أمهات مصر المثاليات.. كفاح مهنى وعطاء بلا حدود.. هدى عبد اللطيف أرملة منذ 17 عاما ولديها 3 أبناء.. عزيزة أحمد أخفت مرضها بالسرطان حتى أصبح أبنائها أطباء.. وأم ذوى الهمم فقدت بصرها لتعليم بناتها

سنوات من العطاء والتضحية، لنساء مكافحات سطرن قصصا ملهمة من العطاء والتفاني ترفع لها القبعة، استحققن عليها التكريم والتتويج بلقب أمهات مصر المثاليات لعام 2023، فقد خضن معارك الحياة بكل قوة وشجاعة لأجل أبنائهن والعبور بهم لبر الأمان، قدمن تضحيات عظيمة في سبيل تربيتهم وتعليمهم، حتى أصبحن أمهات لأطباء ومهندسين وذوي همم موهوبين ومبدعين، ورائدات عمل يخدمن مجتمعهن بفكرهن وعملهن، ويهبن أبنائهن فداء للوطن. أعلنت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي اليوم الخميس، أسماء الأمهات الفائزات في مسابقة الأم المثالية لعام 2023 على مستوى محافظات الجمهورية، مقدمة التهاني للأمهات الفائزات ولكل الأمهات المصريات، مؤكدة حرص الوزارة على تكريم الأمهات المثاليات علي مستوى الجمهورية وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تحتفل مصر كلها بالمرأة المصرية، التي رأت في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي طفرة غير مسبوقة، وتعيش عصرها الذهبي، مشيرة إلى أن السيد الرئيس يرعى هذا الحدث بنفسه إعلاءً لقيمة المرأة والأم وتقديراً لدورها في حماية وبناء الوطن. وأكدت القباج أن عدد المتقدمات لمسابقة الأم المثالية لعام 2023 بلغ 660 سيدة على مستوى الجمهورية، لكل واحدة منهن قصة كفاح تستحق التكريم، ومن بينهن 424 متقدمة انطبقت عليهن الشروط، مسيرة أن الأمومة ليست فقط بيولوجية.. ولكنها مهمة إنسانية ورحلة عطاء لسيدات ربما لم يلدن.. ولكن عطاءهن لا يقل عن أمهات أخريات، مشددة على أن لجنة التحكيم اتبعت معايير اختيار ومفاضلة بين المتقدمات وكان هناك تشديد على أهمية الشفافية والنزاهة في الاختيار. وجاءت في المركز الأول على مستوى الجهورية السيدة هدى عبد اللطيف محمود من محافظة كفر الشيخ، وفازت السيدة عزيزة أحمد عمر عبد ربه من محافظة الوادي الجديد بالمركز الثاني، وجاءت السيدة مرفت السيد محمد من محافظة السويس بالمركز الثالث. كما أعلنت القباج أسماء الأمهات المثاليات لكل محافظة كالتالي: السيدة نوال إبراهيم خليل الأولى على محافظة الأقصر، السيدة هدى إبراهيم محمود صالح الأولي على محافظة أسيوط، والسيدة سوزان منصور عبدالله الأولي على محافظة المنوفية، والسيدة جميلة السيد على خضر الأولي على محافظة البحر الأحمر، والسيدة حيات أحمد حسين أبو صالحة الأولي على محافظة بورسعيد. وجاءت السيدة صفاء على عبد الوهاب الأولي على محافظة بنى سويف، والسيدة عايدة محمد السيد فرج الله الأولي على محافظة القليوبية، والسيدة نادية مبارك سليمان محمد الأولي على محافظة الإسماعيلية، والسيدة ابتسام حسن حسين بشر الأولي على محافظة شمال سيناء، والسيدة هويدا فؤاد عبد المنعم الأولي على محافظة مطروح، والسيدة حليمة سلامة عبد السميع الأولي على محافظة الفيوم، والسيدة فضيلة سيد أحمد الأولي على محافظة الغربية. كما جاءت السيدة حمدية عبد اللاه عطيه بشير الأولي على محافظة قنا، والسيدة هدى محمد عبادي الأولي على محافظة الإسكندرية، والسيدة رضا عبد الحميد إسماعيل الأولي على محافظة أسوان، والسيدة فاتن حسين عثمان الأولي على محافظة سوهاج، والسيدة راعوث لوكاس وردخان الأولي على محافظة القاهرة، والسيدة فيروز السيد رمضان الأولي على محافظة جنوب سيناء، والسيدة سمية إبراهيم عبد العزيز سلامة الأولي على محافظة دمياط، والسيدة زينب عبد المعبود محمد الأولي على محافظة المنيا، والسيدة مرفت أحمد إبراهيم الأولي على محافظة الشرقية، والسيدة بدرية مصطفي عبد الحليم الأولي على محاظة البحيرة، والسيدة السيدة سليمان مصطفي لبن الأولي على محافظة الجيزة، والسيدة إيمان أحمد عبد الرحمن الأولي على محافظة الدقهلية. كما أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي الأم المثالية البديلة الأولي علي مستوى الجمهورية عن عام 2023، وهي السيدة نوال عبد العظيم محمد من محافظة المنوفية، وجاءت السيدة آمنة على نصر من محافظة السويس الأم البديلة الأولي لمؤسسات الرعاية «كريمي النسب» على مستوى الجمهورية، أما الأم المثالية من ذوي الإعاقة الأولي علي مستوى الجهورية، فجاءت السيدة عيوشة حسن سليمان العسيلي من محافظة بورسعيد، وجاءت السيدة سهير الحسيني بيومي من محافظة الشرقية، الأم المثالية الأولي علي مستوى الجمهورية لابن من ذوي الإعاقة عن عام 2023. أما فيما يتعلق بالأم التي لديها أحد المشروعات الصغيرة في إطار سياسة الوزارة للتشجيع علي التمكين الاقتصادي، فقد جاءت السيدة مريم شاوول جورجيوس من محافظة قنا الأم المثالية الأولي لإحدي المشروعات الصغيرة « التمكين الاقتصادي» علي مستوى الجمهورية، أما فيما يتعلق بالأم المتطوعة في المبادرة الرئاسية « حياة كريمة» ، فقد جاءت السيدة امتياز السيد شديد من محافظة المنوفية الأم المتطوعة الأولي علي مستوى الجمهورية، وجاءت السيدة زكية محمد صابر من محافظة دمياط الرائدة الريفية المتميزة الأولي علي مستوى الجمهورية، وجاءت الأم فاطمة السيد مصطفي من محافظة الشرقية أمًا مثالية لشهيد من القوات المسلحة، والأم فايزة أحمد سليم أمًا مثالية لشهيد من الشرطة من محافظة الدقهلية. وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن شروط التقييم والاختيار، جاءت كالتالي ألا يقل سن الأم عن 50 عامًا، وأن يكون لها قصة عطاء، فضلا عن الإلمام بالقراءة والكتابة على الأقل، وألا يزيد عدد الأبناء على ثلاثة أبناء، ويُستثني من هذا الشرط المحافظات الحدودية " شمال سيناء وجنوب سيناء والوادي الجديد ومرسي مطروح والبحر الأحمر وأسوان"، بحد أقصي 5 أبناء، وأن يكون جميع الأبناء حاصلين على مؤهل عالي أو في الفرق النهائية بالكليات أو أحد الأبناء حاصل على مؤهل فني متوسط ومتميز بإحدي المهن ويُستثني الابن ذو الإعاقة ذهنيا غير قابل للتعلم. أما بالنسبة للأسرة البديلة، فهي الأم للأسرة الكافلة من الأطفال «كريمي النسب» في منزلها مع أطفالها البيولوجيين، أو الأم التي لم يسبق لها الزواج «الأنسة» أو زوجة الأب التي قامت برعاية أبناء الزوج، أو الخالة، أو العمة، أو الجدة، فيستلزم أن يكون الابن البديل قد حصل على مؤهل جامعي، والمساواة بين جميع الأبناء داخل الأسرة بالتعليم والصحة والمعاملة، وإعطائهم من الاهتمام والحب والحنان القدر المناسب الذي أتاح لهم حياة نفسية واجتماعية سليمة. وفيما يتعلق بالأم البديلة بأحد دور الرعاية، فهي الأم التي قامت برعاية وتربية الأبناء «كريمي النسب» داخل أحد دورمؤسسات الرعاية الاجتماعية، ويستلزم أن يكون الابن أو الابن البديل بالدار قد حصل على مؤهل علمي مناسب، وأن تكون الأم قد قامت بواجبها نحو الابن أو الابنة في التعليم والصحة ، وإعطائهم القدر المناسب من الاهتمام والحب والحنان الذي أتاح لهم حياة نفسية واجتماعية سليمة، بالإضافة ألا يقل عمر الأم عن 45 سنة، وأن تكون الأم حاصلة على مؤهل علمي مناسب، وألا تقل فترة عمل الأم بالمؤسسة عن 15 سنة. وبالنسبة للأم التي لديها أحد المشروعات الانتاجية الصغيرة "التمكين الاقتصادي"، فهي الأم التي قامت برعاية أسرتها وتربية أبنائها، إلى جانب حصولها على أحد المشروعات الإنتاجية الصغيرة، واستطاعت المساهمة في رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة. وأفادت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الفئات المُكَّرمة لهذا العام هي الأم المثالية على مستوي المحافظات، وأم بديلة وأم من ذوي الإعاقة، وأم لابن من ذوي الإعاقة تميز في إحدى المجالات سواء الرياضية أو الفنية أو العلمية، وأم من مؤسسات الأطفال «كريمي النسب»، وأم حاصلة على مشروع للتمكين الاقتصادي، وأم متطوعة من أجل حياة كريمة، كنموذج مشرف، وذلك ضمن المبادرة الرئاسية « "حياة كريمة"، بالإضافة إلى رائدة اجتماعية متميزة، بالإضافة إلي أم شهيد من القوات المسلحة وأم شهيد من الشرطة. ويستعرض "انفراد" في السطور التالية أبرز قصص الأمهات المكرمات. الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية حصلت هدى عبد اللطيف محمود مصطفى، ابنة محافظة كفر الشيخ على لقب الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية لعام 2023، وهى أرملة منذ 17 عاما، وحاصلة على مؤهل دبلوم معلمين ومعلمات، وتعمل مُعلم خبير، وذلك تقديرا لمسيرتها العظيمة وكفاحها لأجل أبنائها. تخرجت الأم المثالية صاحبة الـ56 عاما، وحصلت على دبلوم للمعلمات ثم تزوجت في عام 1991م، وبعد ثلاثة أعوام من الزواج رزقها الله بالالم الأول ثم الابنة الثانية ثم الابنة الثالثة. شاء القدر أن يمرض الزوج بع د7 سنوات من الزواج بمرض الكبد "فيروس سي" مما جعله يعجز عن مواصلة عمله بمحل الألبان الخاص به، فقامت الأم برعايته، ورعاية الأبناء، بجانب عملها كمدرس ابتدائي. كافحت الأم المثالية لرعاية زوجها وأبنائها، فكانت تبدأ يومها باكر قبل صلاة الفجر، وتقوم بترتيب شئون المنزل ثم تذهب إلى المحل وتستقبل الأهالي لتجميع اللبن منهم حتى السابعة صباحا، لتصنع منه الأجبان وتقوم ببيعها لاحقا، ثم تذهب إلى المدرسة التي تعمل بها حتى تقوم بدورها كمدرسة ابتدائي وصانعة أجيال، وبعد الانتهاء من عملها بالمدرسة كانت تعود إلى منزلها لترعى أبنائها، وزوجها المريض، وتراعي شئون منزلها، وظلت على هذا الحال حتى توفاه الله في عام 2005، وكان عمر الابن الأكبر حينها 11 عاما، والابنة الثانية 9 سنوات، والابنة الصغرى 5 سنوات. بعد وفاة الأب عكفت الأم على تربية أبنائها فكانت لهم نعم الأب والأم، وواصلت الليل بالنهار، حتى تستطيع توفير احتياجات أولادها من مأكل وملبس. أعانها الله على تربية أبنائها حتى تخرج الابن الأكبر وحصل على بكالوريوس صيدلة، والابنة الثانية تخرجت وحصلت على بكالوريوس طب وجراحة، ثم تخرجت الابنة الصغرى وحصلت على بكالوريوس طب أسنان، وبفضل الله استطاعت أن تشتري قطعة أرض، وقامت ببنائها لأبنائها كمساهمة ومساعدة في الزواج، وأدت رسالتها بائعة لبن فجرا ومعلمة أجيال صباحا وأم صابرة ليلا ومساء، ومازال عطائها مستمر نحو أبنائها وتلاميذه. الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية حصلت عزيزة أحمد عمر ابنة محافظة الوادى الجديد، على لقب الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية لعام 2023، حيث ضحت بعمرها من أجل أبنائها على الرغم من إصابتها بمرض السرطان، وحصل أبنائها على شهادتهم العلمية. أخذت عزيزة عهدا على نفسها بأن لا تخبر أحد من أسرتها بمرضها وتحملت على نفسها حتى لا يؤثر ذلك على أبنائها. بالرغم من ابنة الـ32 عاما مع المرض إلا أنها حرصت على تعليم أبنائها والسهر على راحتهم، فكانت تذهب معهم إلى مكاتب تحفيظ القرآن الكريم، وترجع لتذاكر معهم دروسهم. تفوق الأبناء في مراحلهم الدراسية والتحقوا بكليات الطب والصيدلة، وكانت الأم تسافر معهم في فترة الامتحانات، وتظل معهم طول فترة الامتحانات لحرصها الدائم على رعايتهم وراحتهم. وأثناء رحلة علاجها مع جرعات العلاج الكيماوي، فكانت تُخبر اسرتها أنها تقوم بعمل جلسات علاج طبيعي على كتفها المصاب بالالتهابات الحادة. في عام 2002 تفشى المرض بجسد الأم وكان لابد من إجراء عملية استئصال الثدي بالكامل، وكل ذلك لم يعلم أبنائها شيئاً إلى أن أشتد المرض عليها عام 2021م. وبعد معاناه طويلة أخبرت أولادها بحقيقة مرضها وخاصاً أنها أطمأنت على مستقبلهم التعليمي وتخرجوا جميعاً وحصلوا على شهادتهم العلمية. الأم المثالية الثالثة على مستوى الجمهورية حصلت مرفت السيد محمد علي ابنة محافظة السويس، على لقب الأم المثالية الثالثة على مستوى الجمهورية، تقديرا لكفاحها لدعم ومساندة ورعاية زوجها المريض وتوفير حياة كريمة لأبنائها، فتزوجت عام 1988م، وبعد ثلاث سنوات من زواجها أصيب الزوج بالفشل الكُلوي، وكان يقوم بالغسيل الكُلوي ثلاث مرات أسبوعياً. كافحت الأم من أجل رعاية الأبناء ورعاية زوجها المريض بجانب عملها، بالرغم من ضيق الحال في ذلك الوقت، وأكرمها الله وحصلت الابنة الكبرى على بكالوريوس علوم وتعمل مهندسة كيميائية بشركة وتزوجت وأنجبت، وتخرج الابن الثاني وحصل على بكالوريوس علاج طبيعي،والابن الثالث تخرج وحصل بكالوريوس تربية. مرضت الأم أيضا بالكُلى وفي عام 2019 م قامت بإجراء عملية زرع كُلى، واهتم أبنائها بها مع الزوج رغم مرضة حتى تحسنت حالتها الصحية وواصلت مسيرتها في الحياة. واستكملت الأم دراستها وحصلت على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص مناهج وطرق تدريس اللغة العربية بدرجة امتياز، وتم نشر رسالتها على مستوى الجامعات، وللأم دور بارز في العمل، وما زالت تعطى لأولادها نموذجا في الكفاح والتعلم. الأم المثالية لذوى الهمم حصلت عيوشة حسن سليمان العسيلي ابنة محافظة بورسعيد، على لقب الأم المثالية من ذوي الإعاقة الأولى على مستوى الجمهورية عن عام 2023م، فهي مطلقة منذ 24عاما، وفقدت بصرها في سبيل تعليم أبنائها وتوفير حياة كريمة لهم. بدأت قصة كفاح "عيوشة" صاحبة الـ78 سنة، منذ أن كانت فى الـ12 من عمرها، حيث توفى والداها، تاركا الأم وأربعة أبناء، فاضطرت إلى ترك دراستها وكانت بالمرحلة الابتدائية، وعملت عاملة بإحدى المصانع لتساعد والدتها في تربية أخواتها حتى استطاعوا جميعاً استكمال دراستهم واعتمدوا على أنفسهم. تزوجت وأنجبت ابنتان وهي في الـ30 من عمرها،، ولكنها عانت الأم للمرة الثانية من زوج عديم المسئولية، فعملت على شراء تاكسي له بالتقسيط ليعتمد على نفسه حتى يستطيع الإنفاق عليه وتوفير متطلباتهم. فشلت في محاولات إصلاح زوجها فهجرها، وكانت لا تعرف عنه شيئاً لمدة 10 سنوات. لم يكن لدى الأم مصاريف للمحامين حتى ترفع قضية وتحصل على الطلاق، فأسلمت أمرها لله وعكفت على تربية بناتها إلى أن قام الزوج بتطليقها عام 1999 عندما تزوج بأخرى، وكان عمر ابنتيها حينها 13 ، و10 سنوات، ولمواجهة أعباء الحياة اضطرت الأمإلى جانب عملها بالمصنع إلى العمل في مشغل تابع للأسر المنتجة لعمل "مفارش كورشية - مشغولات يدوية" إلى أن ضعف بصرها نتيجة الإجهاد. اضطرت الأم إلى عمل معاش مبكر من المصنع وكانت تتقاضى وقتها 280 ج ومكافأة نهاية الخدمة 20000 ألف جنيه، أنفقت منها على تربية وتعليم البنات.