فاروق الباز يجيب على كل الأسئلة الخاصة بالزلازل.. العالم المصرى لـ"انفراد" من أمريكا: لا يوجد مكان بمصر سيتأثر بزلزال تركيا والبرق الأزرق ليس له تفسير علمى.. سبب الزلزال تحرك شبه الجزيرة العربية للشما

منذ تعرض كل من تركيا وسوريا في فجر الإثنين، 6 فبراير الجارى، لزلزالا قويا وصلت شدته إلى 7,8 درجة على مقياس رختر، والشائعات حول الزلزال وإمكانية ضربها لعدد من الدول في المنطقة العربية من بنيها مصر. منذ بداية حدوث الزلزال المدمر فى البلدين – سوريا وتركيا- وبدأت الشائعات تتزايد جول إمكانية تعرض مصر لزلزال، والحديث حول حدوث تصدع في القشرة الأرضية سيؤدى إلى انتقال الزلازل لعدد من الدول العربية، أيضا تحدث عن إمكانية أن تشهد سواحل مصر تسونامى بعد تأثر البحر المتوسط بالهزات الأرضية التي حدث في سوريا وتركيا، ليخرج يوم 13 فبراير، المركز الإعلامي لمجلس الوزراء لينفى تلك الأنباء وأكد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أنه لا صحة لتعرض مصر لموجة "تسونامي" وزلازل مدمرة خلال الأيام المقبلة نتيجة الهزات الأرضية التي تتعرض لها بعض الدول المجاورة، مُشدداً على أن هناك متابعة مستمرة ودقيقة لنشاط أي زلازل أو هزات أرضية قد تحدث، من خلال "الشبكة القومية لرصد الزلازل"، مُناشداً المواطنين عدم الانسياق وراء تلك الأخبار الزائفة التي تستهدف إثارة حالة من الهلع بين المواطنين، مع ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية. بعدها بأيام أيضا خرجت ذات الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، بإمكانية تأثر بمصر بزلزال تركيا وسوريا وتبعاته، ليخرج أيضا الدكتور محمد عز العرب، أستاذ مساعد الشبكة القومية لرصد الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، في 17 فبراير الجارى ويؤكد أن معدل الزلازل التي تحدث في مصر لم تتغير، ولم تتأثر بالزلزل الذي ضرب تركيا وسوريا، موضحا إن للزلازل وضع جيولوجي بعيد عن مصر. بعدها بأيام خرجت شائعة أخرى متعلق بظهور البرق الأزرق في الإسكندرية، وأنه يشبه البرق الأزرق الذى ظهر في سوريا وتركيا قبل حدوث الزلزال، وأن ظهور البرق الأزرق بالإسكندرية يتعد نذيرا بإمكانية أن تتعرض مصر لزلزال، خاصة أن هناك البعض فى الدول العربية تداولوا مقاطع تظهر "تراجع مياه البحر" وتحدثوا عن احتمالات أن يتبع ذلك موجات مد زلزالية مدمرة أو ما يعرف بـ"تسونامي"، ليسود حالة من القلق الشديد، ليجزم الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، في 22 فبراير الجارى، أن مصطلح البرق الزلزالى مجرد شائعة. قضايا وموضوعات وكذلك شائعات كثيرة أحاطت بأزمة زلزال تركيا وسوريا، لذلك سعينا للتواصل مع العالم المصرى الكبير، الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، والمتخصص في علم الجيولوجيا والفلك، والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، ليجيبنا على كل الأسئلة فكان معه هذا الحوار.. في البداية.. ما هو سبب حدوث زلزال تركيا وسوريا؟ ما حدث من زلازل نتيجة أن كتلة شبه الجزيرة العربية تحركت والزلازل التى حدثت فى شمال غرب سوريا وتركيا هو الحد الشمال الغربي من القشرة الأرضية التي تحمل كتلة الجزيرة العربية ونحن نعلم أن شبة الجزيرة العربية تتحرك للشرق ولذلك أن هناك بعض الضغط الذى يحصل على نهايتها فى الشمال الشرقى والشمال الغربى. ولماذا لم يصل العالم حتى الآن إلى مرحلة توقع الزلزال قبل وقوعه رغم التطور التكنولوجى؟ لم يصل العالم حتى الآن إلى إمكانية توقع الزلازل على الاطلاق لأنها تحدث نتيجة تحرك أجزاء كبيرة للغاية من القشرة الأرضية، وهى كتل كبيرة للغاية. ما هي مساحة تلك الكتل من القشرة الأرضية؟ فعلى سبيل المثال، قارة أفريقيا بأكملها تحملها كتلة قشرة أرضية وأوروبا أيضا تحملها كتلة قشرة أرضية والأمريكتين كذلك تحملها كتلة من القشرة الأرضية، وبالتالي هذه الكتل من القشرة الأرضية لا نعرف عنها الكثير ونعرف أنها من الممكن أن تتحرك واحدة او أخرى إذا ما حدث عليها ضغط لسبب ما ربما نتيجة دوران الأرض حول نفسها أو جذب الشمس الأقمار إليها، ليس هناك من العلم الحديث وسيلة للتعرف على موعد ومكان حدوث الزلزال. ولماذا لا يمكن أن يحدث تسونامى فى البحر المتوسط؟ لأن الزلزال لم يحدث داخل البحر المتوسط، لذلك لا أعتقد حدوث تسونامى فى البحر المتوسط نتيجة هذا الزلزال. ولماذا جزمت في وقت سابق أن زلزال تركيا وسوريا لن تتأثر به مصر؟ الهزة كانت فى صخور بشمال غرب سوريا، ومعنى ذلك أنها لم تؤثر كثيرا على الخط الموصل إلى خليج العقبة. هل هناك ما يسمى البرق الأزرق الذي يسبق الزلزال؟ ما سمعت به عن البرق الازرق لم أسمع به من قبل، وليس له أى تحليل علمى على الإطلاق. وما ردك على تصريحات بعض الشيوخ الذين يتحدثون عن أن الزلازل غضب من الله وأن الأرض مهيأة لحدث كبير في المستقبل؟ ليس هناك علاقة إطلاقا بين الدين والزلازل، وعلميا فإن الزلازل تحدث نتيجة لتحرك أجزاء من القشرة الأرضية.