تباينت اراء المحللين السياسين والباحثين المتخصصين فى الشأن التركى، بعد أحداث تركيا الأخيرة ومحاولة الانقلاب على سلطة أردوعان، من الجيش التركى، حيث يرى البعض ان الوضع فى تركيا يعد بداية لتفكيك سلطة اردوغان وان الجيش أصبح لديه "ثأر" ولم تكون هذه المحاولة الأخيرة، فيما يرى البعض ان هناك توابع للانقلاب فى المرحلة القادمة وسيحجم الدور السلطوى لأردوغان، بينما يرى أخرين أن مؤسسة الجيش التركى الأن فى اضعف حالاتها نظرا لفشل هذا الانقلاب.
أستاذ علوم سياسيه: الوضع فى تركيا بداية لتفكيك سلطة اردوغان والجيش أصبح لديه "ثأر"
أكد دكتور فتحى العفيفى أستاذ العلوم السياسيه بجامعة الزقازيق لـ"انفراد"، أن الوضع فى تركيا يعد بداية لتفكيك سلطة اردوغان، بعكس كل تحليلات الموقف والذى تقول ان هذا يقوى من موقف اردوغان ويجعله فى وضع افضل وينتقم من خصومه وتزداد قبضته واستبدادة وديكتاتوريته، مؤكدا أن أردوغان تمت اهانته، مؤكدا أن الكاريزما والشخصية الاردوغانية الذى كان يصدرها للعالم، قد انتهكت ولم تعد كما كانت بنفس القوة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسيه، أن الجيش اصبح لديه "ثأر" لدى جماعة اردوغان وحزب العدالة والتنمية، وقام بجرح الجيش فى كبريائه وأهانه بالمشاهد التى تم تسويقها على ان اتباع اردوغان انتصرو على الجيش، وهذا لن يمر مرار الكرام لان الجيش دائما له عقيده، بالرغم من محاولة أردوغان "أبلجة" الجيش بأيدلوجيته، لكن هذا بداية لنهاية اردوغان، وتفكيك سلطته فى تركيا لان لازال الجيش التركى لديه هيبه وكبرياء، لأنه جيش له تراث عريق ومكانه اقليمية مرموقه، وليس جيش عادى أو تقليدى، بالرغم من قدرة اردوغان على اجتذاب مجموعه من الجيش فى صفه الا انه مازال هناك تيار ينحاز للجيش وعقيدته.
وأوضح " العفيفى" فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن ماحدث ليس خطة من اردوغان فى محاولة منه لأخونة الجيش، لأنه ليس بحاجه لذلك لأنه فعلها قبل ذلك، انما هو محاولة حقيقية للتخلص من سلطة اردوغان، وكانت محاولة للثأر لكرامة الجيش الى تعمد اردوغان احراجها بغير مناسبه وكان لديه خطه ممنهجه مستبده لتغيير الجيش، وهى محاولة من احرار الجيش للتخلص من استبداده ولن تكون هذه المحاولة هى الاخيرة، بالرغم ان اردوغان تصرف كالنمر الجريح وردود افعاله عنيفه جدا لكن كل هذا يزيد من كراهية المنطقه له ويزيد ايضا فى استبداده، ويجعلها بداية لتفكيك سلطته فى تركيا، ولن يعود اردوغان كما كان "الظاهرة الاردوغانية".
واضاف أن المجموعة التى تم القبض عليها من الجيش وتلاحق قضائيا لهم تلاميذ ومدارس واتباع، وستتولد محاولات اخرى وهو يعلم ذلك لانهم لديهم هذه العقيدة
ولن تكون المحاولة الاخيرة.
باحث فى الشئون التركيه: لن يكون للانقلاب توابع فى المرحلة القادمة وسيحجم الدور السلطوى لأردوغان
فيما قال مصطفى زهران الباحث فى الشئون التركيه لـ"انفراد"، أن مستقبل تركيا بعد فشل الانقلاب يتلخص فى عدة مشاهد وهى اولا: المشهد الداخلى والحديث عن أن اردوغان سيكون اكثر سلطويه واستبدادا كلام عار تماما من الصحه، لأنه وعى جيدا ان الشارع له كلمته وان الشعب هو صاحب الرأى الاول والاخير والارادة الحقيقية، وبالتالى سيعيد أردوغان التفكير فى اى محاولة فى فرض سيطرته او سلطته على البلاد، والحديث عن ان اردوغان سيتحول الى ديكتاتورى ليس له اساس من الصحه.
وتابع: لن يكون لهذا الانقلاب أى توابع أو محاولات فى المرحلة القادمة لان الضربات الاستباقية التى اقدم عليها اردوغان والسلطة ستحول بين حدوث اى انقلاب فى الفترة القادمة اوتبعات لهذا الانقلاب، فى الوقت نفسه لن يكون لاردوغان صلاحيات واسعه وسيحجم دوره السلطوي وسوف يعمل للشارع الف حساب.
وأضاف "زهران" فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن المشهد الثانى هو مشهد الاحزاب السياسية وتلاحمها الذى ظهر فى جلسة البرلمان بالأمس، والذى تؤكد دون شك ان المرحلة المقبله ستشهد تقارب بين حزب العدالة والتنمية ومايمثله من حزب حاكم فى السلطة وبين الاحزاب الاخرى بما فيهم حزب الشعوب الديمقراطى الكردى، بما يعنى حدوث تقارب بين الفرقاء السياسين.
وأكد أن المشهد الثالث هو يخص المؤسسة العسكرية حيث سيتم "قصقصة" اجنحتها، وسيكون المعاون الاكبر على ادارة المشهد فى الداخل التركى من قبل الاستخبارات، أى انه سيتم الدفع بالاستخبارات التركية ليكون لها ثقل فى الداخل التركى ويعود الجيش الى دوره الحقيقى ويحدد له مهامه بخلاف ماكان يطمح ان يصل اليه واستحواذه على حيز قوى فى الحياة السياسية.
وأشار الباحث فى الشئون التركيه، أن المشهد الرابع هى جماعة "فتح الله كولن"، والتى ستعيش فترة سيئة خلال الفترة القادمة نظرا لوجود ربط بينها وبين ماحدث من انقلاب.
أما المشهد الخارجى والأخير، الدولة التركية ستحاول تعميق روابطها وعلاقتها مع الجانب العربى والاسلامى لانها وجدت ان ظهيرها العربى والاسلامى هم الاكثر اتباعا لها وهى المحطه التى ممكن ان تكون لها وجود، لكن ستنظر تركيا الى اوروبا الغرب نظرة مغايرة تماما، وبدأت بتوقيف العمل بقاعدة الجنوب التركى الذى كانت محطة ضربات قوات التحالف ضد داعش، وبالطبع التباطؤ الذى اظهره الجانب الغربى الاوربى وامساك العصا من الوسط من الجانب الامريكى، سيدفع الغرب والولايات المتحدة الامريكية ثمنه باهظا مع الدولة التركية خاصة فى مسألة المهاجرين، لان المهاجرين كانت الورقة التى يلعب بها اردوغان مع الغرب، بالاضافة الى المشهد السورى والذى سيكون حاسما وتقوده الدولة التركية.
باحث متخصص فى الشئون التركية: مؤسسة الجيش التركى الآن فى اضعف حالاتها لفشل الانقلاب
بينما أشار صلاح لبيب الباحث المتخصص فى الشئون التركية لـ"انفراد"، أن مؤسسة الجيش فى تركيا الان فى اضعف حالاتها، لقيام جزء منها بانقلاب وتم فشله، مؤكدا أن الأيام القادمة ستشهد مزيد من القبض على المشاركين فى الانقلاب التركى ولا يتم الاكتفاء فقط بالقبض على 6000 شخص، وسيكون فى تزايد مستمر سواء من قيادات الجيش او الشرطة او المؤسسات المختلفة.
وأكد الباحث المتخصص فى الشئون التركية، أن الرئيس التركى لديه عزم على التخلص مما تبقى من ميراث "أتاتورك"، والمؤسسات التى تحمى هذا الميراث والمرتكزين فى المؤسسات الثلاثة الجيش والشرطة والقضاة، مشيرا الى ان اردوغان استطاع عن طريق الاصلاحات التى قام بها حزب العدالة والتنمية فى سنوات حكمه ان يحايد الشرطه من الصراع ويجعلها الى جانبه، لكن لم يبقى عصيا على الاصلاحات التى يريدها واخراجها من ميراث اتاتورك سوى مؤسسة الجيش والقضاة، برغم ان اصلاحات "العدالة والتنمية"، على مدار سنوات استطاعت اعادة تشكيل مؤسسة القضاة من المحكمة الدستورية ومجلس الدولة، ولكن لا يزال هناك محاولات فى مواجهة هذا الأمر.
وأضاف "لبيب" فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن مؤسسة الجيش فى تركيا الان فى اضعف حالتها، لقيام جزء منها بانقلاب وتم فشله، وبالتالى اى اجراءات سوف تتخذها الحكومة التركية اتجاة القيادات سواء بالتحقيق معهم او سجنهم ستكون مبررة شعبيا وبالتالى تستغل الحكومة ماحدث فى التصدى للقيادات الذى قامت بهذه المحاولة واللذين يشكك فى ولائهم.