لا تزال أجواء الهدوء تسود منطقةالجنوب اللبنانىوتحديدا حدود لبنان الجنوبية، بعد أن شهد توترا كبيرا بسبب إطلاق 34 صاروخا من الأراضى اللبنانية صوب الشمال الإسرائيلى، الخميس الماضى، ورد الأخيرة بهجوم مماثل على الجنوب اللبنانى، وفى الوقت الذى لم تعلن أى جهة بشكل مباشر مسئوليتها عن الهجوم، نفى رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى تورط أى عناصر لبنانية فيه، مؤكدا أن من أطلق تلك الصواريخ هى عناصر غير لبنانية.
وجدد لبنان رفضه استخدام أراضيه كمنصة لزعزعة الاستقرار القائم مع احتفاظه بحقه المشروع بالدفاع عن النفس.
وعلى الجانب الآخر، هناك حالة استنفار عام فى الجيش الإسرائيلى فى النقاط القريبة من الخط الأزرق، انطلاقا من محور مزارع شبعا المحتلة، وحتى تلال العديسة، مرورا بالغجر والوزانى وعين عرب.
ومن جانبها، حثت القوات الدولية العاملة فى جنوب لبنان"اليونيفيل"، الأطراف على وقف جميع أعمال التصعيد عبر الخط الأزرق، عقب القصف الإسرائيلى الذى طال عدد من البلدات فى جنوب لبنان.
شكوى للأمم المتحدة
وفى هذا السياق، أعلن الوزير بو حبيب، توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للامم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة، وتضمنت الرسالة تأكيد التزام لبنان القرار الدولى 1701، كما تشجب الرسالة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان جوًا وبرًا وبحرًا.
وحذر لبنان من خطورة التطورات فى جنوب لبنان، محملا إسرائيل مسؤولية تداعيات أى تصعيد من شأنهأن يفجر الأوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية، وذلك فى مضمون شكوى وجهتها وزارة الخارجية والمغتربين باسم الحكومة اللبنانية، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومجلس الأمن الدولي.
وأبلغ وزير الخارجية والمغتربين فى حكومة تصريف الأعمال اللبنانيةعبد الله بو حبيب، المندوبة الدائمة بالوكالة لدى الأمم المتحدة فى نيويورك جان مراد، تسليم كتاب الشكوى الذى وجهته الوزارة باسم الحكومة اللبنانية إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية.
وحذر لبنان فى الشكوى من خطورة التطورات الاخيرة التى شهدتها المنطقة، لا سيما القرى الواقعة فى الجنوب اللبنانى، وأكد حرصه على العمل لسحب فتيل الفتنة والدعوة إلى تهدئة النفوس، محملا اسرائيل مسؤولية تداعيات اى تصعيد من شأنه أن يفجر الأوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية.
وأكد لبنان، تمسكه بسياسة ضبط النفس انطلاقا من وعيه لأهمية الاستقرار والهدوء ومن حرصه الثابت على الوفاء بالتزاماته الدولية.
وأدان الاعتداءات التى نفذتها إسرائيل فجر أمس الجمعة على مناطق فى جنوب لبنان، والتى عرضت حياة المدنيين وسلامة الأراضى اللبنانية للخطر، وقد اعتبرها عملا عدوانيا فيه: انتهاك صارخ لسيادة لبنان، تهديد للاستقرار الذى كان ينعم به الجنوب اللبنانى، وخرق فاضح لقرار مجلس الامن الدولى 1701 وتهديد للسلم والأمن الدوليين".
عودة لبنان
على صعيد متصل، شدد البطريرك المارونى بلبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعى على ضرورة عودة لبنان إلى موقعه الطبيعى فى العالم العربى وعلى الخارطة الدولية، مناشدًا القادة السياسيين للعمل على هذا الأمر.
وفى كلمة له خلال قداس الفصح، اليوم الاثنين، قال الراعي: "من دون التكافل والتضامن لن يوجد عالم بعد اليوم ولا حياة سلام"، وتابع: "الاقتصاد اليوم لا ينقذ العالم إنما يمزقه والسلام يبنى بالتعاون والأخوة".
فيما أكد وزير الخارجية والمغتربين فى حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، أن مصلحة لبنان هى عدم الإنسياق الأعمى وراء العداوات المجانية التى سترتد علينا جميعا خسارة موجعة، عندما يحين زمن التسويات السياسية.