الأمهات المثاليات فى الجيزة رحلة عطاء بالشقاء والعمل.. "السيدة" عملت حارسة عقار لأكثر من 20 عاما بعد وفاة زوجها لتعلم 3 أبناء.. و"آمال" تعمل معلمة صباحا وعاملة بمصنع مساء لترعى بناتها وزوجها المريض

قصص كفاح مشرفة لأمهات محافظة الجيزة المثاليات، تحدين الصعاب وضربن أروع الأمثلة في التضحية والعطاء، مستحقين لقب الأم المثالية تتويجا لعطائهن وكفاحهن في سبيل تربية وتعليم أبنائهن والوصول بهم لبر الأمان، ومنهن "السيدة سليمان مصطفى لبن" الحاصلة على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة الجيزة لعام 2023، الأم العظيمة التي تحملت المسؤولية وامتهنت مهن شاقة لتتمكن من الإنفاق على أبنائها وتوفير حياة كريمة لهم بعد وفاة زوجها، و"آمال عبد العال عوض" معلمة الأجيال التي جمعت بين عملها كمدرس حاسب آلي وكفاحها في مصانع الملابس لتتمكن من رعاية زوجها المريض وتعليم بناتها وتوفير حياة كريمة لهم، حاصلة على لقب الأم المثالية الأولى على مستوى إدارة جنوب الجيزة التعليمية. "السيدة سليمان".. عملت حارسة عقار بعد وفاة زوجها لتعلم أبنائها لم تستسلم لظروف الحياة بعد وفاة زوجها بل واجهتها بكل قوة وشجاعة وبددت آلامها وأحزانها بالأمل والعمل، كسرت جميع العوائق متسلحة بالكفاح والشقاء دون كلل أو ملل، وبمنتهى الصمود والحب ربت أبنائها وعلمتهم من عرق جبينها وإرادة من حديد، حتى حصلوا على مؤهلات عليا، ضاربة مثالاً حيًا للتفاني والإخلاص والمثابرة، حتى استحقت بجدارة لقب الأم المثالية، إنها "السيدة سليمان مصطفى لبن" الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة الجيزة، والتي كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الإثنين، خلال احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2023، تقديرا لعطاءها ورحلة كفاحها. سنوات من الصبر على الآلام عاشتها "السيدة" صاحبة الـ51 عاما وحدها بعد وفاة زوجها تاركاً لها ثلاثة أبناء في مراحل التعليم الأولى، اعتادت على أن تناضل كالفرسان بقوة وشموخ وتكافح في مهن شاقة لتوفر لأبنائها الحياة الكريمة: "واجهت تحديات كثيرة وعملت في مهن شاقة ولكنني لم أنحني يوما أمامها في سبيل تربية أبنائي وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم، فبعد وفاة زوجي في عام 2003، أفنيت عمري في خدمة أبنائي وحدي.. عملت حارسة للعقار الذي أقطن فيه وأبنائي بحي العجوزة لما يقرب من 22 عاما، كنت أقوم حينها بتنظيف الشقق السكنية والسيارات، وحمل البلاط و"الكسر"، حتى أصبت بانزلاق غضروفي وهشاشة عظام منذ ثلاثة سنوات فمنعني ذلك من مواصلة عملي. وتابعت "السيدة" حديثها لـ "انفراد": "عانيت كثيرا من المرض ولكنني كنت أواجهه بمنتهى الإرادة والعزيمة والصمود لأتمكن من مواصلة رسالتي في الحياة وتعليم أبنائي حتى يحصلون على مؤهلات عليا، ففي عام 2019 أجريت عملية استئصال غضروفين وعملية لتوسيع الفقرات الشوكية وتثبيت الفقرات القطنية، حتى أكرمني الله وتخرج أبنائي وحصلوا على مؤهلات جامعية، فتخرج ابنى الأكبر "حسن" وحصل على ليسانس الآداب ويعمل حاليا، وتخرجت ابنتي "أسماء" وحصلت على ليسانس آداب إنجليزي وأعانني الله على تجهيزها وتزويجها، وأكرمني بتخرج ابنتي الثالثة "شيماء" وحصولها على ليسانس الحقوق". "تكريم الرئيس السيسي ليا حاجة فوق الخيال".. بهذه الكلمات عبرت "السيدة" عن سعادتها بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته وتكريمهما لها خلال احتفالية الأم المثالية، "بكيت من شدة سعادتي بحصولي على لقب الأم المثالية، فلم تكن المرة الأولى التي أتقدم فيها لمسابقة الأم المثالية، قدمت بالمسابقة منذ 3 سنوات ولكن أكرمني الله باللقب هذه المرة.. فوزي بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة الجيزة تكريم عظيم بعد سنوات من التعب والشقاء.. سعادتي لا توصف، وفخورة بأبنائي ونجاحهم". "آمال عبد العال".. معلمة صباحا وعاملة في مصنع مساء لترعى زوجها المريض "آمال عبد العال عوض".. الأم المكافحة الصابرة التي كبرت قبل أوانها، تحكي معالمها تاريخ من الشقاء والتضحية، تناضل منذ سنوات طويلة بمنتهى القوة والصمود لرعاية زوجها المريض وتوفير حياة كريمة لبناتها ومازلت تلمس جمالها بابتسامة رضا لا تفارقها، ملبية نداء الأمومة بعزم وأمل في غد أفضل رافضة اليأس والاستسلام، ظلت السند والروح لأسرتها متحملة أعباء الحياة ومصاعبها، وأصبحت رمزا للعطاء وعنوانا للتفاني. رحلة كفاح لم تتوقف، وعناء منذ الصغر، تحملت خلالها "آمال" المسئولية وأشقائها وهى في المرحلة الإعدادية وعملت في مصانع الملابس لتساند أسرتها على أعباء الحياة بعد مرض والدها، وما بين عملها كمعلمة حاسب آلي صباحا وعاملة في أحد مصانع الملابس مساءً تحملت مسئولية بناتها ورعاية زوجها بعد مرضه وهى أم، لتتوج بلقب الأم المثالية الأولى على مستوى إدارة جنوب الجيزة التعليمية تكريما لرحلة كفاحها وعطاءها. تقول "آمال" لـ"انفراد": "كافحت وعملت منذ طفولتي وتحملت المسؤولية مع أشقائي بعد مرض والدي لأساند أسرتي وأوفر لهم احتياجاتهم المعيشية، فبجانب دراستي كنت أتدرب وأعمل يوميا في مصانع لتصنيع الملابس، لأتمكن من توفير متطلباتنا اليومية، فكنا أسرة مكونة من 8 أفراد، ووالدي كان يعمل في مجال النجارة، وأصر على تعليمي مهنة الحياكة واحترافها منذ نعومة أظافري، وفي المرحلة الإعدادية مرض والدي وأصيب بشلل نصفي فقررت وأشقائي النزول للعمل لمساندته خاصة وأن ثلاثة من أشقائي كانوا لا يزالون في عمر الزهور. وتتابع: "بالرغم من تفوقي العلمي والدراسي وحصولي على مجموع عال في المرحلة الإعدادية يؤهلني للالتحاق بقسم الإلكترونيات والحاسبات بمعهد فني صناعي إلا أنني وددت حينها في عدم مواصلة رحلة التعليم والتفرغ للعمل ومساندة والدي المريض، ولكن والدي رفض رغبتي ومنعني من إهمال دراستي التي كنت متفوقة فيها وشجعني على مواصلة تعليمي وترك العمل في سبيل تحقيق حلمه في أن أصبح معلمة، ولكنني قررت حينها أن استكمل تعليمي حتى لا أخذله وأحزنه وفي نفس الوقت أواصل العمل بالمصانع لأتمكن من مساندته وأسرتي. وتضيف: "تحديت نفسي بكل إصرار وعزيمة لأتمكن من التوفيق بين دراستي في المعهد في حي الزاوية الحمراء وعملي في مصنع الملابس، كنت أذهب يوميا للمعهد وفي الواحدة ظهرا أذهب للمصنع في مدينة نصر، وفي فترة الامتحانات كنت أحمل كتبي ودفاتري معي للمصنع، أعمل ساعتين وأكمل مذاكرتي حتى أكرمني الله بالتفوق والنجاح بتقدير عال وتوجت ضمن العشرة الأوائل على مستوى المعهد في التخصص، وعُينت في مدرسة الأجهزة الكهربائية الفنية، واستمريت لسنوات أذهب للمدرسة في الفترة الصباحية وأكمل يومي في المصنع. "لم أكل أو أمل يوما، لم يزدني الشقاء إلى عزيمة وإصرار على المواصلة والعمل، فالحياة ما هي إلا رحلة كفاح يومية تحتاج لمن يسعى ويحاول ويشق الصخر ليتخطى كل ما فيها من أعباء وآلام".. بهذه الكلمات تابعت "آمال" حديثها، مشيرة إلى أنها ظلت تعمل وتكافح من أجل أسرتها حتى تزوجت وبنت لنفسها حياة جديدة مع زوجها، كان يعمل حينها في إحدى شركات السيارات. وتابعت: "اجتهدنا سويا لتوفير حياة كريمة لبناتنا، كان زوجي يذهب لعمله يوميا، وكنت أنا أذهب للمدرسة لأقوم بواجبي تجاه طلابي وأبنائي، وفي نفس الوقت أُعد أطباق من الوجبات السريعة وأبيعها لتساند في المعيشة، كنا سندا وعونا لبعضنا البعض، نكافح سويا لنوفر معا رزق بناتنا، إلى أن مرض زوجي وأصيب بجلطات في قدمه بعد مرور خمس سنوات من الزواج مما اضطره لترك عمله، فاشتريت ماكينة خياطة بالتقسط وقررت العمل من خلالها لزيادة الدخل بعد أن ترك زوجي العمل، استمرينا على حالنا لعدة سنوات، كان زوجي خلالها يُحضر لي الأقمشة من المصانع وأقوم أنا بتقفيل وتصنيع و"تشطيب" الملابس، ونجحنا في تعليم ابنتى الكبرى حتى نجحت في الحصول على بكالوريوس تجارة وتزوجت. واستطردت "آمال" حديثها قائلة: "تدهورت حالة زوجي الصحية بعد زواج ابنتي وأصيب بورم حميد في القولون، أجرى على أثرها عملية جراحية لاستئصاله إلا أن بسبب إهمال طبي ساءت صحته وتدهورت مع مرور الأيام، وأصيب بانفجار في القولون وأصبح الآن طريح الفراش، 8 سنوات مرت وحتى الآن أعكف وابنتي الصغرى على رعايته، أذهب للمدرسة صباحا وبعدها أعاود للمنزل للاطمئنان على زوجي ومن ثم أذهب للمصنع من الساعة 1 ظهرا وحتى الساعة 9 ليلا، وخلالها تمكث ابنتي الصغرى مع والدها لرعايته، والتي نجحت بعزمها وإرادتها في التفوق والالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. "هكمل مسيرتي ورسالتي وهكافح لآخر نفس عشان زوجي وبنتي، أملي في الحياة أن يسترد زوجي صحته وعافيته، وتتفوق ابنتي في دراستها بعد سنوات من الاجتهاد والعمل".. بهذه الكلمات تابعت "آمال" حديثها، مؤكدة أنها اعتادت على الشقاء والعمل منذ طفولتها، تشبثت بكل فرصة تمنحها وأسرتها الحياة الكريمة، وتعين زوجها على مرضه الصعب، الذي تحلم بشفاءه بعدما قضى سنوات طويلة من عمره يصارعه بكل قوة وإرادة من أجلها وبناتها، مؤكدة: "فخورة بزوجي وبناتي وسنظل يدا واحدا حتى يهزم زوجي مرضه". جدير بالذكر أن أشرف سلومة مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، كرم الأمهات المثاليات على مستوى الإدارات التعليمية؛ تقديرا لكفاحهن وعطائهن لأجل رفعة أبنائهن وأداء رسالتهن، وذلك بحضور سمية الخطيب وكيل المديرية، وبدوى علام رئيس مجلس الآباء والأمناء، والدكتورة ماجدة مصطفى موجه عام التربية الاجتماعية. وجاءت الأمهات المثاليات على مستوى الإدارات التعليمية بمحافظة الجيزة على النحو التالي: آمال عبد العال الأم المثالية الأولى على مستوى إدارة جنوب الجيزة التعليمية، ووفاء عبد الستار الأولى على مستوى إدارة بولاق الدكرور التعليمية، ونجلاء محمود عيسى الأولى على مستوى إدارة العجوزة التعليمية، وعزة سيد محمد الأولى على مستوى إدارة الهرم التعليمية، وأمينة حسانين الأولى على مستوى إدارة الوراق التعليمية، وإيمان مصطفىالأولى على مستوى إدارة الدقى التعليمية، وزينب حمدى الأولى على مستوى إدارة 6 أكتوبر التعليمية، وهنا إمام الأولى على مستوى إدارة النمرس التعليمية، وإحسان محمد الأولى على مستوى إدارة البدرشين التعليمية، ومها محمود الأولى على مستوى إدارة شمال الجيزة التعليمية، ونادية يوسف الأولى على مستوى إدارة الواحات التعليمية، وسيدة عبد الحميد الأولى على مستوى إدارة العياط التعليمية، ومنال أحمد الجمال الأولى على مستوى إدارة العمرانية التعليمية، وناهد محمد جابر الأولى على مستوى إدارة الشيخ زايد التعليمية، ومحاسن عبد العزيزالأولى على مستوى إدارة منشأة القناطر التعليمية، ومرفت عطية الأولى على مستوى إدارة كرداسة التعليمية، وأمال ثابت محمد الأولى على مستوى إدارة الصف التعليمية، وكوثر عبد العظيمالأولى على مستوى إدارة الحوامدية التعليمية، وأمال محمد الأولى على مستوى إدارة أطفيح التعليمية، ونجوى يوسف الأولى على مستوى إدارة أوسيم التعليمية. وأكد مدير المديرية في كلمة له، أن كل الأمهات المصريات عظيمات بما يقدمن من تضحيات في حياتهن، قائلا: "إن كان هناك من يستحق التكريم فهى الأم التى ضحت من أجل أبنائها وساهمت بكل معانى الحب والعطف والعطاء لبناء القيم والأخلاق الحميدة فكل التقدير إلى من حملت الأمانة وأدتها على أكمل وجه بتشريف".












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;