كثيرا ما يضطر نجوم الفن لتصوير بعض الأعمال الفنية خلال شهر رمضان وأثناء الصيام، وهناك عدد من روائع السينما والدرما تم تصويرها أو أجزاء منها فى نهار رمضان، وخلال التصوير تحدث الكثير من المواقف والطرائف والأحداث، التى تقع بسبب متطلبات الصيام وما تفرضه طبيعة المشاهد التى يتم يتصويرها.
وفى حوار للمخرج الكبير نيازى مصطفى، تحدث عن عدد من الذكريات والنوادر التى حدثت له أثناء تصوير بعض الأعمال الفنية فى شهر رمضان.
وقال المخرج الكبير، إنه كان يقضى بعض سهرات شهر رمضان خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات بحى الحسين، حيث كان يلتقى مع نجوم الفن والأدب والثقافة بمقهى الفيشاوى، وخلال هذه السهرات جذبته وجوه المجاذيب المعبرة، التى لم تلعب بها يد الماكيير، وكان وقتها يعمل فى إخراج فيلم «رابحة» إنتاج عام 1945، بطولة كوكا وبدر لاما ونجمة إبراهيم، وفكر فى الاستعانة بهؤلاء المجاذيب لتصوير بعض مشاهد الفيلم، وفى اليوم التالى، أرسل الريجيسير إلى المقهى فى سيارة كبيرة ليدعو المجاذيب للعمل بالفيلم، إلا أن المجاذيب أمسكوا بالريجيسير وضربوه ضربا مبرحا، وهرب الرجل وأقسم للمخرج نيازى مصطفى برأس أبيه أنه لن يعود،
ولكن نيازى مصطفى لم ييأس، وأخذ سيارة لورى كبيرة وملأها بأطباق اللحم والفتة وذهب بنفسه ووقف أمام مقهى المجاذيب، الذين سارعوا يهجمون على السيارة لالتهام الطعام، وهنا أمر نيازى مصطفى السائق بأن ينطلق بالسيارة التى امتلأت بالمجاذيب إلى استديو الأهرام، وهناك أعد لهم مائدة أخرى أغرتهم بالبقاء وتنفيذ رغبة نيازى مصطفى والظهور فى فيلمه.
عندما انتهى نيازى مصطفى من تصوير المشهد، أراد أن يكافئ المجاذيب بمكافآت مالية ولكنهم رفضوا رفضا قاطعا، ولم يجد المخرج الكبير طريقة لمكافأتهم سوى شراء كمية كبيرة من قماش البفتة، وأعطى كلا منهم ما يكفى جلبابا جديدا، وفرح المجاذيب بهدية نيازى مصطفى الذى أعادهم إلى حى الحسين بعد التصوير وهم يدعون له بنجاح الفيلم بعد أن أطعمهم وكساهم وظهروا فى بعض مشاهد فيلمه.