لا تزال تداعيات الزلزال الذى شهدته تركيا وسوريا فى السادس من فبراير الماضى مستمرة، وقد تجاوز عدد الضحايا حتى الآن 50 ألفا، فيما تستمر عمليات رفع الأنقاض بمشاركة فرق من مختلف بلدان العالم، فلا يزال هناك 234636 شخصا من إدارة الكوارث والطوارئ والشرطة والدرك والجيش وسيارات الإسعاف والأمن المحلي وفرق الدعم المحلية والمتطوعين والموظفين الميدانيين، في مناطق الزلزال.
وبلغ إجمالي عدد المتضررين من زلازل تركيا، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في تاريخ تركيا من حيث عدد القتلى، نحو عشرين مليون شخص.
هزات ارتدادية
وفى سياق تداعيات الزلزال ، أعلنت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، وقوع 11020 هزة ارتدادية عقب الزلازل التي ضربت كهرمان مرعش جنوب شرق البلاد في 6 فبراير الماضي. وفق موقع "تركيا الآن" .
وآخرها ما أعلنت عنه هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية فقد ضرب زلزال جديد بلغت شدته 4.8 درجة على مقياس "ريختر، محافظة "هتاي" الواقعة جنوبي البلاد، دون ورود أنباء فورية عن وقوع خسائر مادية أو بشرية جراء الهزة الأرضية.
وقد ضرب الزلزال مدينة "أنطاكية" بالمحافظة، ووقع مركزه على عمق 11.06 كيلومتر
وتمتد الهزات الأرضية أيضا إلى مختلف دول العالم، فى هذا السياق أعلنت الهيئات المختصة الروسية رصدها زلزالا بقوة 5 درجات على مقياس ريختر في مياه المحيط الهادئ بالقرب من جزر الكوريل الروسية.
وذكر المكتب المحلي لهيئة الجيوفيزياء الموحدة التابعة لأكاديمية العلوم الروسية، إن بؤرة الزلزال كانت على بعد 183 كلم إلى الجنوب الشرقي من جزيرة إيتوروب التابعة لجزر الكوريل، وتم رصده صباح اليوم الخميس ، بحسب التوقيت المحلي بتوقيت موسكو.
تكرار الكارثة
من جهة ثانية، حذّر تقرير جديد لأعضاء هيئة التدريس المختصين بعلم فيزياء الأرض في جامعة "دوكوز إيلول" بتركيا، من احتمالاتٍ مرتفعة لوقوع المزيد من الزلازل في ثلاث مناطق تقع جنوب وجنوب شرقي تركيا سبق أن شهدت زلزالين مدمّرين هذا الشهر أوديا بحياة عشرات الآلاف. وفق العربية .
والمناطق التركية التي حذّر التقرير من وقوع المزيد من الزلازل فيها شملت ولايات عينتاب وملاطية وآدي يمان، وهي 3 مناطق منكوبة من ضمن 10 ولاياتٍ من البلاد ضربها زلزالان كبيران ومميتان يوم السادس من الشهر الجاري وعلى إثرهما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ العامة مدّة 3 أشهر.
وصنف التقرير خطورة الزلزال في الولايات الثلاث بأنها "مرتفعة"، كما أنه تطرّق لمناطق أخرى صنفت فيه احتمالات وقوع الزلازل بـ"العالية جداً"، كما هي الحال في ولاية أنطاكيا الواقعة جنوب غربي البلاد والتي تعرف بالتركية بـ"هاتاي"، ومناطق أخرى تقع في محيط الولاية على الحدود مع سوريا.
وقال الأكاديمي والأستاذ الجامعي حسن سوزبيلير، مدير مركز أبحاث الزلازل والتطبيقات في جامعة دوكوز إيلول، إن "هذه التحذيرات ستبقى قائمة لمدة عامين" نتيجة الزلزالين الكبيرين اللذين ضربا البلاد يوم السادس من فبراير والذي تلته آلاف الهزّات الارتدادية وزلازل بدرجات أقل منهما أواخر الشهر الحالي.
دعم المنكوبين
ومن جانبه، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للسكان المتضررين جراء الزلزال في شمال غرب سوريا.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "يحتاج السكان في شمال غرب سوريا إلى مساعدة المجتمع الدولي للتعافي وإعادة البناء"، داعيا المجتمع الدولي والحكومات إلى بذل أقصى الجهود من أجل مساعدة أولئك الذين يعانون من خسارة لا يمكن تصوّرها ومن الفقر والحرمان بعدما ضاعف الزلزال احتياجات المنطقة التي تعيش أساساً ظروفاً إنسانية صعبة.