مبادرات الخير فى الجيزة.. مائدة الشباب فى فيصل تجمع الأهالى والمغتربين للعام الثامن على التوالى لإطعام 500 فرد يوميا فى رمضان.. ومبادرة "شباب الأمل" تجهز 400 وجبة للأسر الأولى بالرعاية فى القيراطيين و

شوارع تعبق بالدفء، تضج بالفرحة.. روح قلما تجدها في مكان آخر، تعيش فينا منذ قديم الأزل، تحتمى حواسنا بـ"لمة" أهلها.. ثمة أجواء رمضانية فريدة تكسو المحروسة، أنوار تحيى نفوسنا وتنير قلوبنا، فوانيس معلقة وزينة متراصة بين الشرفات، خير يفيض بين أهلها، زكاة وصدقات وشنط رمضانية، حب وألفة يجتمعان على مائدة واحدة عامرة تمتد بلا نهاية، الكل فرحين بخدمة الصائمين. صورة من صور الإنسانية والرحمة والتكافل الاجتماعى، تتجدد سنويا فى شوارع المحروسة مع قدوم شهر رمضان الكريم، فالجميع يتكاتف ويتسابق لفعل الخير، أطفال يساهمون بحصالاتهم ويوزعون شنط رمضان على البيوت، سيدات تعد ألذ العصائر وأشهى الوجبات، شباب يتبرعون ويسارعون لتجهيز الموائد وفرش المناضد والكراسى لاستقبال الصائمين، وأسر تهدى مئات الوجبات الساخنة للأسر الأكثر احتياجا والمارين على الطرق، كعادة سنوية تعاهدوا على عدم قطعها نهائيا لإفطار الصائمين ومن تقطعت بهم السبل. وفي محافظة الجيزة، واصل أهالى قرية القيراطيين وصيدا بمركز ومدينة أوسيم، تنفيذ مبادرة "شباب الأمل" للعام السابع على التوالى، لتوفير 100 وجبة إفطار ساخنة لصالح الأسر المستحقة، يقوم متطوعون بنقلها وتوصيلها لهم حتى بيوتهم بعد تجهيزها بسواعد شبابهم وأطفالهم. وقال عادل عبد البر معلم رياضيات وأحد القائمين على المبادرة: "اعتدنا سنويا على التعاون والتكاتف سويا، لإسعاد البسطاء وغير القادرين طوال شهر رمضان الكريم، خير واحد يتجدد سنويا ويجمع الأهالى بكبارهم وشبابهم وأطفالهم بمختلف المراحل العمرية، الكل يشارك ويساهم حسب استطاعته ومقدرته لتوفير عشرات الوجبات يومياً قبل الإفطار للأهالى من الأسر الأولى بالرعاية وغيرهم من الجيران والأحبة، فمنا من يساهم ويتبرع بأكياس المكرونة والبطاطس والبقوليات بأنواعها المختلفة، ومنا من يساهم باللحوم والدواجن، وهناك من يساهم بالزيت والسكر والأرز، لتجهيز مطبخ القرية وتزويده بكافة المستلزمات، حتى وصل الأمر إلى أن تتنافس الأسر على أن يكون مطبخ الخير بمنازلهم وإعداد وجبات ساخنة وتوزيعها يوميا على المستحقين من أبناء القرية". وتابع: "نستهدف من خلال مبادرة "شباب الأمل" مساندة البسطاء فى الشهر الكريم ورفع الحرج عنهم والذى قد تسببه موائد الرحمن أحيانا، فما يتم تجهيزه من وجبات فى مطبخ الخير الرئيسي بالقرية بسواعد الشباب والطلبة، وما تعده سيدات القرية من وجبات فى منازلهن، يتم تجميعه في أكياس وتوزيعه بشكل حضاري ولائق يوميا قبل موعد الإفطار من قبل أطفال القرية، على الأسر المستحقة والمستهدفة والتي تم حصرها وتحديد أماكنها مسبقا، مشيرا إلى أن أقل أسرة مكونة من فردين وهناك أسر مكونة من 6 أفراد، وبالتالي نحتاج يوميا إلى 400 وجبة، يتم توفيرها عن طريق الأهالي الذين يجهزون ما يقرب من 150 وجبة ساخنة يوميا، والمطبخ يجهز الوجبات المتبقية، لتلبية احتياجات أكبر عدد ممكن من الأسر الأولى بالرعاية والتي يصل عددها إلى 100 أسرة تقريبا". واستطرد قائلا: "المبادرة تعكس الكرم والجود والمحبة بين الأهالى، زرعت فيهم روح المبادرة، وجمعتهم بمختلف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية على هدف واحد وهو فعل الخير، الجميع يتنافس ويعمل كخلية نحل في إطار منظم لدعم المبادرة حتى تحقق أهدافها لنهاية الشهر الكريم، فالأسر تتنافس على تجهيز أطيب الأكلات والتى تختلف وتتنوع يوميا، والشباب ومنهم طلبة مدارس وجامعات يتكاتفون ويسارعون لتجميع الوجبات من المنازل بعد تجهيزها لتجميعها في مكان واحد مع ما تم تجهيزه في مطبخ القرية، ولا ننسى الأطفال الذين يشاركون في المبادرة بكل عزم وإرادة مثلهم مثل الكبار، يتنافسون فى فعل الخير وتوزيع الوجبات بأنفسهم على الأهالي في القرية يوميا قبل موعد الإفطار بساعة واحدة، طمعًا في الفوز بثواب الشهر الكريم". ومن جانبه، عبر مصطفى إسماعيل أحد القائمين على المبادرة عن سعادته وفخره بتكاتف أبناء وشباب قريته لدعم ومساندة البسطاء والأسر الأولى بالرعاية للعام الثامن على التوالي، قائلا: "انطلقت مبادرتنا بخطة منظمة ومحكمة، تكاتفنا جميعا كى نفى بعهدنا أمام الله بألا ينقطع الخير في قريتنا، وكانت البداية بطبق من كل بيت في القرية، يتم تجميعه وتوزيعه على المستحقين وذلك بعد إجراء بحوث لحصر عدد الأسر الأولى بالرعاية في قريتنا والقرى المجاورة"، مضيفا: الكل كان يساهم حسب استطاعته ومقدرته، فأسر كانت تساهم بوجبتين، وأسرة كانت تتبرع بثلاث وجبات، وأخرى بأربع وهكذا، ولكن مع مرور الوقت لاحظنا أن عدد الأطباق المقدمة من الأسر غير كاف لتلبية احتياجات الأسر المستحقة والأولى بالرعاية في القرية، ومن هنا بدأنا بتجهيز مطبخ في القرية وتجميع تبرعات مادية وعينية لتجهيز المطبخ بكل ما يحتاجه من مستلزمات، وبدأنا إعداد وجبات ساخنة متنوعة إلى جانب ما تقدمه سيدات القرية من وجبات في منازلهن، ومن ثم توزيعها بسواعد شبابها وأطفالها على المستحقين في منازلهم لرفع الحرج عنهم، حتى نجحنا في توفير 400 وجبة لـ100 أسرة يوميا هذا العام. وتابع حديثه قائلا: "الأطفال كانوا الداعم الأول للمبادرة، فمنذ ساعات الصباح الباكر يتجمعون أمام المطبخ لمتابعة تجهيز وإعداد الوجبات، ويتسابقون في توزيع الوجبات بأنفسهم على البيوت المستهدفة تحت توجيه وإشراف شباب القرية، ومنهم من تبرع بما أدخره من مال في حصالته لدعم المبادرة ومساعدة البسطاء في الشهر الكريم، مشيرا إلى أن عدد من الأطفال في لفتة إنسانية منهم مع الشهر الكريم تبرعوا بـ500 جنيه للمبادرة بعد أن ساهم كل واحد منهم بـ10 جنيهات، مؤكدا أن كل واحد من أبناء القرية له بصمته الخاصة في المبادرة، ما بين الإشراف على الطهى وتغليف وتجهيز الوجبات الغذائية بمختلف أنواعها وتوزيعها حتى وصولها لمستحقيها". وفى مشهد بهي يتجدد كل عام بأحد أقدم شوارع الجيزة بمنطقة فيصل، نجد شبابا بإحدى موائد ضيوف الرحمن يقفون على قدم وساق لطهي أشهى الوجبات مسرعين في تجهيزها قبل حلول ساعة الإفطار، يتقاسمون الأعمال فيما بينهم بدأب بغرف الطعام فى الأطباق أمام أحبائهم وأهلهم من الصائمين قبل حلول موعد أذان المغرب.. إنهم أهالي شارع العشرين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التكاتف والوحدة وعمل الخير، حيث واصلوا لعامهم الثامن على التوالي تنظيم "مائدة الشباب" وتقديم الإفطار للصائمين من خيرات الله دون أن يعرف أحد من فاعل هذا الخير. يقول أحمد البرديسي منظم المبادرة، إن أهالي المنطقة اعتادوا منذ 8 سنوات على التعاون والتكاتف لإقامة مائدة للصائمين طوال الشهر الكريم، يجتمع فيها أهالي المنطقة بكبارهم وصغارهم وأشقائهم من المغتربين. وتابع حديثه قائلا: "جميع الأهالي يتسابقون خلال الشهر الكريم للمساهمة في تنظيم المائدة، كل على حسب استطاعته، فمنا من يوفر أنواع مختلفة من السلع، ومنا من يساهم بالمعدات، ومنا من يتبرع ويقدم وجبات ساخنة قام بتحضيرها في منزله، مشيرا إلى أنه يقوم بتحضير وتجهيز الوجبات بنفسه والتي تتكون من قطع الدجاج أو السمك أو اللحم إلى جانب الأرز البسمتي ونوع من البقوليات والسلطة والبلح والعصير والمياه، حيث تختلف وتتنوع الوجبات طوال أيام شهر رمضان، قائلا: "نظمنا مائدة بطول 200متر هذا العام لإطعام 500 فرد يوميا"، مشيرا إلى أنه واجب خيري وعادة لا يمكن الاستغناء عنها، تتيح لهم الفرصة للتجمع على مائدة واحدة وتقديم الخير للبسطاء".
























الاكثر مشاهده

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

جامعة القاهرة تنظم محاضرة تذكارية للشيخ العيسى حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"

;