حكايات "أبو صقل" بسيناء.. حى الصيادين على ساحل البحر المتوسط وسكانه يتوارثون مهنة الصيد.. 6 آلاف يعملون بالمهنة بينهم 1431 يحملون تصاريح صيد.. وإنتاجهم يوفر الغذاء البحرى لسكان شمال سيناء ويصدر للمحاف

حى أبو صقل على ساحل العريش بشمال سيناء يتوارث ساكنيه مهنة صيد السمك حتى أصبح اسمه "قرية الصيادين"، فكل من يسكنه إن لم يكن صيادا فهو ابن وأخ لصياد. الستينى "حمودة المالح" وكما يطلقون عليه "الريس حمودة"، واحد من بين أكثر من 1400 صياد من أبناء المكان يمتلكون تصاريح ومراكب صيد، عليها يعمل بمعاونة صيادين آخرين وعمال تشير التقديرات إلى أن عددهم يفوق 6000 صياد، يقول إنه لم يعيش من عمره إلا القليل على اليابسة حيث يقضى كل وقته فى البحر ولا يعود إلا للاستراحة قليلا وأحيانا عندما تعلو الأمواج ويتعذر عليه الإبحار بحثا عن رزقه. وأضاف أن أبناء الحى لا يعرفون غير البحر والصيد، ينطلقون مبكرا بزادهم وزوادهم وأدوات صيدهم على ظهور مراكبهم، وفى الوقت الحالى يعودون مع مغيب الشمس، بينما فى أوقات سابقة كانت رحلاتهم ليلا تمتد لأيام. وتابع الصياد أسامة دياب، أنهم قديما كانوا يتنقلون للصيد عبر المتوسط بمراكبهم وصولا لبحيرة البردويل، ثم أنشأت لهم الدولة ميناء العريش الخاص بالصيادين، لافتا إلى انهم يصطادون أسماك "السردينه" و"القرش" و"الجمبرى" و"البورى" وغيرها حسب الموسم، ويستخرجون كميات كبيرة تكفى مدينة العريش ومدن مجاورة وكميات تفيض وتصدر خارج المحافظة. وأشار الصياد "خضير حمادة" الذى يشغل سكرتير جمعية الصيادين التى ترعى شئون الصيادين، إلى أنه يتم بالتعاون مع الجهات المسؤولة توفير خدمات للصيادين بينها تقسيط شراء معدات الصيد، لافتا أن عدد المسجلين فى الجمعية من يملكون 204 مراكب صيد. وقال المهندس إيهاب الشلبى من شباب الحى، إنهم كجيل حاصل على شهادات عليا يفتخرون أنهم أبناء صيادين نجحوا فى أن لا يبقى من بينهم عاطل عن العمل، ويتفانوا فى الحصول على رزقهم وتعليم ابنائهم الذين بدورهم حتى من قد يلتحق بوظيفة ومهنة غير الصيد تجده وقت فراغه يعود للبحر ليعمل صياد. واشار أن مهنة صيد السمك تخدم فى حى ابوصقل ما يقرب من 25 ألف شخص، وهو حى ساهم سكانه من الصيادين فى توفير الدعم والتأمين الغذائى، وحتى مع ارتفاع الأسعار نجح الصيادين فيه توفير انواع من الاسماك تباع ب5 جنيهات للكيلو. وبدوره لم يترك " شيخ الصيادين فى حى أبو صقل "اسماعيل السمران" مهامه فى مراقبة ومتابعة مهنة الصيد وهو يوجه اولاده، موضحا انهم يقارب عددهم 6 آلاف صياد من بينهم من يملك مراكب صيد أو يعمل عليها فى مدينة العريش 90% منهم من ابناء حى ابوصقل، وهو الحى الذى يطلقون عليه أسم " قرية الصيادين". بدورها تقدم مؤسسات المجتمعى بإشراف مديرية التضامن الاجتماعى بشمال سيناء خدماتها للصيادين فى حى ابو صقل، فضلا عن ورش عمل حول السلامة البحرية والحفاظ على المخزون السمكى، وقال الدكتور خالد على زايد مدير مشروعات إحدى الجمعيات الأهلية التى تقدم خدماتها للصيادين انه يتم تعريف الصيادين بمبادئ السلامة البحرية وأهمية الحفاظ على المخزون السمكى تسليم المشاركين أدوات السلامة البحرية. وقال المهندس محمد جمعة بكير رئيس مكتب مصايد العريش، إن حى ابوصقل فى العريش يعد من أكبر وأهم مناطق تجمعات الصيادين فى مدينة العريش ومناطق المحافظة، لافتا أن عدد الصيادين المستخرج لهم تصاريح صيد فى البحر المتوسط 1431، والحرف التى يسمح بها هى السنارة والصيد بالمراكب والشنشوله والدبة. أضاف انه من بين 1228 تصريح صيد ببحيرة البردويل يوجد 150 تصريح لصيادين من مدينة العريش، ويتم تقديم كافة الخدمات الإدارية اللازمة لهم من استخراج أوراق وتصاريح صيد ومراقبة حركة الصيد، مشيرا انه فى الوقت الحالى يسمح لهم بالصيد من أول حتى آخر ضوء، وفى أوقات سابقة كان يسمح لهم بالصيد لفترات من 5 إلى 10 أيام متواصلة.