رغم إصابته بإعاقة حركية إلى أنه يسعى إلى استكمال المشوار بعيون تترقب للغد وبكفاح وصمود يضرب به مثلًا للأسوياء أن الإعاقة هى إعاقة العقل والفكر وأن ذوى الهمم أبطال فى كل المجالات، فيخرج الطالب فى الصباح ذاهبًا إلى الجامعة ليدرس فى قسم علم الاجتماع بكلية الآداب وبعد العودة فى فترة المساء يستقل التروسيكل الخاص به ويبدأ فى بيع الأحذية فى شوارع القرى المجاورة لقريته أولاد عمرو بقنا، أو يعمل فى بيع الخضراوات مرات أخرى ويجوب به الشوارع.
ويجلس الشاب فى أوقات فراغه بالجامعة أمام البوابة ليبيع الخضراوات ولا يبالى للأحاديث السلبية مع البعض عنه، لا يفكر إلا فى مساعدة والده وأشقائه الإثنين الآخرين المصابين بإعاقة حركة أيضًا ليعود فى نهاية اليوم بدخل له ولأسرته يساعده على دفع مصاريف الدراسة والتنقل والإقامة أوقات الامتحانات فى المدينة، ويكتب الطالب أيضًا الشعر العامى ويتفوق فيه ويسعى أن يشارك بأعماله فى معرض الكتاب بالقاهرة.
قال محمد رجب، طالب بقسم علم اجتماع فى كلية الآداب جامعة قنا، إنه مصاب بإعاقة حركية منذ ولادته وهو الابن الثالث فى الأسرة المصاب بالإعاقة الحركية ورغم ذلك استكمل مشواره التعليمى وتفوق فى الدراسة حتى التحق بقسم الاجتماع فى كلية الآداب بجامعة جنوب الوادى، وحرص على الذهاب إلى الكلية والحضور بشكل يومى فى الأيام المقرر فيها المحاضرات، وبعد عودته من الكلية لقريته قرية أولاد عمرو يعمل فى بيع الأحذية على تروسيكل متنقليجوب به القرية والقرى المجاورة بحثًا عن الرزق.
" احنا ربنا بيختبر صبرنا علشان يشوفنا هنستحمل ولا لا" بهذه الكلمات يتابع الطالب حديثه عن إصابته وأشقائه الآخرين، فمنذ سنوات ذهب والدهم للعديد من الأطباء والمستشفيات أملا فى العلاج ولكن كانت نسبة الشفاء ضئيلة، فرضى الطالب وأشقائه بقضاء الله وقدره واستكملوا مشوارهم فى التعليم والعمل وتحدى كل منهم إعاقته الحركية وعمل فى أكثر من مكان بالقاهرة والغردقة ولكن لم يستكمل عمله هناك وعاد إلى قريته للعمل فى بيع الأحذية المتنقل على التروسيكل.
وأوضح محمد رجب، طالب الآداب، أنه يعمل أيضًا فى بيع الخضراوات عن طريق التروسيكل وتحدى نظرات الأشخاص المحيطين به وتحدى نفسه أيضًا، لافتًا أنه يتلقى تشجيع من أصدقائه ومؤكدًا أن الإعاقة هى إعاقة العقل ونحن أبطال ومتفوقين فى كل المجال ومن الأشياء التى أتفوق فيها كتابة الشعر العامى وحصلت على عدد من الجوائز فى كتابة الشعر والإلقاء من أماكن عديدة، وحافظ على تفوقه الدراسى بجانب بيع الخضراوات أمام بوابة الجامعة مع الدراسة أيضًا.
وتمنى محمد رجب، أن ينهى كتاب خاص به فى مجال الشعر ويشارك به فى معرض الكتاب وأن يكون له مشروع خاص به، لافتًا أنه ينفق على أسرته مع والده المصاب منذ فترة ويساعد فى تجهيز شقيقته الصغرى، مختتما حديثه " راضى على كل حال ومستمر فى السعى للوصول لهدفي"