أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صلاة الجمعة بمسجد المشير طنطاوي بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، حيث استمع الرئيس إلى خطبة تتحدث عن منزلة الشهداء عند ربهم، وفضل انتصارات العاشر من رمضان، وقدرات الجندى المصرى، وتحرير أرض سيناء.
وشارك الرئيس السيسي، صلاة الجمعة من مسجد المشير طنطاوي، المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكبار قادة القوات المسلحة.
وقال الشيخ الشحات العزازي في خطبة الجمعة بمسجد المشير: الحمد لله من اتقاه وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن استعان به أعانه وقواه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء، ظاهر بلا خفاء وباطن بلا اختفاء، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقدوتنا ومخرجنا من الظلمات إلى النور محمدا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. فأما بعد.
هذا يوم من أيام الله، نذكر فيه نصر الله لنا وإعزاز الله لأمتنا، أمة استعانت بربها فكان الله لها معينا واستقوت باللهِ فكان الله معها نصيرا، فإنّ من اعتزّ بالله أعزّه ومن انتصر بالله نصره ومن توكل على الله كفاه ومن طلب المدد من الله أعطاه.
أمتنا آمنت بربها واستمدت ورجالها آمنوا بوطنهم وأعدوا فلما أعدوا واستعدوا جاء النصر من عند الله « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ»، فجندي آمن بالله ربه وأطاع قدته وأعد عدته انتقل من ملائكية في شهر رمضان هجر فيها الطعام والشراب طاعة للواحد الديان، فأعانتهم ملائكة تمشي على الأرض وأعانتهم ملائكة من السماء فالتقوا على غرض أن يحرروا أرضا عزيزة غالية تجلى عليها الله عزّ وجلّ.
ثم جاء نصر الله يجدد لنا الذكرى في كل عام، تتجدد لها هذه الذكرى على مر الأيام ليحيي الله فينا ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم عن هذا البلد وعن هذا الجند، طبتم رجالا وجندا وقائدا وجيشا ووطنا عزيزا أبيا أنجبت أرحامه هذه الرجالات التي تعالت على الدنيا كلها بإيمانها فكان الله لها ناصرا ومعزا ورفع رايتها فوق كل الرايات.
يقول فيهم الحبيب صلى الله عليه وسلم «إذا فتح الله عليكم مصرَ فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم من خير أجناد الأرض، فإنهم واهليهم في رباط إلى يوم القيامة»، أعزّ اللهُ مصرنا وأعز وطننا، رجال آمنوا بالله فضحوا بكل شيء في سبيله وآمنوا بوطهنم فعبروا من الهزيمة إلى النصر، هام عالية لا تنحني إلا لله، انحنت على أرض سيناء مقبلة لأن هنا تجلى الله.
ثم جيل بعد جيل يتذاكر هذا النصر بالفخر، أعزّ الامةَ كلها وعزّت به الأمة فانتصر الجميعُ بالله، متعاونين مترابطين كأن الله تبارك وتعالى أحيا بهم مدد الكفاح فهنا حيّ على الفلاح، فإذا خرجت من هنا حيّ على الكفاح، عمّر وثمّر وابن وارفع، فيد تبني ويد ترفع السلاح، حفظ الله جندَ مصرَ.
الحمد لله الملك العلام، والصلاة والسلام على النبي الهادي الإمام، علم الأعلام ونور الظلام، إمام الأئمة وهادي الأمة وكاشف الغمة، أخرج الناس من ظلمات الجهل والطغيان إلى نور الحق والإيمان، وكفى به شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإنه قد أفلح من اتقاه، ولا تعصوا ربكم فقد خاب من عصى مولاه وبعد.
شهر عظيم مبارك، يأتينا بالنصر كلّ عام ليذكرنا هذه الأيام أن من اعتمد على ربه لا يخيب، وأن من توكل على الله لا يضل أبدا، وأن من استعدّ وأعدّ وعلم وعمل واجتهد وعمر لا يخذله رب العالمين أبدا.
وفي مثل هذه الأيام منذ عدة أعوام، جاء أهل الضلال بخيلهم وأرادوا أن يقيموا هنا لهم راية، فأزال لهم الراية، وقيد الله لهم جندا، كأنه تبارك وتعالى جعل لهم نسورا تحمي سماها وأسودا تحفظ ثراها، أرادوا أن يقيموا لهم دولة فإذا بجند مصر يزيلون لهم كل دولة، وأرادوا أن يدنسوا أرض التجلي، وما كان لها أن تدنس وفيها أبطال يحفظون الأرض ويصونون العرض، ثم كتائب التعمير تعبر عبورا جديدا ليقول الجد للولد «يا ولدي، جدك الميمون هنا خطا وكبر ودفع العدو وحرر، فاخطُ يا ولدي على ثراها وعمر».
بالسعي والجد والجهد كنتم خير جند ودمتم خير جند، وحفظتم أبد الدهر، كل عِرض حفظه الله بكم يدعو الله لكم وكل بيت صانه الله بكم يدعو الله لكم، وكل أم حفظتم عرضها وصنتم أرضها وكل شهيد ضحى بدمه يناديكم من جنة ربكم حفظتم وحُفظتم وأُجرتم وعلى العهد دمتم، فدام عزكم معاشر الرجال وكنتم كما قال ذو العزة والجلال من المؤمنين رجال.. دمتم صادقين موفين حافظين محفوظين، حفظكم الله لأرض الكنانة، وحفظ بكم أرض الكنانة، حُفظتم للحفظ، وحفظكم الحق، كل عام وأنتم بخير، من على منبر الحبيب تحية لكم من كل قلب حبيب، دمتم وحُفظتم ورُفعتم وعُليتم ورُقيتم وصُنتكم، جبر الله خاطركم وصان الله أعراضكم وحفظكم الله لأرضكم وحفظ بكم أرضكم.