غالبا ما تجد كثيرا من الأسر تتسابق فيما بينهم للحصول على لقب الأسرع بين أطفالها فى صيام شهر رمضان كاملا وطوال الـ30 يوم مثل الكبار تماما، اعتقادا منهم أن ذلك من الدين أو للتباهى بصوم الطفل دون النظر لقدرته على ذلك من عدمه.
وأكدت دار الإفتاء المصرية فى الفتوى رقم 13140 من خلال موقعها الرسمي أن أهم شروط وجوب الصيام هو البلوغ فلا تكليف إلا به، لأن الغرض من التكليف هو الامتثال، وذلك بالإدراك والقدرة على الفعل، بينما الصبا والطفولة عجز، بما يؤكد أن الصوم مرتبط بالبلوغ والعقل، وهذا لا يمكن أن يكون قبل سن 13 عاماً على الأقل، حتى يكون الطفل مهيأ نفسيا وبدنياً لإطاقة الصيام، وقد يستحب أن يُدرب على الصيام قبل ذلك حتى يعتاد الأمر.
للتعليق على الأمر، يقول الدكتور أبو بكر القاضى استشارى الأطفال والحميات، أمين صندوق النقابة العامة للأطباء: إن الصيام أحد أركان الإسلام إلا أنه لم يحدد له سن يبدأ فيه الطفل بتنفيذ التكليف مثل البالغين، نظرا لضرورة تدريب الأطفال على الصيام تدريجيا، شريطة ألا يكون الطفل يعانى من أحد الأمراض المزمنة أو الأنيميا أو الإمساك المزمن أو أى مشكلات بالجهاز الهضمى، حتى لا يتسبب ذلك فى إحداث مضاعفات له، مقترحا أن تبدأ الأسر مع الأطفال الصيام عدد ساعات وفقا لسنوات عمره، أى أن الطفل ذات الخمسة سنوات يمكن أن يصوم 5 ساعات، مع مراعاة عدم زيادة وقت الصيام عن ذلك حتى لا يمثل ذلك خطر على صحته.
وأضاف القاضى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": لا يجب أن يقسوا أحد على الطفل لجعله يصوم فترات أطول، نظرا لصعوبة تحديد قدرته على تحمل الصيام، وفى سن البلوغ عند 13 عاما سيكون قادرا على الصيام بشكل طبيعى إن لم يكن يعانى من مشكلات صحية.
كما قال الدكتور سامح عبدالعظيم استشاري طب الأطفال وحديثى الولادة: إن الصيام فى الأساس منوط بالقدرة الجسدية والتحمل، والمتعارف عليه أن يتعلم الطفل الصيام تدريجيا لعدة أسباب، هى: أولا: لتهيئته نفسيا وروحانيا لمهمة الصيام، ثانيا: اختبار قدراته الجسدية على تحمل الصيام، فضلا عن معرفة العلامات الجسدية التى يجب معها أن يكسر صيام الطفل مباشرة، وهى أعراض الجفاف الشديد من الوهن والضعف والخمول وعدم القدرة على الحركة، وجفاف الحلق وذبول الوجه والعين.
وأضاف عبد العظيم، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": لهذا لا يكون الصيام إجباريا على الطفل قبل البلوغ ولكن بالترغيب والتعويد حتى يعي الطفل أهمية الصيام ومعناه، ويكون لديه القدرة على تحمل مشقة العطش والجوع، مع الحرص على تعويضه بعد الإفطار بكميات كافية من السوائل والغذاء وخاصة الخضروات والفواكه وعدم الإكثار من السكريات، مع الوضع فى الاعتبار قدرات الطفل وطبيعة جسمه ونموه، ووجود أى موانع طبية مثل السكري وغيره من الأمراض المزمنة، مثل: أمراض الكلى والقلب.
وفى السياق نفسه، كانت وزارة الصحة والسكان أوضحت فى وقت سابق، أن الطريقة الصحيحة لصوم الأطفال فى رمضان قبل سن 10 سنوات تتم من خلال أن يبدأ الوالدين بتمرين الطفل على الصيام عدد ساعات قليلة خلال أول يوم وأضافت: أنه يتم زيادة عدد ساعات الصوم يوميا بشكل تدريجى خلال الأيام المتتالية حتى يتعود الطفل على ذلك .
وأوضحت وزارة الصحة والسكان ضرورة تناول وجبات غذائية صحية مكتملة مشيرة إلى أهمية تناول الخضروات والفاكهة فى الوجبات مع شرب كميات من الماء تكون مناسبة وتناول الفواكة والخضروات الغنية بالألياف، مشيرة إلى أن الأطفال يجب أن يبتعدوا عن تناول السكريات بكثرة خلال ساعات الصيام ويفضل تناول الفاكهة والأطعمة الغنية بالبروتين.