شهدت ولاية تينيسى الأمريكية حادثا مفجعا جديدا من حوادث إطلاق النار داخل المدارس، والذى راح ضحيته ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال فى عمر التاسعة، مما دفع الرئيس جو بايدن إلى تجديد دعوته للكونجرس بحظر الأسلحة الهجومية.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن منفذ حادث إطلاق النار فى مدرسة ابتدائية مسيحية بمدينة ناشفيل الأمريكية، كانت طالبة سابقة بالمدرسة، قبل أن تخضع لعملية تحول جنسى وتتحول لذكر، وقد رسم خريطة مفصلة لها، ووضح عليها نقاط الدخول المحتملة منها وقام بمراقبة المبنى قبل تنفيذ المذبحة.
ولم تقدم الشرطة معلومات واضحة عن جنس منفذ إطلاق النار. فعلى مدار ساعات، حددت الشرطة هوية المنفذ بأنه سيدة عمرها 28 عاما، قبل أن يتم توصيفه فى النهاية كشخص يدعى أودرى إليزابيث هال. وفى مؤتمر صحفى لاحق، قالت الشرطة إن هال متحول جنسيا. وبعد المؤتمر، رفض المتحدث باسم الشرطة تقديم توصيف صحيح لجنس المنفذ/ المنفذة.
ولم يذكر جون دريك، رئيس شرطة ناشفيل على وجه التحديد دافع منفذ الحادث لفتح النيران صباح أمس الاثنين، على المدرسة قبل أن يتم قتله على يد الشرطة، إلا أنه قدم نماذج مروعة من التخطيط للهجوم المستهدف، والذى يعد الأحدث فى سلسلة من حوادث إطلاق النار الجماعية فى البلد الذى أصبح معتادا إلى حد كبير على إراقة الدماء فى المدارس.
وقال دريك فى تصريحات: لدينا مخطط، ولدينا بعض الكتابات الت راجعها والتي تتعلق بهذا التاريخ، والحادث الفعلى. ولدينا خريطة تم رسمها لكيفية حدوث هذا الأمر كله.
وأضاف رئيس الشرطة فى مقابلة مع قناة NBC News إن المحققين يعتقدون إن منفذ الحادث لديها بعض الاستياء من اضطراراها للذهاب إلى هذه المدرسة.
وكان من بين الضحايا ثلاثة أطفال فى عمر التاسعة، ومدير المدرسة ومدرسة بديلة وحارس.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكى، جو بايدن، الكونجرس إلى إصدار حظر على الأسلحة الهجومية فى الولايات المتحدة.
ووصف بايدن الحادث بأنه "مفجع، وأسوأ كابوس لأية أسرة. وشدد بايدن، فى كلمته، على وجوب بذل المزيد من الجهود لوقف العنف باستخدام الأسلحة النارية، محذرًا أن هذا الأمر "يمزق مجتمعاتنا إلى أجزاء".
ودعا بايدن الكونجرس إلى إصدار حظر على الأسلحة الهجومية، قائلاً: "نحتاج إلى بذل المزيد لحماية مدارسنا وحان الوقت كى نبدأ فى إحراز المزيد من التقدم".
وقتلت حوادث إطلاق النار الجماعية المئات من الأشخاص فى التاريخ الأمريكى فى مناطق مثل المتاجر وأماكن العمل وغيرها، لكن فى المدارس والجامعات، حيث يتردد صدى تلك المذابح بقوة، فى تلك الأماكن التي تعج بالأطفال الصغار والطلاب الأكبر سنا والمعلمين، فإن هذه الهجمات تنهى رحلاتهم القصيرة فى الحياة.
وبحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، فقبل العنف الذى شهدته مدرسة ناشفيل أمس الاثنين، والذى أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، كان هناك سبعة حوادث قتل جماعى فى المدارس الأمريكية منذ عام 2006، حيث قتل أربعة أشخاص أو أكثر. ولا تشمل القائمة الحوادث التي كان ضحاياها أقل، والتي أصبحت أكثر شيوعا فى السنوات الأخيرة.
ولو كان مفهوم إطلاق النار الجماعى يحدد بأنه ذلك الحادث الذى يسفر عنه مقتل أربعة أشخاص أو أكثر، ليس من بينهم مرتبك الحادث، فإن 175 شخص ماتوا فى 15 حادث فى المدارس والكليات الأمريكية، بدءا من مذبحة مدرسة كولومبين الثانوية فى عام 1999 حتى إطلاق النار فى ناشفيل الاثنين، وذلك وفقا لقاعدة بيانات لوكالة أسوشيتدبرس ويو إس غيه تودى وجامعة الشمال الشرقى.
ومن أبرز تلك الحوادث مقتل 32 شخص فى معهد فرجينيا تك فى إبريل 2007 عندما فتح طالب النار داخل حرم الجامعة قبل أن يقتل نفسه، ومذبحة ساندى هوك، الأسوأ فى تاريخ أمريكا حيث قتل مراهق والدته فى منزلهما ثم توجه على مدرسة إعدادية قريبة وقتل 20 طالب وستة معلمين قبل أن ينهى حياته.
وفى مايو من العام الماضى، فتح مسلح عمره 18 عاما النار داخل مدرسة ابتدائية فى أوفالدى بتكساس، وقتل 19 طفلا ومعلمتين، وقتلت الشرطة المنفذ.