يقدم مسلسل جعفر العمدة الجلسات العرفية كحل اجتماعي توصل إليه الناس عبر الزمن ففى أحد المشاهد يقول واحد من المتحاكمين لجعفر العمدة "محمد رمضان" إنه لن يذهب إلى القسم لأن المشكلة سوف تحل فى المجلس العرفى الذى يقام لجعفر العمدة فى وسط السيدة زينب، بينما تشاهده النساء من النوافذ ليعرفوا ما جرى وما سيجرى فى المنطقة.
ويقدم الفنان محمد رمضان فى المسلسل الذى تنتجه الشركة المتحدة جنبا إلى جنب مع حكايته الشخصيات حكايات متتالية من قضايا الناس التى تعرض عليه فى المجلس العرفى الذى يقضى فيه بالأحكام وينفذ الناس ما قضى به، وقد قدم حلولا فى مشكلات اجتماعية مثل السيدة التى تزوجت عرفيا من رجل فأنكرها بعدما جعلها تعيش فى منزل تحرسه الكلاب فقال جعفر العمدة إن الكلاب لو عرفتها فهي عاشت معهم فتراجع الرجل وأعيد لها اعتبارها بعدما أتت أباها تحمل ابنا، ومن هنا حكم بتزويجها من الرجل الذي يتهرب منها بمؤخر خمسين ألف جنيه وتطليقها بعد إثبات الزواج.
وللجلسات العرفية تاريخ فى مصر، يعود إلى عصر الفتح العربى الإسلامى عندما هاجرت قبائل شبه الجزيرة العربية حيث كانت تعرف باسم "قعدة العرب" وترجع مصادر على الانترنت أصل الجلسات العرفية إلى واقعة التحكيم التى جرت بين الصحابة فى معركة صفين ومنه انتقلت إلى القبائل البدوية فى سيناء، والقبائل العربية التى تنتشر على طول شريط النيل بصعيد مصر.
يتألف مجلس القضاء العرفى من المحكمين ورئيس اللجنة وعدد من الأعيان ومشايخ القبائل والعمد ورجال الدين المشهود لهم جميعا بالخير وحب الإصلاح بين الناس وسبق لهم نشاط فى هكذا جلسات ويكون مرضى عنهم من قبل الطرفين، وتختص المجالس بكافة النزاعات من القتل والمشاجرات والمواريث والتعديات وكافة أنواع الخلافات، ككيانات موازية يتم اللجوء إليها بدلًا من المحاكم.