شهد الطلب العالمي، على النقل والشحن الجوى، تراجعاً بواقع 14.9% ، قياساً بشهر يناير 2022 (-16.2% بالنسبة للعمليات الدولية).
وارتفعت سعة الشحن (التي تُقاس بطن الشحن المتوافر لكل كيلومتر)، بواقع 3.9% مقارنةً بشهر يناير 2022، لتسجل السعة أول نمو لها على أساس سنوي منذ أكتوبر 2022.
كما ارتفعت سعة الشحن الدولية بنسبة 1.4% مقارنةً بشهر يناير 2022، ويعكس الارتفاع في أطنان الشحن المتوافرة لكل كيلومتر التعافي القوي في سعة الشحن في بطن الطائرات في أسواق شركات طيران الركاب، في خطوة تعوض الانخفاض المسجل في سعة الشحن الدولية التي توفرها الشركات المتخصصة في الشحن.
وكانت هناكً عدد من العوامل المهمة المؤثرة في البيئة التشغيلية، منها ارتفاع مكون طلبيات التصدير العالمية الجديدة للمؤشر الصناعي لمديري المشتريات، وهو أحد أبرز مؤشرات الطلب على الشحن، في شهر يناير للمرة الأولى منذ أكتوبر 2022.
وشهدت الاقتصادات الرئيسة نمواً في طلبات التصدير الجديدة؛ وفي الصين والولايات المتحدة، وصل مؤشر مديري المشتريات إلى مستويات قريبة من 50 نقطة، ما يشير إلى استقرار الطلب على البضائع المصنعة في أكبر اقتصادين في العالم، كذلك انخفاض تجارة السلع العالمية بنسبة 3.0٪ في ديسمبر، لتسجل ثاني انخفاض شهري لها على التوالي.
كما أدى انخفاض مؤشر الأسعار الاستهلاكية لدى الدول الصناعية السبع من 7.4% في نوفمبر إلى 6.7% في يناير. وتراجع التضخم في أسعار المنتجين بواقع 2.2 نقطة مئوية إلى 9.6% في ديسمبر.
من جانبه قال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا إنه مع انخفاض الطلب على الشحن في شهر يناير بواقع 14.9% وزيادة السعة بنسبة 3.9%، شهد القطاع مع بداية عام 2023 بعض التحديات التي أثرت على عملياته، وترافق ذلك مع استمرار حالة عدم اليقين الناجمة عن حرب أوكرانيا والتضخم ونقص اليد العاملة.
وبالرغم من ذلك، لا زالت لدينا أسباب وجيهة للتفاؤل الحذر حول الشحن الجوي، حيث لا تزال الإيرادات أعلى من تلك المسجلة قبل جائحة كوفيد-19، إضافة إلى أن توجه الصين للتخلي عن سياسة صفر إصابات بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً سيسهم في تعزيز حالة استقرار أوضاع الإنتاج في واحد من أضخم أسواق المنشأ بالنسبة لقطاع الشحن الجوي؛ وهذا من شأنه أن يعزز من مستويات الطلب في ظل سعي الشركات لزيادة تعاونها مع الصين".
الأداء الإقليمي لشهر يناير
شهدت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ انخفاضاً في أحجام الشحن الجوي بنسبة 19% خلال شهر يناير 2023 بالمقارنة مع الشهر ذاته من عام 2022، ما مثّل تحسناً في الأداء بالمقارنة مع ديسمبر (-21.2%). وما تزال شركات الطيران في المنطقة تعاني من انخفاض مستويات النشاط التجاري والصناعي واضطرابات سلاسل التوريد نتيجة للتأثيرات المتبقية لقيود كوفيد-19 التي كانت مفروضة في الصين. وإلى جانب ذلك، قد تتأثر أحجام الشحن في يناير نظراً لقرب حلول السنة القمرية الجديدة، في حين ارتفعت السعة المتوفرة في المنطقة بنسبة 8.8% بالمقارنة مع يناير 2022.
كما شهدت شركات الطيران في أمريكا الشمالية تراجعاً بنسبة 8.7% في أحجام الشحن في يناير 2023 مقارنةً مع الشهر ذاته من عام 2022، في تراجع طفيف في الأداء بالمقارنة مع ديسمبر (-8.5%).
كما ارتفعت السعة بنسبة 2.3% مقارنةً مع يناير 2022، وسجلت شركات الطيران الأوروبية تراجعاً بنسبة 20.4% في أحجام الشحن في يناير 2023 مقارنةً بالفترة ذاتها من عام 2022، وهو الأداء الأضعف بين جميع المناطق، حيث سجلت تراجعاً في الأداء بالمقارنة مع ديسمبر (-19.4%).
وما تزال شركات الطيران في المنطقة الأكثر تأثراً بتبعات الحرب في أوكرانيا؛ إذ انخفضت السعة بنسبة 9.3% في يناير 2023 قياساً بالشهر ذاته من العام السابق.
وسجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط تراجعاً بنسبة 11.8% على أساس سنوي في أحجام الشحن في يناير 2023، إلا أنها شهدت تحسناً في الأداء بالمقارنة مع الشهر السابق (-14.4%).
كما ارتفعت السعة بنسبة 9.6% مقارنةً مع يناير 2022، وسجّلت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية زيادةً بنسبة 4.6% في أحجام الشحن الجوي في يناير 2023 مقارنةً مع الشهر ذاته من عام 2022، وهو الأداء الأقوى في جميع المناطق، والذي يمثل تحسناً كبيراً في الأداء مقارنةً مع شهر ديسمبر، الذي لم يشهد أي نمو على الإطلاق. وارتفعت السعة في يناير بنسبة 34.4% بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2022.
وشهدت شركات الطيران الأفريقية تراجعاً بنسبة 9.5% في أحجام الشحن خلال شهر يناير 2023 بالمقارنة مع الشهر ذاته من عام 2022، إلا أنها سجلت تحسناً في الأداء بالمقارنة مع الشهر السابق (-10%). واستقرت السعة عند 1.8% دون مستويات يناير 2022.