لكل منا ذكريات لا ينساها فى شهر رمضان، وأحيانا يتعرض الإنسان لبعض المواقف خلال هذا الشهر الكريم، يظل يذكرها طوال حياته، وكان لنجوم الزمن الجميل العديد من المواقف التى حدثت لهم فى رمضان، وظلوا يذكرونها طوال حياتهم، وقد لا تتخيل أن عددا من كبار النجوم تعرضوا لمواقف صعبة، وصلت إلى حد أنهم لم يجدوا فى بعض الأحيان طعاما يفطرون عليه بعد يوم من الصيام.
وهذا ما حدث مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، عندما تصادف أن حل عليه شهر رمضان وهو فى باريس، ففى حوار نادر أجراه موسيقار الأجيال فى بداية الستينيات، حكى أنه سافر فى مهمة عمل إلى باريس، وحل عليه شهر رمضان وقد نفدت نقوده وكان فى انتظار أن يصرف شيكا بحوزته.
وقال موسيقار الأجيال: «أويت إلى فراشى وليس معى سوى 20 فرانكا، وكان الجنيه المصرى وقتها يساوى مائتى فرانك، أى أننى لم أكن أملك سوى 10 قروش فى باريس، ولكنى كنت مطمئنا أننى سأذهب فى الصباح لأصرف الشيك الذى معى، وأوصيت عامل الفندق، يوقظنى مبكرا حتى أستطيع صرف الشيك قبل موعد إغلاق البنك».
وأشار عبدالوهاب إلى أن عامل الفندق تأخر فى إيقاظه، وبعد أن وصل للبنك وجده قد أغلق أبوابه.
وأضاف: «كانت كارثة بالنسبة لى وأعقد موقف قابلته فى حياتى، وخاصة مشكلة الأكل، وكيف سأفطر فى هذا اليوم من أيام رمضان، وأخدت أتجول فى مقاهى باريس عسى أن أجد صديقا أعرفه لأقترض منه مبلغا من المال، ولكنى لم أعثر على أحد».
وعن كيفية تعامله مع هذا الموقف قال موسيقار الأجيال: «أخذت طريقى إلى اتجاه جامع باريس، حيث كان بجواره مطعم شرقى يملكه أحد المصريين وكنت أعرفه ويعرفنى، ولكن لم يكن صاحب المطعم موجودا، ورغم ذلك جلست على مائدة بعد أن اقترب موعد الإفطار وطلبت طعاما كثيرا وأنا على ثقة أنا صاحب المطعم سيصل ويحل مشكلتى، ولكن تأخر صاحب المطعم ولم يصل وأخذت أتلكأ فى تناول الطعام حتى لفتت انتباه الحاضرين، وعندما يئست من حضور صاحب المطعم ناديت على كبير العمال بالمطعم وكان مصريا، وشرحت له المأزق الذى وقعت فيه وخلعت ساعتى ومعطفى وعرضت عليه أن أتركهما رهنا حتى أعود إليه فى اليوم التالى بقيمة المبلغ الذى أكلت به».
وأشار محمد عبدالوهاب إلى أن العامل كان كريما جدا، وقال له إن حسابه مدفوع من أول لحظة دخل فيها المطعم، بل أخذ منه الشيك ودفع له قيمته حتى يستطيع أن يتحرك ومعه المال الذى يكفيه، على أن يصرفه فى اليوم التالى.
وقال موسيقار الأجيال: «شعرت بأنه نجدنى وأزال عنى كل ما حملته من هموم، وبالفعل أخذت المال ودفعت بقشيش محترم لكل عمال المطعم».
كما أن وحش الشاشة فريد شوقى تعرض لموقف طريف ولكنه صعب تسبب فى أنه لم يجد ما يفطر به فى أحد الأيام التى كان يصور فيها فيلما بإحدى القرى وكان يوما شاقا ومرهقا.
وقال وحش الشاشة وهو يحكى فى أحد حواراته عن هذا الموقف، أنه كان يصور عددا من المشاهد فى إحدى قرى الوجه البحرى ووافق ذلك شهر رمضان، وكانت تشاركه البطولة الفنانة نادية لطفى وكان مخرج الفيلم نيازى مصطفى.
وأشار ملك الترسو إلى أنه فى أحد الأيام وبعد انتهاء التصوير، استعدوا لمغادرة القرية قبل الإفطار بقافلة السيارات التى تجمع العاملين بالفيلم، وقبل انطلاق السيارات جاء شاب مسرعا يحمل سلة ويسأل عن وحش الشاشة فريد شوقى، وعندما وجده أعطاه السلة، مؤكدا أن سيدة من أهل القرية تبعث له بهذه الهدية، وفرح فريد شوقى بالهدية وحملها معه فى السيارة التى كانت تقله هو والفنانة نادية لطفى والمخرج نيازى مصطفى ومساعد المخرج، وطوال الطريق ظل رفاقه فى السيارة يلحون عليه أن يطلعهم على ما أرسلت به السيدة فى السلة، ولكنه رفض مؤكدا أنه لن يفتحها إلا وقت الإفطار، وكان قد وزع كل ما كان معه من طعام على العمال قبل المغرب معتمدا على ما تحمله السلة من خيرات.
وأضاف وحش الشاشة: «عندما انطلق مدفع الإفطار كنت متحمسا وأنا أمد يدى لأخرج ما فى السلة، ولكن كاد يغمى على عندما وجدت أنها تمتلئ بعدد من كيزان الذرة، ولم أجد ما أفطر به، بعد أن وزعت طعامى على العمال، وتحملت الجوع حتى وصلنا القاهرة فى التاسعة مساء، وطوال الطريق كنت أضرب كفا بكف وأقول: كان معايا الأكل إيه اللى خلانى أوزعه واستنى اللى فى السبت، أهه طلع نقبى على شونة»، وضحك الجميع على ما حدث لوحش الشاشة.