يمثل اليوم، الخميس، الرئيس التنفيذى لشركة تيك توك أمام الكونجرس الأمريكى، فى ظل مساعى حثيثة من الولايات المتحدة وحلفائها فى الغرب لحظر التطبيق الذى تملكه شركة بايت دانس الصينية.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن المسئول التنفيذى الرئيسى لتيك توك شو زى تشو قد تنقل بين الأعمال الصينية والغربية على مدار صعوده السريع. وقد ساعده هذا الأمر على تولى الوظيفة الأعلى فى أحد أكبر شركات التكنولوجيا فى العالم. وربما تساعده خلفيته الآن فى التعامل مع الكونجرس الأمريكى المتشكك. فالعديد من الأعضاء قد هددوا بحظر تيك توك، وقالوا إن ملكيته الصينية تمثل تهديدا للأمن القومى الأمريكى.
ويظهر تشو، البالغ من العمر 40 عاما والذى كان احتياطيا بجيش سنغافورة وعمل مصرفيا فى جولدمان ساكس، أمام لجنة بمجلس النواب الأمريكى للدفاع عن شركته أمام تهديدات الحظر، وطمأنة الأمريكيين بأن بيانتهم آمنة، وأن بكين لن تستطيع التأثير على ما يراه المشاهدون عبر تيك توك.
وسلطت الصحيفة الضوء على تشو، وقالت إنه وُلد ونشأ فى سنغافورة، ثم تلقى تعليمه فى لندن وفى كلية هارفارد الامريكية للأعمال، وأمضى الكثير من حيات المهنية الأولية فى تنفيذ صفقات لشركة لرأس المال الاستثمارى فى آسيا، ثم سرعان ما انتقل للعمل كمسئول مالى رئيسى ف شركة سى سويت العملاقة للهواتف المحمولة فى الصين، وهو فى عمر 32 عاما.
ويدير تشو تيك توك من مكاتب فى سنغافورة، إلا أنه يسافر إلى الولايات المتحدة، حيث التقى فى هارفارد بزوجته الأمريكية من أصل تايوانى.
وسيواجه تشو اليوم مطالب من الكونجرس للدفاع عن الشركة أمام بعض من أقوى منتقديها فى لجنة الطاقة والتجارة بالنواب الأمريكيى. وقال مساعدون للجمهوريين، الذين يتولون قيادة اللجنة، إنه لا يوجد شىء يمكن أن يقوله تشو لتغيير رأيهم فى ظل تهديدهم بفرض حظر للتطبيق على الصعيد الوطنى.
وقال تشو فى مقابلة مع وول ستريت جورنال، قال تشو إن يرى الجلسة المرتقبة فرصة لشرح ما تحاول تيك توك فعل، وللاستماع إلى نواب الكونجرس، وليس محاولة لإنقاذ أعمال تيك توك فى أمريكا.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن توك توك بدأت تعتمد على قواعد اللعبة التى تتبناها نظيراتها من شركات التكنولوجيا الأمريكية فى محاولة للتودد للكابيتول، وتحسين سمعتها فى واشنطن فى ظل مساعى لحظر التطبيق.
وقد تطورت إستراتيجية الشركة فى هذا الشأن بشكل كبير فى الأشهر الأخيرة، فأنفقت مبالغ هائلة على جهود الضغط، وأطلقت حملة للترويج لمساهماتها فى الأعمال الأمريكية، ووظفت فريقا من المشغلين ذوى الخبرة فى واشنطن للمساعدة فى إيصال رسلتها إلى المشرعين. بينما تقوم الشركة بإجراء تعديلات فى السياسة تهدف إلى طمأنة المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات والتضليل المعلوماتى والأضرار التى تلحق بالأطفال.
غير أن الصحيفة ترى أن تيك توك، المملوكة لشركة بايت دانس الصينية، تواجه صعوبات هائلة فى الفوز بإقناع المشرعين فى واشنطن، المتشككين بشأن وعود الشركة بحماية بيانات الأمريكيين، بما فى ذلك استثمارها 1.5 مليار دولار فيما يسمى بمشروع تكساس لحماية أمن البيانات، والذى تم تطويره فى ظل مفاوضات مع مسئولى إدارة بايدن.
ويقول مساعدو لجنة الطاقة والتجارة، التى تستجوب الرئيس التنفيذى لتيك توك شو زى تشو الخميس، إنهم لا يتوقعون أن أى شىء يقوله تشو سيقنع اللجنة بأن مشروع تكساس عالج بشكل كافى مخاوفهم المتعلقة بالأمن القومى.
من ناحية أخرى، حذر وكلاء صناعة التكنولوجيا الأمريكية المشرعين بأن تيك توك ستحاول جعل شهادتهم مملة بقدر الإمكان، وملأها بلغة فنية، بحسب ما قال جاكوب هيلبيرج، الذى عمل سابقا مستشار سيسات فى جوجل.
وقبل ساعات من جلسة تشو أمام النواب الأمريكى، اجتمع بعض الشخصيات الأكثر تأثيرا فى صناعة التكنولوجيا، بينهم عضو مجلس إدارة فيس بوك السابق بيتر ثيل، مع المشرعين فى مكتبة الكونجرس، لتحذيرهم من سباق تسلح تكنولوجى مع الصين، ومناقشة المخاطر المزعومة على الأمن القومى.