكنز الأثري، فازداد شغف الخديوى سعيد على التحمس لإنشاء متحف للآثار المصرية فى بولاق. تم بناء الأنتيكخانة فى عهد الخديوى إسماعيل وافتتح للزيارة للمرة الأولى عام 1863، وكانت بمثابة مبنى ضخمًا يطل على النيل إلا أنه تعرض للفيضان فى عام 1878 فغمرت المياه القاعات وفى هذه الواقعة فقدت مصر العديد من القطع الأثرية ذات القيمة البالغة، مما تسبب في إحداث تلف وأضرار بالغة للأنتيكخانة، ولم يعد مناسبا، وفي عام 1890م تم نقل الأنتيكخانة إلى إحدى قصور الخديو إسماعيل ونقل اليه محتويات المقتنيات المحفوظة فى بولاق، وفى عام 1890م وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلى سراى الجيزة، وعندما جاء العالم "دى مورجان" كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات فى المتحف الجديد الذى عرف باسم متحف الجيزة، وفى الفترة من 1897 – 1899م جاء لوريه كخليفة لدى مورجان، ولكن عاد ماسبيرو مرة أخرى ليدير المصلحة والمتحف من عام 1899 – 1914م، وفى عام 1902م قام بنقل الآثار إلى المبنى الحالى للمتحف "فى ميدان التحرير" وكان من أكثر مساعديه نشاطاً فى فترة عمله الثانية العالم المصرى أحمد باشا كمال الذى كان أول من تخصص فى الآثار المصرية القديمة وعمل لسنوات طويلة بالمتحف. أما أول مدير مصرى للمتحف فكان "محمود حمزة" الذى تم تعيينه عام 1950م، هذا وقد كان للمتحف دليل موجز وضعه ماسبيرو يرجع إلى عام 1883م إلا أنه قام بعمل دليل كبير للمتحف الجديد ظل يطبع ويكرر من عام 1915م حتى الآن. أما عن بناء المقرالأنتيكخانة الحديث، أعلن الخديوي توفيق عام 1890معن مسابقة دولية لتقديم أفضل تصميم لبناء أنتيكخانة جديد بالقاهرة، وفاز بالجائزة المعماري الفرنسي "مارسيل دورنون" أما الايطاليون فقد فازوا ببناء الأنتيكخانة نفسها، وبدأ العمل بالمتحف في عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام 1897 وانتهى سنة 1901 وتم الافتتاح 15 نوفمبر 1902م. كانت تصميمات المتحف على الطراز الكلاسيكي، ولم يضم بين أركانه أي تأثيرات للفن المصري القديم والمعابد المصرية القديمة سوى تصميم قاعاته الداخلية، التي تحاكي المقصورات في المعابد المصرية القديمة. وحول التصميم المعمارى للمتحف قام بتصميم المتحف المصرى الحالى المهندس الفرنسى مارسيل دورونو عام 1900، بشكل يتناسب مع الآثار القديمة والكلاسيكية، لكنه لا ينافس العمارة المصرية القديمة التى ما زالت قائمة، كما يحتوى المتحف على قاعات داخلية فسيحة والجدران عالية، ويدخل الضوء الطبيعى خلال ألواح الزجاج على السقف ومن الشبابيك الموجودة بالدور الأرضى. أما عن مقتنياته فيتكون المتحف المصرى من طابقين خصص الأرضى منهما للآثار الثقيلة "مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية"، أما العلوى فقد خصص للآثار الخفيفة مثل "المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأوانى العصر اليونانى الرومانى وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الآخرى"، وكذلك المجموعات الكاملة مثل "مجموعة توت عنخ آمون"، كما يضم المتحف عددًا هائلاً من الآثار المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعونى بالإضافة إلى بعض الآثار اليونانية والرومانية، منها "مجموعة من الأوانى الفخارية (من عصور ما قبل التاريخ)، صلاية نعرمر (عصر التوحيد)، تمثال خع سخم (الأسرة 2)، تمثال زوسر (الأسرة 3)، تماثيل خوفو وخفرع ومنكاورع (الأسرة 4)، تمثال كاعبر وتماثيل الخدم (الأسرة 5)، وتمثال القزم سنب (الأسرة 6)، وتمثال منتوحتب نب حبت رع (الأسرة 11)، وتماثيل أمنمحات الأول والثانى والثالث (الأسرة 12)، تمثال الكا للملك حور (الأسرة 13)، تماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث (الأسرة 18)، ومجموعة توت عنخ آمون (الأسرة 18)، ومجموعة كنوز تانيس، ومجموعة كبيرة من المومياوات من مختلف العصور. صنفت القطع الأثرية في بداية الأمر بصورة عشوائية داخل صالات العرض في المتحف حيث كان يتم عرض التماثيل الضخمة في الدور الأرضي وعرض المومياء والقطع الاثرية الجنائزية بالدور الأول تبعا لتاريخ القطعة الاثرية. مع مرور الوقت أصبح المتحف مخزن ضخم واعتبرته مؤسسات الثقافة العالمية أكبر متحف في العالم يضم قطع اثرية، حيث وثق كمتحف أثرى عالمي عام ١٩٨٣ ميلادي. كانت البداية الحقيقة لتطوير المتحف عام ٢٠٠٦ في عهد الرئيس محمد حسني مبارك، حيث تم بناء مركز ثقافي وملحق إداري بجوار المتحف، ثم في عام ٢٠١٢ إطلاق مبادرة إعادة ترميم المتحف المصري بتمويل ضخم من وزارة الخارجية الألمانية وجمعية نوعية البيئة الدولية تحت اشراف وزارة الاثار والثقافة المصرية. تم ترميم الجناح الشرقي والشمال والانتهاء من جميع اعمال الترميم والصيانة الداخلية وتطوير طرق العرض في عام ٢٠١٦ في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي واعتمدت التقنيات المستخدمة في تركيب زجاج المتحف لمنع دخول الاشعة فوق البنفسجية لحماية القطع الاثرية من التلف بالإضافة ترميم كافة اركان المتحف كما كان بنفس الألوان والاهتمام بترميم كافة الزخارف والمنقوشات على الحائط. تم الانتهاء من مرحلة تطوير المتحف الكبير في نوفمبر ٢٠١٨ بعهد الرئيسي عبد الفتاح السيسي وعرض القطع الاثرية الخاصة بالملك توت عنخ امون الفريدة والقطع الاثرية الخاصة بالملك يويا وتوبا بالدور العلوي بالمتحف. تم الاشراف على تطوير المراحل النهائية للمتحف مدير متحف تورينو ومتحف اللوفر ومتحف يونايتد ومتحف برلين لتتأكد من الحصول على اعلى جودة عالمية للأكبر المتاحف الاثرية حول العالم.




































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;