أرسلت المنظمة العالمية للحصان العربى "الواهو"، أمس الأول، خطاباً رسمياً لـ"الهيئة الزراعية" التابعة لوزارة الزراعة تطالب بالتحقيق الفورى والعاجل فى تزوير طبيبة بيطرية بمكتب تسجيل أنساب الخيول بالقاهرة - بمساعدة آخرين- لخطاب ادعت أنه صادر عن المنظمة يقضى بعودتها إلى عملها السابق كمديرة للمكتب بعد استبعادها منه لتورطها فى مخالفات مالية وإدارية.
وهددت المنظمة، بوقف المكتب 6 أشهر فى حال تباطؤ التحقيق فى الواقعة التى وصفتها بـ"الفجة" و"غير المسبوقة"، وتجميد إجراءات فك حظر تصدير الخيول المصرية إلى دول الاتحاد الأوروبى.
وناشد الخطاب الرسمى، الذى حصل "انفراد" على نسخة منه، الدكتور مسعد قطب رئيس الهيئة الزراعية، بفتح تحقيق فورى وعاجل، مشددة على ضرورة مراجعة عمليات التسجيل التى أشرفت عليها الطبيبة خلال فترة عملها بالمكتب.
وكشفت مصادر مسئولة بالهيئة، أن أحداث الواقعة تعود إلى فبراير الماضى، حينما كشف اللواء مهاب عبد الرؤوف، رئيس الهيئة الزراعية السابق، تورط الطبيبة البيطرية المسئولة عن مكتب التسجيل بمحطة الزهراء للخيول، فى مخالفات مالية وإدارية، قام على أثرها بنقلها للمكتب الفنى التابع له، وعقب تولى الدكتور مسعد قطب، رئيس الهيئة الحالى، عمله فى مارس قامت الطبيبة بمساعدة سكرتيرته الخاصة، فى تزوير خطاب موجه من المنظمة العالمية للحصان العربى "الواهو" ومقرها الاتحاد الأوروبى، يطالب بعودة الطبيبة لعملها الأصلى، مع عبارات الثناء والشكر عليها، وعلى الفور قام رئيس الهيئة بتنفيذ طلب المنظمة التى تتخذ من محطة الزهراء مقراً إقليمياً لها فى مصر لتسجيل أنساب الخيول.
وفور تلقيه معلومات تفيد بتورط الطبيبة فى تزوير خطابات، أرسل "قطب" يستوضح فيها عن خطاب المنظمة الذى أرسلته، واصفة إياه بـ"الفج" وغير مسبوق، ولم يحدث فى أى دولة عضو فى المنظمة، حيث قرر قطب إحالة الواقعة وأربعة مسئولين إلى النيابة بتهمة التزوير مع نقلهم من مقار عملهم.
فى الوقت ذاته، تجرى حاليا تحقيقات موسعة مع عدد من مسئولى محطة زهراء الخيول، التابعة للهيئة الزراعية بوزارة الزراعة، حول أسباب نفوق 37 حصانا أشهرهم "رعد، وعواصف، ومنجومة أشهر الفرسات فى الوطن العربى".
وأكد مصدر مسئول، أن براثن الإهمال هى التى تسببت فى نفوق الخيل العربية الأصيلة، لافتا إلى أن هناك لجنة موسعة من مركز البحوث الزراعية ومعهد بحوث صحة الحيوان والقطاع الاقتصادى بالوزارة وهيئة الخدمات البيطرية، لتقصى الحقائق ومعاينة محطة الزهراء على الطبيعة وإعداد تقرير عاجل عنها وتحديد موقفها ومشكلاتها وأسباب نفوق 37 من الخيول وحقيقة تحصيل مبالغ مالية من المربين للخيول لصالح المحطة، بما يخالف القانون ومراجعة حساباتها.
وتابع مصدر من داخل محطة الزهراء للخيول التابعة للهيئة الزراعية المصرية لحفظ السلالات، إن أحد خيول المحطة ذى السلالة الأصيلة قد يتعرض للكُساح وعدم القدرة على الحركة نهائيًا بسبب إهمال مسئولى الهيئة، وذلك بعد إصابته بمرض الحمرة (حمى الحوافر).
وقال المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، إن خيول الزهراء من أهم الثروات فى مصر، حيث يتم استخدام عدد من الأحصنة للتلقيح مقابل أموال طائلة، وأن الدول العربية تحرص على شراء الخيل من مصر مقابل مبالغ مالية كبيرة، مؤكدا أن استثمارات الخيول فى مصر تصل إلى 3 مليارات جنيه.