فى خطوة كانت متوقعة، رفع بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى (البنك المركزى فى الولايات المتحدة) سعر الفائدة 25 نقطة أساس، حيث قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكي، إن الاقتصاد الأمريكى تباطأ بشكل كبير العام الماضي، موضحا أن سوق الوظائف فى الولايات المتحدة الأمريكية لا يزال قويا.
وارتفعت أسعار الفائدة فى أكبر اقتصاد فى العالم من ما يقرب من الصفر فى بداية العام الماضى إلى نطاق من 4.75 إلى 5 % بعد الإعلان الأخير، وهو أعلى معدل منذ عام 2007. لكن الاضطرابات الأخيرة فى القطاع المصرفى أثارت مخاوف بشأن شروط الإقراض أكثر صرامة، حيث من المتوقع أن تسحب المؤسسات المالية بشكل متزايد خطوط الائتمان لحماية ميزانياتها العمومية.
وتعد هذه الزيادة التاسعة على التوالى التى يقرها الاحتياطى الفدرالى منذ العام الماضي، فى محاولة لكبح التضخم الذى وصل فى 2022 إلى أعلى مستوياته فى نحو 4 عقود، قبل أن ينخفض بشكل تدريجى ويصل إلى 6% فى فبراير الماضى على أساس سنوي.
وأوضح البنك أنه قد يتخذ مزيدا من القرارات بتشديد السياسة النقدية، مؤكدا أن التضخم لا يزال مرتفعا، فى إشارة إلى أنه لم ينته بعد من زيادة أسعار الفائدة رغم خطر تفاقم أزمة البنوك التى تعصف بالأسواق العالمية.
لكنه لفت إلى أنه على وشك التوقف مؤقتا عن رفع أسعار الفائدة، فى ظل الاضطرابات الأخيرة فى الأسواق المالية التى حفزها انهيار بنكين أمريكيين.
وبعد قرار الاحتياطى الفيدرالى، اتجهت بنوك عديدة لإعلان زيادة أسعار افائدة بمقدار 25 نقطة أساس، حيث ترتبط عملات تلك الدول بالدولار.
فرفع بنك إنجلترا الفائدة 25 نقطة أساس، إلى 4.25%، فى أعقاب بيانات التضخم المرتفعة بشكل مفاجىء أمس الأربعاء. وأكد البنك، فى بيان الخميس، اعتزامه المضى قدما فى سياسات التشديد النقدى لحين وصول التضخم إلى مستوى 2%.
كما قال مصرف قطر المركزى إنه رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس بدءا من الخميس، ليصل سعر فائدة الإيداع وسعر فائدة الإقراض وسعر فائدة إعادة الشراء (الريبو) إلى 5.25% و5.75% و5.5% على التوالي.
وقال البنك المركزى السعودي، إنه رفع سعر إعادة الشراء وسعر إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.5% و5% على التوالي.
وقرر البنك المركزى البحرينى زيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل سعر الفائدة على الإيداع لأسبوع إلى 5.75% من 5.5%، فى حين ارتفع سعر الفائدة على الإيداع لليلة واحدة إلى 5.5% من 5.25%.
من ناحية أخرى، راهن مستثمرون على أن هذا الرفع لمعدل الفائدة من قبل الاحتياطى الفيدراليى سيكون الأخير فى إطار مساعيه للحد من التضخم، وبعد انهيار اثنين من البنوك الإقليمية الكبرى فى الولايات المتحدة، وخطة إنقاذ كريدى سويس التى ساعدت من مهمة البنك المركزى لتشديد لظروف المالى والتى ألقت بظلالها على المقترضين.
وقبل أسبوعين، عكست أسواق العقود الآجلة الوقعات بأن البنك المركزى الأمريكى سيرفع معدل الفائدة الرئيسى ليصل إلى 5.7% بحلول لصيف.
إلا أن انهيار بنكى سيلكون فالى وسيجنتشر، وأزمة بنك كريدى سويس وبنك يو بى إس قد اضطرتت إلى رفع الفائدة بمعدل ضئيل.