يتبدل حال مدينة مرسى مطروح، من النقيض إلى النقيض المدينة الهادئة والمستقرة طوال شهور الشتاء، إلى مدينة مزدحمة وصاخبة، مع بداية موسم الصيف السياحى، من مدينة تلملم حركتها بالشوارع باكراً لتستيقظ الحركة فجراً إلى مدينة لا تنام ليلا ولا نهاراً، مع توافد ملايين المصطافين إليها خلال المصيف.
تزدحم شواطئ المدينة نهاراً من المصطافين وتقل حركتهم بالشوارع إلا عابرى سبيل صوب البحر، ومع دخول المساء تضيق الشوارع بالسيارات والمارة، وتنتعش حركة التجارة بالمحلات التجارية والأنشطة الترفيهية وتمتلئ المقاهى والكافيتريات وساحات الفنادق عن آخرها بالمصطافين، فتمتد الأنشطة للأرصفة وتسيطر الدراجات و"البتش باجى" والدراجات البخارية على كثير من الشوارع، وسط حالة من الصخب والضجيج الذى لا ينتهى إلا مع بزوغ شمس اليوم التالى.
البرنامج اليومى للمصطافين
يبدأ غالبا يوم المصطافين مع استيقاظهم من النوم ظهراً، ويستعدون للنزول إلى الشواطئ عصراً ويحرص معظمهم على عدم نزول البحر للسباحة إلا مع انكسار حدة حرارة الشمس لتلافى أضرارها.
وفى المساء يتوزع المصطافين كل على حسب هواه، على الملاهى المنتشرة بمناطق مختلفة أو السرك الصيفى، أو التمشية على الكورنيش وشوارع المدينة، والجلوس بالمقاهى والكافيتريات. ويحرص الشباب والأطفال من الجنسين على ركوب الدراجات والدراجات البخارية و"البيتش باجى" طوال الليل.
"الطفطف" وسيلة مواصلات ترفيهية
يحرص كثير من المصطافين وخاصة الأسر على استخدام الطفطف كوسيلة مواصلات ترفيهية على كورنيش مدينة مرسى مطروح، حيث يترك الكثيرون سياراتهم بسبب الزحام ويستقلون الطفطف، وهو عبارة عن جرار يقطر خلفه مجموعة من العربات مكشوفة الجوانب، ليتمكن ركابه من مشاهدة البحر ومتابعة الأنشطة والأماكن المختلفة على طول الكورنيش.
شراء منتجات البيئة التى تشتهر بها مطروح
ويتغير البرنامج اليومى فى الليلة الأخيرة من إجازة المصيف، حيث يحرص يحرص المصطافون على شراء منتجات البيئة التى تشتهر بها مطروح للأغراض الخاصة أو هدايا للأقارب والأحبة، مثل البلح السيوى والزيتون والنعناع وزيت الزيتون والتوابل والأعشاب الصحراوية، ومن أهم ما يحرص عليه الجميع هو شراء اللب الأبيض والأنواع الأخرى من اللب من المحمصات ومقالى اللب التى تشتهر بحسن صنعتها.
وهناك محمصات شهيرة بمدينة مرسى مطروح يقف أمامها الناس فى طوابير لساعات طويلة، قد يستغرق وقوف الشخص أكثر من 3 ساعات حتى يحصل على طلبه.
استياء أهالى مطروح من الصخب تغير سلوكيات بعض المصطافين
وعلى الرغم من حالة الرواج الكبيرة التى تشهدها محافظة مطروح خلال المصيف، وتدر دخلا على أصحاب المحلات والأنشطة المختلفة واستيعاب أعداد كبيرة من طاقات الشباب فى العمل، إلا أن كثير من أهالى مطروح يفضلون هدوء المدينة خلال فصل الشتاء، ويعربون عن استيائهم من الزحام والصخب، خاصة الذى تحدثه الدراجات البخارية والـ"بيتش باجى" بأصواتها العالية المزعجة وتهديدها لسلامة المارة ومستقليها، فى ظل انتشارها بأعداد كبيرة فى الجميع المناطق.
كما يثير استياء أهالى مطروح، تغير سلوكيات وتصرفات بعض المصطافين، بعدما بدأت شرائح مختلفة تتوافد خلال السنوات الأخيرة، من بينها سلوكيات بعض أعضاء رحلات اليوم الواحد وإثارة المشاكل والمشاجرات.