تظل مصر الرقم الصحيح فى المعادلات السياسية بالمنطقة، فمكانتها الجغرافية والتاريخيها وثقلها السياسى جعلها رمانة ميزان التفاعلات الإقليمية، والتى تحدد بدورها جانبا كبيرا من ملامح التفاعلات الدولية .
تقدر المملكة العربية السعودية الدور المصرى الفاعل فى الساحة الإقليمية ، خاصة أن مصر مصر والمملكة العربية السعودية تمثلان كفتى الميزان إحداهما فى قارة أفريقيا والأخرى فى قارة آسيا، هذا ما أكده الدكتور أحمد الشهرى المحلل السياسى السعودى رئيس منتدى الخبرة السعودى للبحوث والدراسات الاستراتيجية، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" .
واستكمل قائلا: لطالما كانتا صمام الأمان للوضع العربى، وحامية ومدافعة عن القرار العربى فى المحافل الدولية ، فإذا اجتمعت القاهرة والرياض على قرار واحد نلاحظ أنه يصبح توجه العالم العربى.
زيارة فى توقيت مهم
وبالنسبة لأهمية اللقاءات التى تجمع الرئيس السيسى وقيادات المملكة وآخرها زيارة الرئيس السيسى إلى جدة، أكد الدكتور مبارك آل عاتى، ن أكل قمة مصرية سعودية تأخذ على عاتقها تنمية العلاقات بين البلدين ، وبحث سبل تقوية أواصر العمل العربى المشترك، وتأتى هذه الزيارة فى توقيت بالغ الأهمية، خاصة أننا نستعد لاستضافة القمة العربية مايو المقبل بالرياض والتى تعلق عليها الآمال لإعطاء دفعة من التضامن العربى والإسلامى وحل القضايا العربية العالقة بعيدا عن سياسة المحاور .
وأوضح آل عاتى: الزيارة تهدف إلى وضع رؤية مشتركة للقضايا العربية المهمة، وتصور مشترك لحل الأزمات التى تفرضها الظروف الحالية.
الشرق الأوسط الجديد
وتهدف الزيارة أيضا إلى التنسيق الدائم فيما يتعلق بضمان أمن المنطقة واستقرارها ، وأيضا التفاهمات بشأن العلاقات السعودية الإيرانية، والمصرية التركية، فالمملكة تدفع نحو تصفير المشاكل بالمنطقة والتركيز على التنمية وبسط الأمن بها من خلال مبادرة الشرق الأوسط الجديد ، وتعد مصر حجر الزاوية بالنسبة لهذه المبادرة لما تمثله من أهمية بالغة ليس فى الوطن العربى فقط، بل على الصعيد الدولى أيضا .
وأكد أن زيارة الرئيس مهمة ، لكونها تأتى فى ظل المتغيرات الجيوسياسية والسياسية والاستراتيجية التى يشهدها العالم العربى، وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، ونجد فى كل هذا المشهد المواقف المصرية السعودية متطابقة.
علاقات محورية
وعلى صعيد العلاقات بين البلدين، قال الكاتب السعودى محمد الطيار ، فى تصريحات خاصة لـ" انفراد"، إن العلاقات بين مصر والسعودية لم تقتصر على تميزها التاريخى فقط، بل هى استراتيجية مبنية على تنسيق متكامل ، وهذا نجده من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودى والاتفاقات ومذكرات التفاهم بين المؤسسات الحكومية فى كلا البلدين، وهذه الزيارة تنبئ بمزيد من التعاون فى كافة المجالات.
وبالنسبة لأهمية العلاقات المصرية السعودية، استطرد الشهرى قائلا ، يدلل على قوة ومحورية الدور المصرى السعودى الموقف العربى من غزو الكويت، حيث إن مصر والسعودية قادتا الموقف العربى حينذاك ، أيضا بالنسبة لمحاربة الإرهاب، والموقف إزاء الأزمة الليبية، والموقف من سوريا وأزمة اليمن، ولبنان، والعراق، وغيرها من القضايا التى نجد إزاءها موقف موحد من البلدين.
وبالنسبة للعلاقات الثنائية فهى ضاربة بجذورها فى التاريخ منذ عهد الملك عبد العزيز وكان فى حالة اتفاق دائم مع قادة مصر، ومصر هى الدولة العربية الوحيدة التى زارها وهذا يدلل بشكل قاطع على أهمية مكانة مصر بالنسبة للمملكة، لذا فإن العلاقات التى تجمع البلدين منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، علاقات أخوية مترابطة، فهى علاقات المصير الواحد.
أضاف الشهرى ، أن تلك العلاقات لم تخدم مصالح البلدين فقط بل سُخرت لخدمة الوطن العربى وجميع قضاياه الملحة، فى مقدمتها القضية الفلسطينية، لولا الدعم المصرى والسعودى لها لكانت دائرة النسيان الآن ، وبفضل الدعم المصرى السعودى بقيت القضية حاضرة أمام أنظار العالم فى المحافل الدولية ، وحاضرة فى قلب العالمين العربى والإسلامى.