سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على الهجوم الانتحاري الذى شهدته باكستان، حيث قتل 9 جنود باكستانيون، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، إثر تعرضهم لتفجير انتحاري جنوب غرب البلاد، والذي يأتي في ظل تصاعد وتيرة الهجمات العنيفة في باكستان خلال الفترة الماضية.
وعرضت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا حول الهدف من تلك العملية الإرهابية، موضحة أن الهدف لم يكن الشرطة، مستعرضة تفاقم الإرهاب في باكستان خلال الفترة الراهنة.
وقال جاسم تقي، رئيس مؤسسة الباب للدراسات الاستراتيجية، في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية"، إن ما يُسمى بـ"جيش تحرير بلوشستان" يقف وراء الهجوم، الذي كان يستهدف في الأساس القوات الباكستانية الموجودة بتلك المنطقة.
وأضاف أن "جيش تحرير بلوشستان" منظمة انفصالية مُصنفة من قبل باكستان والولايات المتحدة الأمريكية ضمن التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أنها نفذت بعض العمليات التي استهدف المدنيين والبنية التحتية ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات ضد المهاجرين إلى إقليم بلوشستان.
وأشار إلى أن إقليم بلوشستان يتمتع بحكم شبه ذاتي، تحت مظلة حكومة وبرلمان مستقلين، كما أن الإقليم يمثل جزءًا مهمًا من ممر الطاقة الباكستاني الصيني، مؤكدًا أن بعض الأصوات تعارض استثمارات بكين في الإقليم، وتعتبرها ديونًا تثقل الأعباء الاقتصادية.
وقال هيثم ناصر، الكاتب والباحث السياسي، إن تصاعد العنف في باكستان يرجع لفشل المناقشات بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان بعد قرابة عامين أو أكثر من الهدنة بين الجانبين.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية بشاشة «القاهرة الإخبارية»: «خلال الثلاثة أشهر الماضية أوقفت حركة طالبان مسار الهدنة بينها وبين الحكومة من جانب واحد، وأعنلت أنها ستستأنف هجماتها ضد الأهداف الحكومية، والشرطة والجيش الباكستاني.
وتابع أن الحكومة الباكستانية طالبت طالبان بالتريث وعدم مهاجمة الأهداف المدنية والعسكرية، ومحاولة الحوار لعدم العودة إلى مسار الحرب.
وأوضح أن هناك سببا آخر لهذه الأزمة يتمثل في عدم تعاون حركة طالبان الأفغانية مع الحكومة الباكستانية للحد من نفوذ حركة طالبان في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، والتي تتخذها حركة طالبان الباكستانية معاقل ومراكز انطلاق لها، وتحصل على التمويل والأسلحة من داخل الأراضي الأفغانية وتتسلل للأراضي الباكستانية.
وأشار إلى أن حركة طالبان الأفغانية مختلفة عن حركة طالبان الباكستانية، فالأفغانية تحكم كابول أما الباكستانية تحاول الوصول إلى حكم ذاتي في مناطق حدودية بين أفغانستان وباكستان؛ باعتبار أنها تنادي بإمارة إسلامية في باكستان، وتعتبر الحكومة الباكستانية غير شرعية وأنها لا تطبق الشريعة الإسلامية.