حذرت صحيفة واشنطن بوست من القوة المدمرة للذكاء الاصطناعى، والتى تمثلت فى ظهور صور مزيفة لاعتقال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب على يد قوات الشرطة، فى ظل تكهنات باحتمال توجيه اتهامات له فى نيويورك.
وقالت الصحيفة إن إليوت هيجينز، مؤسس منصة التحقيقات بيلينجكات، كان يقرأ عن الاتهام المتوقع لترامب، عندما قرر تحويل الأمر إلى صورة مرئية. وتحول إلى أحد فنانى الذكاء الاصطناعى، وقدم له بعض التصورات ممثلة فى سقوط دونالد ترامب أثناء اعتقاله، وشارك النتائج على تويتر، التى تمثلت فى صور الرئيس السابق محاط بضباط شارتهم غامضة وغير واضحة. وكتب يقول إن صنع صور لترامب يتم اعتقاله فى انتظار اعتقاله. وقال هيجينز فى مقابلة إن كان يمزح فى هذا الأمر، وتصور أن ربما خمسة أشخاص فقط سيقوم بإعادة نشر التغريدة.
لكن بعد يومين فقط، تمت مشاهدة منشوراته التى تصور حدثا لم يحدث بعد ما يقرب من 5 مليون مرة، مما قدم دراسة حالة للتعقيد المتزايد للصورة التى تنتج بالذكاء الاصطناعى، وسهولة نشرها وقدرتها على إحداث ارتباك فى البيئات الخبرية المتقلبة.
كما أن هذا التطور، بحسب ما تقول الصحيفة، يوضح غياب معايير للشركات أو لوائح حكومية تتعامل مع استخدام الذكاء الاصطناعى فى خلق ونشر الأكاذيب.
وقال السيناتور مارك وارنر، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ إن صناع القرار كانوا يحذرون منذ سنوات بشأن سوء الاستخدام المحتمل للإعلان فى نشر المعلومات المضللة، وبث الفتنة بشكل عام. وبينما استغرق الأمر بضع سنوات حتى تتطور قدرات الذكاء الاصطناعى، إلا أننا فى مرحلة الآن تتوفر فيها هذه الأدوات على نطاق واسع وأصبحت لديها قدرات بشكل لا يصدق.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة أسوشيتدبرس إن خبراء المعلومات المضللة تحذيرهم من أن موجات من الصور ومقاطع الفيديو المزيفة تتدفق إلى السوشيال ميديا بعد الأحداث الإخبارية الكبرى والمزيد من الحقائق المشوشة والخيال فى الأوقات الحرجة للمجتمع.
وقال جيفين ويست، الاستاذ فى جامعة واشنطن بسياتل، والذى يركز على انتشار المعلومات المضللة إنه سيضيف من الضوضاء خلال الأزمات، كما انه سيزيد من مستوى السخرية، فتبدأ فى فقدان الثقة فى النظام والمعلومات التى تحصل عليها.
وفى حين أن القدرة على التلاعب بالصور وإنشاء صورة مزيفة ليست بالأمر الجديد، إلا أن أدوات توليد الصور بالذكاء الاصطناعية أسهل فى استخدامها. حيث يمكنها أن تنشىء سريعا صورا حقيقية، مليئة بالخلفيات التفصيلية،ولى تطاق واسع
وكانت بعض الصور الحديثة مدفوعة بإصدار هذا الشهر لنسخة جديدة من نموذج تصنيع نص إلى صورة من Midjourney ، والذي يمكنه الآن ، من بين أشياء أخرى ، إنتاج صور مقنعة تحاكي نمط صور وكالات الأنباء.
وفى مثال آخر حديث على الصور المزيفة، شارك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى صورة اصطناعية يفترض أنها تصور بوتين راكعا ويقبل يد الزعيم الصينى شى جين بينج. وسرعان ما أصبحت الصورة، التى تم تداولها مع اسقبال بوتين لنظيره الصينى، مادة للسخرية على مواقع التواصل فى أمريكا.
ولم يتضح من الذى أنتج هذه الصورة أو الأداة التى استخدموا، لكن بعض الادلة كشفت عن التزوير. فقد كان رأسا وأحذية الزعيمين مشوهة قليلا، ولم يتطابق الجزء الداخلى للغرفة مع الغرفة التى عقد فيها الاجتماع الفعلى.