كشف الدكتور شريف الهادى رئيس الشبكة القومية للزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن هناك العديد من العوامل التى تحكم مدى شعور الإنسان بالزلزال من عدمه، لافتا إلى أنه أمر طبيعى بوجود شخص يشعر بالزلزال وآخر لا يشعر.
وأشار رئيس الشبكة القومية للزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن الزلزال ليس موجة تنتشر فى جميع الجهات.
وأضاف أن من بين العوامل التى يتوقف عليها شعور الإنسان بالزلزال منها مدى قرب مكان الشخص من الزلزال، وعما إذا كان مسكن الشخص فى الأدوار العليا أم الأدوار السفلى فالأشخاص فى الأدوار العليا احتمالية شعورهم بالزلزال أكبر، وأيضا قوة،فالزال القوى يشعر به الأغلبية الأقرب فالأبعد على عكس الهزة إذا كانت خفيفة يشعر بها القريبون منها فقط.
وكشف رئيس الشبكة القومية للزلازل، أنه هناك أيضا عوامل أخرى تحكم على مدى شعور الإنسان بالزلزال منها وضعية الإنسان سواء كان ثابتا أو متحركا ونائما أو مستيقظا.
وفيما يتعلق بالإرشادات الواجب اتباعها للنجاة من الزلازل، كشف أن المعهد أعد مجموعة من الإرشادات الهامة للمواطنين يجب اتباعها حال حدوث الزلازل، وذلك للحفاظ على أنفسهم من أى تداعيات أو انهيارات قد تتسبب فيها الهزة الأرضية.
وأضاف أن من أهم هذه الإرشادات عدم استخدام المصاعد الكهربائية فقد تحدث انقطاعات كهربائية مفاجئة، ومتابعة الأخبار والارشادات التى تطلقها الجهات الرسمية من خلال وسائل الإعلام المتوفرة، وإذا كنت بالمدرسة يجب عدم الاندفاع على السلم لأن هذا قد يؤدى انهيار الدرج بل يرقد الطلبة تحت المقاعد حتى يتوقف الزلزال وعند الخروج إلى الفناء يكون هذا باتباع المدرس دون تدافع.
وأشار إلى أنه لو كنت على شاطئ البحر ابتعد عنه فورا خوفا من التعرض لموجات فيضانية ولا تذهب للشاطئ قبل 12 ساعة على الأقل، ومن المهم أيضا عدم والفزع والتصرف بهدوء وعقلانية أينما كنت لحظة حدوث الزلزال، وأيضا يجب فصل الكهرباء والغاز، وأن يبتعد الشخص عن الأشياء غير المثبتة كالخزائن والرفرف والنوافذ، ومهم أيضا أن يتمدد الشخص تحت طاولة أو كنبة كبيرة الحجم، وإذا كان يقود الشخص سيارته عند حدوث الزلزال فيجب التوقف فورا إلى جانب الطريق مع تجنب إيقاف المركبة تحت الجسور أو خطوط الضغط العالى.
وفيما يتعلق بمحطات الهيئة وخطة المعهد لزيادة والتوسع فى المحطات بعد النشاط الزلزالى الملحوظ فى الفترة الأخيرة، كشف الدكتور شريف الهادى، أن الشبكة القومية للزلازل يتبعها أكثر من 80 محطة رصد خاصة بشبكة السرعة الزلزالية، بالإضافة إلى 20 محطة خاصة بشبكة العجلة الزلزالية.
وأشار الهادى، إلى أن الشبكة الخاصة بقياس السرعة الزلزالية تسجل أى هزات أرضية تحدث فى مصر وحدودها، بينما محطات شبكة العجلة الزلزالية فى معرفة الحسابات لتعديل أكواد البناء، لافتا إلى أن هناك مجموعة من المحطات الدولية التى تدخل ضمن حيز عمل الشبكة القومية للزلازل تقترب من 50 محطة دولية.
وأوضح أن الشبكة القومية للزلازل تسجل بشكل اوتوماتيكى أى هزة أرضية ويحلل كافة بياناتها وقوتها ومكانها، بالإضافة إلى الحسابات اليدوية للزلازل الخفيفة.
وأكد أن هناك توجها لتغطية الساحل الشمالى بالكامل بمحطات الرصد الزلزالى، لافتا إلى أنه تم اضافة حوالى 4 محطات العام الماضى ويتم حاليا إضافة محطات الجيل الجديد ومستهدف أن يغطى الساحل الشمالى بما يقرب من 10 محطات تغطى الساحل الشمالى، لافتا إلى أن أماكن المحطات تخضع لاختبارات دقيقة ويتم الحفر على أعماق مناسبة.
وأشار إلى أن الشبكة سجلت آلاف الزلازل التى حدثت فى الأراضى التركية والهزات الارتدادية.
وأكد أن المعهد القومى للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية معهد علمى رصين ومنذ إنشاء الشبكة القومية للزلازل قام بوضع كل محطاته 150 محطة أونلاين لأى شخص يريد أن يطلع ويعرف بنفسه وقت حدوث زلزال والموقع والمحطات مصممة أن تصل البيانات من كل المحطات للموقع لحظياً.
وأشار إلى أن من يدخل لينك الشبكة القومية للزلازل سيلاحظ وجود زلازل ضعيفة وهذا طبيعى جداً فمصر وكل العالم يحدث بها زلازل يومياً ولكن 99٪ منها زلازل ضعيفة وهذا من طبيعة القشرة الأرضية منذ ملايين السنين.
وعما تم تداوله بشأن تأثير صدع الأناضول بعد زلزال تركيا الكبير على الصفيحة الافريقية وهل مصر معرضة للزلازل بشكل اكبر تبعا لطبوغرافية الأرض، أكد أن ما يحدث فى تركيا ليس له علاقة بمصر، والربط بينه وبين موضوع المياه والسدود تلبيس ليس له أساس علمى.
ووجه رسالة قائلا: "فضلاً الهدوء، وما يتم رصده وتسجيله من زلازل يتم فى نطاقة الطبيعى فلا داعى للفزع"، لافتا إلى أنه بعد زلزال تركيا الأخير العالم كله بدأ ينتبه لأهمية مراعة الأكواد الزلزالية فى البناء، مؤكدا : "العالم كله بدأ يعيد حساباته فى البناء بعد كارثة زلزال تركيا".
وتعمل الشبكة القومية للزلازل من خلال أكثر من 80 محطة تم اختيار أماكنهم بدقة فى ضوء التاريخ الزلزالى لمصر كلها وأصبح مستحيل حدوث أى زلزال دون تسجيله ورصده مهما كانت قوته حتى لو كان أقل من الصفر.
والشبكة القومية للزلازل من أحدث الشبكات الموجودة فى العالم ومصر من أوائل الدول على مستوى العالم وشمال أفريقيا والشرق الأوسط فى هذا المجال، حيث يعود تاريخها لأكثر من 150 سنة ولدينا أكبر تاريخ زلزالى على مستوى العالم يعود لأكثر من 5 آلاف سنة، على الرغم من أن رصد الزلازل بدأ مع بداية القرن العشرين ولكن الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الزلازل فى كتب التاريخ كلها تعود تاريخها لأكثر من 5 آلاف سنة وهو ما يعطى ثقل وقوة لمصر فى رصد والتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية.
وعن تصنيف مصر ووضعها عالميا بين المناطق الأكثر عرضة للزلازل، فمصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية، حيث أن هناك 7 أحزمة زلزالية معروفة على مستوى العالم ومصر بعيدة عنها، ولكن مصر بقربها من بعض المناطق النشطة زلزاليا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلنا نتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوى ومرونة المجتمع المصرى حاليا لتلقى الصدمة العامل الحاكم لتقليل الخسائر الناتجة.