عام يمر على تدشين التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، استطاع فيه التحالف تقديم كل المضامين الخاصة بمفاهيم مثل التكافل الاجتماعى وجبر الخواطر، وهى مفاهيم كانت تسير بين الناس طوال عدة عقود دون تطبيق عملى وواقعى لها، حتى جاءت الفكرة للقائمين على شؤون التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بضرورة تجميع وتشبيك جهود المؤسسات والكيانات العاملة فى تلك القطاعات بالمجتمع المدنى، بهدف حشد الجهد وتوفير الأموال والوقت، بما يعود على المواطن بالإيجاب فى كل المبادرات الناشئة عن التحالف، وذلك التشبيك والتنسيق لم يكن له أن يتحقق إلا بعزم حقيقى ورغبة أساسية فى الاستفادة القصوى من المجتمع المدنى والقطاع الخاص، وإشراكهم فى مسارات معلنة ومحددة، حتى يستفيد المواطنون بشكل أساسى، و تعود الفائدة على الدولة ككل.
فى 13 مارس 2022 تم الإعلان عن الانطلاق الرسمى للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وذلك فور إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2022 عام المجتمع المدنى، حيث يأتى كأول استجابة من المجتمع المدنى بإجراء حوار مجتمعى موسع، لتنسيق الجهود بين كل أطراف العمل الأهلى والتنموى تحت مظلة واحدة ، لتبدأ مسيرة العطاء والتنمية المجتمعية بالتكامل مع جهود الحكومة والقطاع الخاص، وهى معادلة كانت مستحيلة التنفيذ لولا الدفع من الدولة فى ذلك الاتجاه، بحيث يمكننا من خلال عملية التنسيق وتبادل الرؤى والمعلومات، الخروج بعدة مسارات ومقاربات تحقق للمواطن البسيط وبشكل مباشر كل ما يتمناه من المجتمع المدنى والحكومة، وبما يتوافق مع الإمكانيات المتاحة فى أقصى استخدام ممكن للطاقات والجهود الموجودة.
عام فى التحالف بـ200 عام للعمل الأهلى فى مصر.. وحتى يمكننا الوقوف على طبيعة ما حققه التحالف الوطنى للعمل الأهلى فى مصر على مدار عام، باعتبار أن عاما واحدا فى تاريخ التحالف الوطنى يوازى 200 عام فى تاريخ العمل الأهلى منذ إشهار أول جمعية أهلية، ومنذ ذلك الوقت كان وما زال التكافل الاجتماعى هو أحد أهم سمات الشخصية المصرية، ورغم الشكل المؤسسى الذى اتخذه هذا العمل، ومع تزايد أعداد الجمعيات والمؤسسات التى تجاوز عددها أكثر من 52 ألف جمعية، بات عدم وجود آلية تنسيق واضحة تُعزز التواصل بين مؤسسات العمل الأهلى، وعدم توحيد الجهود بينها، سببا وراء إهدار الكثير من موارد هذه الجمعيات وعدم وصول الدعم والمساعدات إلى مستحقيها، مع عدم وجود قاعدة بيانات موحدة تجمع بيانات الأسر المستفيدة، بالإضافة إلى عدم وجود مظلة واحدة تجمع كبرى مؤسسات العمل الأهلى وبعضها البعض تمكنهم من رسم سياسات تنموية تتسق مع خطة الدولة للتنمية الشاملة، لذلك كان لا بد من توحيد كل الجهود تحت مظلة واحدة وإطلاق التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى فى نموذج فريد من نوعه للتكامل والتكاتف وتجربة غير مسبوقة فى العمل المجتمعى فى مصر.
تنسيق وخدمات متكاملة.. يضم التحالف الوطنى حاليا عدة كيانات رئيسية منها الاتحاد العام للجمعيات، والذى يمثل كيانا قانونيا منتخبا ومؤسسا بشكل ديمقراطى من كل الاتحادات الإقليمية والنوعية على مستوى الجمهورية، كما سعى التحالف لضم أعضاء جدد فى كل المجالات والتخصصات وتوسيع دائرة المشاركة فى هذة التجربة الوطنية لتوحيد الجهود لتعظيم أثر العمل المجتمعى، ولذلك فإن الهدف الرئيسى من عملية تجميع الجهود، هو الخروج بمقاربات مجتمعية تفيد الجميع سواء كان ذلك على مستوى المصلحة القومية، أو مصلحة الفرد الذى يحتاج مثل تلك المجهودات، ونجح التحالف الوطنى فى ضم 32 كيانا تنمويا وخدميا من رواد العمل المجتمعى فى مصر، تحت مظلة واحدة بإجمالى عدد متطوعين 250 ألف متطوع، ليقدم خدماته لأكثر من 30 مليون مستفيد خلال عام واحد، ما يُعد محطة فارقة فى العمل الأهلى فى مصر.
إنجازات وأرقام.. استطاع التحالف الوطنى على مدار تحقيق عدة إنجازات لا يمكن حصرها بسهولة، فالمجتمع المدنى والتعامل فيه يشمل جانبا معنويا فى غاية الأهمية، وهو الأثر المتروك فى الفئات المستهدفة، لذلك يمتلك التحالف الوطنى رؤية وفلسفة تستهدف خلق مبادرات نوعية ومتطورة، مثل مبادرة كتف فى كتف ومبادرة قطار الخير وغيرها من المبادرات القومية الضخمة والتى تخدم ملايين المواطنين.
قاعدة بيانات موحدة.. ساهم التحالف الوطنى فى صناعة قاعدة بيانات موحدة بالتشارك مع الجهات الحكومية تحتوى على بيانات 37 مليون مواطن من الأكثر استحقاقا، وتلك القاعدة أحد أهم مكتسبات التحالف الوطنى، لأنها تعد الأداة الرئيسية لتوجيه التحركات والمسارات، بمعنى أننا من خلالها يمكننا توجيه طاقات بعينها نحو مسار بعينه، بالإضافة لتوزيع البرامج الاجتماعية طبقا للاحتياجات الحقيقية للمواطنين، وبذلك يمكننا الاستفادة من كل نقطة عرق وكل جنيه يخرج من التحالف، ودعنا نضرب مثلا بالقوافل الطبية، حيث كانت قبل 2010 تنزل فى قرية على سبيل المثال، فنكتشف أن التخصصات الموجودة فى القافلة لا تناسب التشريح الصحى للقرية، بل إن العدد الموجود من الأطباء يزيد أو يقل عن احتياج القرية، وبالتالى توافر قاعدة بيانات واضحة يساهم فى توزيع تلك الجهود فى اطار معلوماتى واضح.
برامج تشاركية.. من ضمن المكاسب المهمة الأخرى، ولأول مرة فى تاريخ العمل الأهلى فى مصر، يتم رسم سياسات عمل الجمعيات الكبرى بشكل تشاركى تكاملى، والدخول فى مشروعات مشتركة مع التخطيط بشكل مسبق لضمان تحقيق التكامل وليس المنافسة والتكرار، وهذه النقطة تحديدا يجب الاستفاضة فيها بالحديث، فمن خلال رسم سياسات العمل للجمعيات الكبرى، يمكننا تصنيف تلك البرامج ونوعياتها وأماكن تطبيقها، ومع الوقت سيظهر وضوح فى المسؤوليات المجتمعية، بمعنى أن الجمعية الفلانية هى المختصة بالبرنامج الفلانى، وهكذا، وبالتالى فنحن نصنع حالة من التكامل فى البرامج يوفر أيضا الجهد والوقت والمال، وهى العناصر الرئيسية التى يستهدف التحالف الوطنى تحقيقها من عملية التنسيق المشتركة بين المؤسسات والجمعيات والجمعيات القاعدية التى تنطوى تحت لوائه.
غرف عمليات للمتابعة.. فى سبيل تقديم خدمات متنوعة لعدد كبير من المواطنين تجاوز رقمهم 30 مليون مواطن مصرى، استلزم ذلك إنشاء غرفة عمليات لتلقى الطلبات العاجلة والشكاوى، وللتحرك السريع فى أوقات الأزمة، وتضم مجموعة متنوعة من الشباب، الذى يتميز بالحيوية والحماس، والرغبة فى تقديم أفضل ما لديه، لذلك فغرفة عمليات التحالف استطاعت بسواعد الشباب الموجودين فيها، وبفكر القيادات والتوجيهات الحاسمة، فى تحقيق ذلك المردود العظيم الذى نتابعه فى كل شبر على أرض مصر.
مفهوم التطوع.. يمكننا التأكيد على أن مفهوم التطوع فى مصر انتقل من الورق والدفاتر قبل 2013 إلى التنفيذ الحقيقى بعد 30 يونيو، وبأرقام غير مسبوقة، حيث زاد عدد المبادرات والمتطلبات، لذلك كانت هناك ضرورة ملحة فى وجود مئات الآلاف من المتطوعين لتحقيق المبادرات الكثيرة والمتطورة، وحيث نجح التحالف الوطنى فى دمج عدد 250 ألف شاب من المتطوعين فى أنشطة التحالف الوطنى، وهذا يعد أحد أهم مكتسبات التحالف، لتشجيع أكبر عدد من الشباب على الانضمام للنشاط التطوعى، ولأول مرة فى تاريخ العمل الأهلى فى مصر يتم عمل قاعدة بيانات موحدة للتطوع فى مختلف الجمعيات، بحيث يتم من خلالها تبادل المتطوعين عند الحاجة، وتوفير برامج تدريبية لبناء قدراتهم.
فرص عمل.. نجح التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى توفير 39.500 فرصة عمل من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبالأخص مشروعات رؤوس الماشية، ومسار التشغيل من المسارات التى عمل عليها التحالف الوطنى بهدف تمكين الأسر الأكثر احتياجًا اقتصاديًا، وذلك للحيلولة دون زيادة أعداد البطالة، بالاضافة لاختيار نوعيات عمل مناسبة للبيئة المحلية المستفيدة، فعلى سبيل المثال يستفيد الفلاحون من مبادرات مثل رؤوس الماشية، وتختلف وسيلة التمكين بين محافظة وأخرى.
شفافية ومتابعة.. نقطة رئيسية أخرى يجب الانتباه إليها، وهى أن كل ميزانيات أعضاء التحالف الوطنى للعمل الأهلى تخضع للمتابعة والرصد من كل الجهات الرقابية المنوط بها تلك المسؤولية، وهو مبدأ يتماشى مع تحركات الدولة عموما فى كل المشروعات والمسارات، حيث تتوافر عناصر الشفافية والمراقبة والمتابعة لكل ما يدور داخل التحالف الوطنى للحفاظ على كل جنيه مصروف.
12 مليار جنيه لخدمة 30 مليون مواطن.. حينما تحققت المعادلة الناتجة عن قواعد بيانات واضحة ومنسقة ولا يوجد بها تكرار، بالاضافة لوضع سياسات تشاركية بين الجمعيات والمؤسسات، وكذلك الرقابة الصارمة؛ ساعد ذلك على توفير أموال حقيقية، لها أوجه صرف واقعية، واستطاع التحالف الوطنى بكياناته الرئيسية فى إنفاق 12 مليار جنيه خلال 10 أشهر لمساعدة 30 مليون مواطن، ويسهم التحالف الوطنى عبر آلياته المختلفة فى ضخ عدة وسائل للمساعدة سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو الأسرة، حيث يبلغ متوسط تكلفة الخدمة المقدمة للفرد 400 جنيه وللأسرة 2000 جنيه وهذا يوضح مدى حوكمة إنفاق أموال جمعيات التحالف، ويتماشى مع المعيار الرئيسى الذى يؤكد الشفافية والرقابة الصارمة لكل أوجه الصرف داخل التحالف، ومن كل الجهات المعنية بتلك المسؤولية.
مساعدات غذائية.. استطاع التحالف الوطنى فى دعم 25 مليون مواطن بمساعدات غذائية، بالاضافة لاستقبال عدد 5 ملايين مواطن فى مستشفيات ومراكز طبية مملوكة لأعضاء التحالف الوطنى، وتلك الأرقام تشير إلى مدى العمل على كل المسارات التى اتخذها التحالف الوطنى فى سبيل تحقيق أقصى فائدة ممكن للفئات المستهدفة، وكذلك فتح أبواب المستشفيات والمراكز الطبية المملوكة لأعضاء التحالف أمام الجمهور المستفيد بأقصى طاقة ممكنة.
تشجيع صغار الفلاحين.. أطلق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، عدة مبادرات منها مبادرة ازرع لدعم ملف الزراعة وتحسين أحوال صغار الفلاحين ودعمهم وتشجيعهم على زراعة المحاصيل الاسترتيجية، والاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية من الأولويات الرئيسية فى الدولة المصرية، وذلك للمساهمة فى تقليل فاتورة الاستيراد، وتوفير العملة الصعبة، ومساعدة الفلاحين على وضع استراتيجية محكمة تتماشى مع فلسفة الدولة العامة التى ترى مصر بكاملها، وتعلم ما تحتاج إليه ويحتاجه المواطنون.
قوافل متنوعة.. من المبادرات ذات الأهمية الكبرى داخل التحالف الوطنى، هى قوافل ستر وعافية والتى أصبحت أكبر حدث اجتماعى جماهيرى حاشد يتم تنفيذه فى القرى المصرية، وتضم قوافل «ستر وعافية»، حملات متعددة لتوزيع مواد غذائية وبطاطين ضمن حملة «دفء الشتاء»، وإقامة معرض ملابس بأسعار مخفضة وفك كرب عدد من الغارمات، وتهتم «ستر وعافية» بالتمكين الاقتصادى وتمويل المشروعات متناهية الصغر، ومساعدة وتنمية صغار الفلاحين.
حملات إعلامية وبرامج متخصصة.. قدم الإعلام المصرى دعم كامل للتحالف الوطنى وأنشطته، كما يفعل مع مبادرات الدولة طوال الوقت، وأطلق التحالف برنامجا تليفزيونيا على شبكة تليفزيون الحياة ليكون حلقة الوصل بين التحالف والمواطنين لتلقى الحالات والاستجابة لها، بالإضافة إلى استقبال الحالات من الصفحات الرسمية للتحالف على مواقع التواصل الاجتماعى، والرد عليها وتلبيتها من قبل أعضاء التحالف.