أستاذة علوم سياسية: منطقة آسيا الوسطى أمن قومى بالنسبة لـ"روسيا"
كاتب صحفى لـ"كلام فى السياسة": أمريكا ليس لديها ما تقدمه لدول آسيا الوسطى
خبير لـ"كلام فى السياسة": أفغانستان مصدر تهديد لروسيا والصين
كاتب صحفى لـ"كلام فى السياسة": المنافسة تحكم قواعد اللعبة فى آسيا الوسطى
فايز فرحات: التحرك الأمريكى بآسيا الوسطى هدفه محاصرة النفوذ الصينى – الروسى
ناقش برنامج كلام في السياسة، الصراع بين القوى الكبرى حول منطقة آسيا الوسطى، حيث قال الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، إن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت أبعادا جديدة في أدبيات الصراع الدولي، وفي خلفية هذا الصراع يدور تنافس استراتيجي حول النفوذ والطاقة والتواجد تحديدا في منطقة آسيا الوسطى.
وأوضح خلال تقديمه حلقة اليوم من برنامج "كلام في السياسة"، عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أنه "ببساطة دول آسيا الوسطى يمكن لكل متابع اليوم أن يعتبرها منتصف رقعة الشطرنج، من يستطيع السيطرة عليها يفوز".
وعرضت الحلقة تقريرا عن منطقة آسيا الوسطى وسبب تحولها إلى منطقة صراع كبيرة بين الدول الكبرى، وقالت إنها تسمى آسيا الوسطى أو بلاد ما وراء النهر، وهي منطقة جغرافية مغلقة في قلب آسيا أو قلب العالم، وتضم تركمانستان طاجكستان وقرغيزستان وأوزبكستان، ولا تطل على أي بحر مفتوح، لكن موقعها الجغرافي يمنحها أهمية كبرى، وتقدر مساحة المنطقة بنحو 4 ملايين كيلومتر مربع، من الصين شرقا وحتى بحر قزوين، ويسكنها نحو 80 مليون نسمة يتحدثون عدة لغات.
واستضافت الحلقة كلا من السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلي، والدكتور أشرف سنجر خبير السياسات الدولية بقطاع أخبار المتحدة، والدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والكاتب الصحفي والمحلل السياسي سيد جبيل.
وقال الكاتب الصحفى سيد جبيل: لا أرى أن اللحظة التى طرحتها حرب أوكرانية تمثل لحظة استثنائية أو خاصة لمنطقة آسيا الوسطى، موضحا أن الحرب عندما بدأت قسمت العالم لثلاث معسكرات رئيسية معسكر صغير نسبيا وهى الدول التى دعمت بشكل مباشر العملية العسكرية وروسيا، ومعسكر أكبر وهو الغرب السياسى "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى وحلفاءها فى آسيا"، والمعسكر الأكبر جدا باقى دول العالم الذى تنتمى إليه آسيا الوسطى.
وأضاف سيد جبيل خلال استضافته ببرنامج "كلام فى السياسة" بقناة إكسترا نيوز، أن دول المعسكر الكبير الثالث شعار معظمهم لا يؤيد أو يدعم فكرة الحرب الروسية على أوكرانيا وغير مستعد للإنخراط فى حرب الأمريكان على الروس.
وأوضح سيد جبيل، أن أمريكا ليس لديها ما تقدمه لدول آسيا الوسطى، لافتا إلى أن مصالح أمريكا هى مصالح الشركات والغاز والثروات وعلى رأسها كازخستان، ومصالح الحرب على الإرهاب والتى تشترك فيها الصين مع روسيا، ومصلحة التمدد فى منطقة بالغة الحيوية للصين والروس.
وقال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الصراع الصيني الأمريكي في منطقة وسط آسيا وما حولها يعود لعام 2005، عندما بدأت الصين تحديث قوتها العسكرية، بخاصة البحرية، وفي 2005 في حوار أمني مشهور في سنغافورة، حذر وزير الدفاع الأمريكي وقتها من تصاعد القوة البحرية الصينية، لأن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية من بداية القرن الـ20، أن من يسيطر على البحار يسيطر على اليابسة.
ولفت هريدي، خلال استضافته في برنامج "كلام في السياسة" مع الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، على شاشة "إكسترا نيوز"، إلى أن الولايات المتحدة لديها نحو 11 حاملة طائرات، ومجموعات دعم لهذه الحاملات، تسيطر بها على كل البحار والمحيطات، ولا تريد أن ينافسها أحد في هذا المجال، والصين بدأت تعمل على تحديث بحريتها، حتى أصبحت القطع البحرية الصينية أكثر من القطع الأمريكية، لكن أمريكا تمتلك 11 حاملة طائرات بينما تمتلك الصين 3 فقط، وهذا يمنح الولايات المتحدة أفضلية نوعية كبرى.
ولفت إلى أن الصراع الأمريكي الروسي على آسيا الوسطى يعود إلى حقبة انتهاء الاتحاد السوفيتي، وقتها سعت روسيا إلى فرض سيطرتها بطريقة أو بأخرى بعد استقلال الجمهوريات السوفيتية، منعا لدخول الولايات المتحدة فيها، بخاصة بعد أن لعبت الجماعات الأوزبكية دورا مع المجاهدين الأفغان وشباب العرب الذين كانوا يحاربون القوات السوفيتية.
وتابع أنه حين اقترحت الصين إحياء طريق الحرير للتجارة، الذي يضم دول الخليج وإيران وسيمر في باكستان من جنوب غرب الصين إلى بحر العرب عن طريق بري وحتى ميناء جوادر الباكستاني، فإن محور هذا الطريق التجاري المهم جدا هي آسيا الوسطى.
وأوضح هريدي أن الولايات المتحدة الأمريكية، بخاصة مع الإدارة الديمقراطية الحالية، تريد تحقيق عدد من الأهداف في آسيا الوسطى، منها ضرب التحالف الصيني الروسي، وخلخلة التكتلات الأمنية التي تضم روسيا والصين ودول آسيا الوسطى، وزار أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي كازاخستان، وتحدث عن شراكة استراتيجية معها، إذن أمريكا تريد التغلغل في الفناء الخلفي لكل من روسيا والصين.
وقال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية بقطاع اخبار المتحدة، إن الإنسحاب الأمريكى من أفغانستان إنسحاب سريع أم إستمرار مع تحمل تكلفة عالية، باعتبار أن الأفغان لم يبنوا مؤسسات أمنية عسكرية.
أضاف أشرف سنجر خلال استضافته برنامج "كلام فى السياسة" بقناة إكسترا نيوز، أن طالبان المتشددة مسئولة عن المشهد فى أفغانستان، لافتا إلى أن أفغانستان بطالبان مهمتها أن تكون فصل وليس وصل سواء لروسيا أو الصين، مؤكدا أن أفغانستان تظل مصدر التهديد فى منطقة آسيا الوسطى لروسيا والصين.
تابع أشرف سنجر، إن الأمريكان لا يرود الاستقرار فى هذه المنطقة، موضحا أن السياسة الأمريكية ترتب بشكل جيد لتحقيق أهدافها بطريقة تبعد عن المبادئ، وهى سلوك الضباع حينما يفترس النمر الفهد، مؤكدا أن الأمريكيين يسعون لطبيق هذه النظرية مع الصين وروسيا، وخلق القلق فى أى منطقة حولها.
وأكد عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلى، على أن هناك منافسة بين دول القوى الكبرى روسيا والصين وأمريكا، مشيرا إلى أن البعض يتحدث على أن المنافسة هى التى تحكم قواعد اللعبة العالمية الآن فى آسيا الوسطى، لأن هناك تداخل كبير فى المصالح الحيوية والاستراتيجية مع الدول.
وأضاف عزت إبراهيم خلال استضافته برنامج "كلام فى السياسة" بقناة إكسترا نيوز، أن هناك شعور أمريكى بأن هناك ضرورة فى هذه الفرصة السانحة بمنطقة آسيا الوسطى، لافتا إلى أنه الآن هناك رغبة أمريكية قوية فى بناء الرؤية أو استراتيجية.
تابع عزت إبراهيم، الولايات المتحدة ترغب فى التعاون مع دول آسيا الوسطى وهناك تسلل ناعم من أمريكا فى هذه المرحلة لانها تطرح نفسها باعتبار أنها تريد أن تدفع الدول الخمس للتعاون فيما بينها لإقامة إطار اقتصادى وتعاون فى مجالات التنمية، لأن هذه الدول على المحك لأنها أضيرت بشدة من الأزمة الاوكرانية.
وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن روسيا يهمها أن تكون منطقة آسيا الوسطى مستقرة، فهى منطقة أمن قومى بالنسبة لها، لافتة إلى أن هناك خلافات بين هذه الدول، حيث كانت هناك خلافات حدودية بين كردستان وطاجكستان وحسمها الرئيس بوتين فى القمة الأخيرة.
وأضافت نورهان الشيخ خلال استضافتها برنامج "كلام فى السياسة" بقناة إكسترا نيوز، أن آسيا الوسطى ليست كتلة وبينهما خلافات إلى جانب التداخل العرقى والذى له سلبيات كثيرة، مؤكدة أن المنطقة معرضة لدرجات ما من عدم الاستقرار وخصوصا مع التدخل الأمريكى.
ولفتت نورهان الشيخ إلى أن زيارة "بلينكن" هى محاولة لاستعادة الثقة، موضحة أن دول آسيا الوسطى فقدت الثقة فى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة كان لها قاعدتين عسكريتين فى كردستان وخان أباد.
وأشارت نورهان الشيخ إلى أن روسيا أنهت التواجد العسكرى الأمريكى فى كوردستان، واستعادت إلى حد كبير نفوذها فى هذه المنطقة.
وقال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، التحرك الأمريكى الجديد فى منطقة آسيا الوسطى هو إحتواء أو محاصرة النفوذ الصينى والروسى، لأن هذه المنطقة ساحة لنفوذ كبير وضخم ومنسق بين الصين وروسيا.
وأضاف محمد فايز فرحات خلال استضافته ببرنامج "كلام فى السياسة" بقناة إكسترا نيوز، أنها محاولة أمريكية لتصحيح كثير من الأخطاء خلال العقود السابقة، موضحا أنه خلال العقدين الماضيين حدث تراجع للإهتمام الأمريكى ببعض الأقاليم، منها منطقة آسيا الوسطى.
تابع محمد فايز فرحات: فى ضوء هذا التراجع كانت روسيا والصيت يتمددون بشكل كبير، لافتا إلى أن كل قيادات هذه المنطقة رغم كل ما بينها من تناقدات لكن هناك توافق فيما بينها للحفاظ على حالة توازن بها، موضحا أن مصالح الجرافيا السياسية تفرض علاقات مع روسيا لا يمكن إهمالها أو تجاهلها تحت أى ظروف.