ألقاب وأوصاف عديدة حصل عليها الفنان الشعبى يوسف شتا القليوبى.. فهو العمدة والرائد من رواد الفن الشعبى المصرى و«ريس» فن الموال، بل يذهب بعض باحثى التراث الشعبى إلى اعتباره «واحد من صناع وحراس الوجدان الجمعى وصناع الثقافة الشعبية»، إذا اعتبرنا الثقافة نسق من القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد تشكل أسلوب الحياة الشعبى ونمط المعيشة وطرق التفكير للجماعة.
وخلال إعداد هذه الحلقة واجهتنى صعوبة كبيرة فى العثور على الملعومات الكافية عن يوسف شتا القليوبى وهذه ملحوظة مهمة، فهناك ندرة فى المعلومات عن عدد كبير من فنانى التراث والفن والموال الشعبى فى مصر وليس هناك توثيق دقيق وشامل لسيرة حياتهم.. يوسف شتا القليوبى يأتى بالتأكيد فى مقدمةهؤلاء فهو العمدة والريس.
كانت هناك صعوبة فى العثور على معلومات عن القليوبى رغم صدور عدد من الدراسات والكتيبات عنه مثل القيم فى مواويل يوسف شتا القليوبى، مجلة الـفـنـون الشعبية . الهيئة العامة للكتاب . عدد 52 . يوليو - سبتمبر 1996 . جلال الصياد . يوسف شتا القليوبى: حياته وأشهر مواويله . القاهرة : د.ن، 1997
فى كتاب جلال الصياد يرصد لتاريخ حياته ورحلته مع الفن الشعبى، كما تناول بالتوثيق أشهر مواويله التى قام بأدائها، وقد حالفنى الحظ وبعد جهد فى مقابلة الأستاذ جلال الصياد الذى يعد واحدا من المهتمين بتوثيق تراث الفن والموال الشعبى وإلى جانب ذلك كاتب صحفى وكاتب قصة قصيرة وشاعر عامية ومسرحية وله إسهامات كثيرة فى الكتابة للأطفال فى الصحف والمجلات المتخصصة.
ويبدو أنه عاشق للفن الشعبى وخاصة ليوسف شتا القليوبى، فقد كتب عنه ثلاثة كتب لرصد سيرته ومواويله وملاحمه.
فى الكتاب وهو عبارة عن حوار طويل بين الكاتب والفنان يلفت الانتباه إلى أن يوسف شتا كان معروفا بقدرته على مخاطبة الجماهير بفنه الغنائى من مخزونه الثقافى من المواويل التى تحمل الرؤية الواعية بمواضيع الحياة، ولذلك يعد القليوبى من خيرة رواة المواويل من أبناء الوجه البحرى.. فهو من مواليد محافظة القليوبية وله العديد من المواويل الشعبية منها «الملحمة الشعبية أدهم الشرقاوى، خاين العيش وفهيم وفهيمة»، ويعد كمدرسة لكثير ممن اتبعوا منهجه فى مجال الموال.
يقول جلال الصياد: حالفنى الحظ فى أن التقى بهذا الرائد الكبير أثناء قيامى بإعداد ثلاثة كتب عن رحلته الفنية التى استمرت هذا الوقت ما يقرب من 18 سنة، منذ عام 1997 وحتى شهر مايو 2005 وقد رحل القليوبى فى 12 ديسمبر عام 2012
أنا عاشق الفن..فى صبايا ولسه شباب
مشيت وجريت ومليت الرجولة شباب
وكلمتى الطيبة نفعت شيوخ وشباب
طول عمرى أعرف أصول الناس وأعبر
وأمشى فى طريق العفاف بالصبر وأعبر
والحمد لله كسبت نجاح وأعبر
ومهما سنى بيكبر لسه فنى شباب
تبدأ حكاية يوسف شتا من قرية اكياد دجوا بمركز طوخ بمحافظة القليوبية واسمه الحقيقى يوسف يوسف شتا وشهرته الفنية يوسف شتا القليوبى، نسبة الى محافظة القليوبية.
بدأت رحلته مع الفن الشعبى منذ كان تلميذا بالمدرسة الإلزامية بالقرية وعمره ثلاثة عشر عاما، كان مغرما بالفنانين الشعبيين الذين كان يراهم فى قريته والقرى المجاورة فى الموالد والاحتفالات الدينية والشعبية والليالى التى كان يطلق عليها «ليلة لأهل الله»،
يحكى الحاج يوسف: تمنيت أن أكون مثل هؤلاء.. ومن هنا بدأت أتابعهم بشغف وحب، وعندما أعلم بوجود فنان شعبى فى مولد أو فى أى مكان أذهب إليه لكى أستمع وأشاهد.. واستهوتنى هذه الهواية.. وكلما كبر سنى زاد معه حبى وعشقى لهذا اللون الجميل من الفن..
وفى سن مبكرة حفظت القرآن الكريم عن ظهر قلب، وساعدنى ذلك على حسن الغناء ومخارج الحروف وصحة الأداء.
بدأت فى مرحلة «الدندنة» أغنى بينى وبين نفسى ثم انتقلت إلى مرحلة أخرى وهى الغناء بين الأصدقاء .. ثم شجعنى أصدقائى لأغنى فى مناسباتهم البسيطة.
كان والدى يعمل ناظرا للزراعة وله معارف كثيرة فى القرى المجاورة.
فى إحدى الليالى فوجئت برجل من قرية مجاورة يأتى ومعه ركوبة «حمار ملجم».. أى لجام وعليه بردعة مزركشة غطاء مكسى ومبطن بقماش محشو من أفخم أنواع القماش ويطلب منى أن أركب هذه الركوبة ثم أذهب معه إلى قريتهم لأمر مهم.. وأن والدى هو الذى أرسله، وهو الآن يجلس مع عمدة القرية.
وعندما وصلت إلى القرية توجهت إلى دوار العمدة، وهناك وجدت والدى يجلس معه أناس كثيرون منهم كبار رجال القرية والقرى المجاورة.
سمعت صوت زغاريد.. ملت على والدى أساله.. ما الخبر؟ أجابنى فى صوت خافت اليوم حنة ابن عمك فلان، لفظ عمك.. يقال دائما على أى رجل كبير فى القرية وليس درجة قرابة.. وسمع من بعض أصدقائك من شباب قريتنا الذين تجلس معهم وتغنى لهم أنك تعرف تغنى مثل المطربين، وطلب منى وأصر أنك تحيى له ليلة الحنة الخاصة به.. وأيده والده وكبار رجال القرية.
نظرت حولى فوجدتنى بين مجموعة كبيرة من خيرة رجال القرية والقرى المجاورة.. شعرت بالخوف يتسرب إلى نفسى فى بادئ الأمر.. وبدأت أسال نفسى..هل أستطيع أن أغنى وسط هؤلاء وأعجبهم.. أعدت النظر فى وجوه من حولى، فازداد الخوف، لاحظ صاحب الدار ذلك.
أمر ابنه أن يصطحبنى إلى حجرة مجاورة، وقدم لى الطعام، وبدأ هذا الشاب يتعامل معى على أننى المطرب الذى يحيى ليلة حنة أخيه، وأكرمنى.. وأفاض فى الكرم.
وخرجت إلى مجلس الرجال وطلب منى والدى أن أغنى ولم أستطع الغناء.. ثم طلب الحاضرون.. وألح صاحب الدار على أن أغنى.. وأضاف بأنه سمع عنى وعرف أن صوتى جميل وأدائى للموال مقبول، وكثير من أهل القرية والقرى المجاورة يعرفون ذلك، لم يفلح هذا الإلحاح حتى فوجئت بأبى يهددنى بالضرب المبرح إذا لم أغن.. لقد وعد صاحب الفرح بذلك، وقال لا تضعنى فى موقف صغير كهذا،
لم أذعن إلى تهديد أبى لى، ولم أخش الضرب.. بل كنت أخشى الغناء أمام هذا الجمع من الناس أكثر حتى لا أفشل.
كانت المصادفة أنه يوجد فى هذه القرية فنان شعبى مشهور.. فأشار أحد الحاضرين بأن يأتوا بهذا الفنان ويبادر بالغناء أولا وإذا كان يوسف حقيقى «مغنواتى» سوف يستطيع الدفاع عن نفسه، بالفعل حضر المغنواتى.. وبدأ يوجه لى ألفاظا لاذعة ويستفزنى ويسخر منى .. وأنا لا أتحرك.. ولم يتوقف المغنواتى عند هذا الحد.. بل بدأ يسبنى بأفظع الشتائم.
نظرت إلى أبى وجدته قد فاض به الكيل.. حتى وجدتنى أنطلق كالمدفع.. أرد عليه الموال.. واستمر الحال حتى قرب أذان الفجر.
تعانقت مع المغنواتى وحيانى وشكرته.. وأثناء ذلك قام أحد الحاضرين يعطينى نقود (نقطة) فرفضت.. فقام صاحب الفرح ولبسنى (صديرى) له جيوب.. وكل من يريد النقوط يضعها فى جيوبى.. ويومها جمعت ما يقرب من جنيه.. كان النقوط فى تلك الأيام.. بالتعريفة والقرش، وكان الجنيه له قيمة كبيرة تعادل هذه الأيام خمسمائة جنيه فى عصرنا الحالى.
ومنذ هذه الليلة أصبحت مغنواتى للقرية والقرى المجاورة.. يطلبنى الناس لإحياء أفراحهم ولياليهم ومناسباتهم السعيدة.
لكن القدر تدخل.. فقد توفى والدى «رحمه الله».. وانتقلنا أنا ووالدتى وإخوتى للإقامة عند خالى فى القاهرة.. كان يوجد سوق اسمه (سوق المحمدى) ينعقد كل خميس بمنطقة العباسية.
كنت أتردد عليه لأنه كان يأتى إليه الفنانون الشعبيون لكى أشاهدهم وأتعلم منهم.. بدأت أتردد عليهم جميعا وأخصص كل يوم لمشاهدة مطرب منهم لكسب خبرة أكثر بدأت أسأل عن نجوم الصف الأول فى هذا المجال، حتى عرفت وسمعت اسم فنان شعبى كبير هو الفنان مصطفى مرسى يعتبر من عظماء هذا الفن.. اشتقت إلى معرفة المزيد عنه.. وتمنيت أن أراه وأتتلمذ على يديه، وكان لى صديق يسكن فى منطقة الأميرية.. وعلم بشغفى بالفنان مصطفى مرسى وفوجئت به يخبرنى بأن الحاج مصطفى مرسى سوف يحيى حفلة فى منطقة مجاورة لسكنه.
ذهبت مع صديقى إلى مكان الحفلة وشاهدت الفنان الكبير مصطفى مرسى وهى يصول ويجول بين الحاضرين يطوع الموال كيفما يريد بلغة فنان متمكن وعاشق ومبدع فى فنه وإبداعه، جذبنى أداؤه ووجدت ولع الناس به وعشقهم لفنه الراقى البديع.. وهنا تمنيت أن أتحدث معه.
فى فترة الراحة استأذنت منه أن أقول موالا.. فسمح لى.. وغنيت فى حضرة هذا الفنان الكبير وصفق لى الجمهور فسلم علىّ وأعطانى (ريال) عشرين قرشا، رغم أننى كنت ضيفا.
شعرت أنه أعطانى هذا الريال كتشجيع لى، ولكى أزداد ثقة بنفسى، وأستمر فى طريقى.. واعتبرت هذا الريال وساما على صدرى.. من هنا بدأت علاقتى بالحاج مصطفى مرسى وكان ذلك فى الأربعينيات من القرن الماضى وكنت فى ذلك الوقت أعمل فى أحد مصانع النسيج بشبرا الخيمة.
وفى أحد الأيام حضر الحاج مصطفى مرسى لإحياء ليلة فى منطقة اسمها أبو ليلة تتبع حى الزاوية الحمراء حاليا وكان معه مطرب آخر ولما رأنى بين الجمهور الحاضرين شتمنى بالموال وكان يسمى هذا اللون الهجاء وطلب منى الحاج مصطفى أن أرد عليه (فهجيته بالموال).. وفى النهاية غنى الفنان مصطفى بالموال وحسم الموقف واستأذنته أن أكون قريبا منه.. وفى هذه الليلة أخبرنى بأنه ينتبأ لى بمستقبل باهر، شجعنى كلامه أن أفكر فى الأمر بجدية . فى هذا الوقت لم يكن لى فرقة خاصة بى وكنت أذهب إلى سوق المحمدى لأحضر فرقة من هناك يغنون ويعزفون معى:
أول بداية طريقى.. قريت كتير
أول بداية طريقى.. قريت كتب وسير
وحفظت مواويل.. وع الارغول أديتها
ومشيت مع ناس.. لها مجد وتاريخ وسير
وقبل ما أخذ كتير.. من الناس اديتها
مشوارى.. مشوار طويل.. كله عرق وسير
وأسعد ليالى ف دنيا الفن أديتها
أخلصت فى مهنتى وبذلت مجهودى
ونظمت مواويل.. وعجبت جميع جمهورى
وقولت يا ما قصص من حسن تفكيرى
وقولت للعين أسى م السهر أسى
واتحملى كتير ما دام طبع الزمن أسى
وباملا من الصبر كاسى.. وباجعله شربى
مع زكريا الحجاوى
يقول الفنان يوسف شتا: مع بداية الخمسينيات أكرمنى ربى وكنت قد أثبت وجودى على الساحة الفنية بعد رحلة معاناة كبيرة وصبر شديد، حتى تمكنت من تكوين فرقة خاصة بى.. وبعت الدراجة وسيلة مواصلاتى الوحيدة.. واشتريت سيارة جديدة.. وكنت أتنقل بها بين الأحياء والقرى والمدن وبصحبتى فرقتى.. حتى ذاع صيتى وأصبحت من المشاهير.
تعرفت على الفنان الكبير زكريا الحجاوى فى مولد سيدنا الحسين.. وفى أحد الأيام فوجئت به يستدعينى فى منزله بالجيزة واصطحبنى معه فى مسارح وليالى وزارة الثقافة، وكان أجرى وفرقتى أربعة جنيهات.
انتشرت فى أفراح الأقاليم.. وأصبح اسمى يتردد فى أنحاء القطر المصرى كله وكانت وزارة الثقافة تفرض على الفنان الشعبى أن يغنى ومعه فتاة أو اثنتين لجذب الجمهور.
كنت لا أميل لهذا الأسلوب .. لأننى كنت أشاهد الفنان مصطفى مرسى يغنى طول الليل دون أحد من العنصر النسائى.. وكان الجمهور يسهر معه حتى الفجر وكذلك الفنان القدير محمد ريحان..
فكنت أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنى فى طريقى دون الاعتماد على العنصر النسائى.. حتى لا يقال إن يوسف شتا اشتهر على حساب (واحدة ست).
المعدية.. وبدايتى مع الإذاعة
يقول الفنان الكبير يوسف شتا: التقيت المخرج عبده دياب فى الإذاعة.. وكنت ذاهبا للإذاعة لتقديم طلب اعتمادى كان ساعتها بيعمل مسلسل المعدية.. وقال لى: تعالى اشتغل معايا.. ثم أحضر لى كاتبا كبيرا ومعه كلام معرفتش أغنيه، وطلبت منه أن يعطينى فرصة لأقوم بتأليف كلمات مناسبة لهذا المسلسل.
جلست فى مكتبه وأعطانى النص لأقرأه حتى وفقنى الله فى كلمات البداية والتى تقول:
كفاية يا زمان بزيادة معادية
خلتنى حيران.. معاده ومعادية
كمثل غرقان مش طايل معدية
يا صاحب العقل خلى البال ويايا
واسمع معايا حكاية المعدية
عندما سمع المخرج عبده دياب ومعه الكاتب الكبير هذه الكلمات صفقا فرحا وشهدا لى بأن كلماتى هى الأنسب للمسلسل، ولكن لا بد من وضع نهاية له.. قلت له بسيطة.. اسمع دى
الحب كلمة.. لكن حلوة بقيتها
وان عشنا بكره سوى.. نسمع بقيتها
عندما تحين الساعة الخامسة والربع عصرا من كل يوم يجتمع الناس حول الراديو لمتابعة مسلسل المعدية.. ونجحت بشكل كبير.
وكان يوم الثلاثاء الأول من كل شهر تعقد ندوة فى استديو36، ودعانى المخرج عبده دياب لتقييم المسلسل وكان بطولة شكرى سرحان وكريمة مختار وعبدالغنى قمر وأنور محمد «حلاق الغبرة».
فى بداية الندوة أخبرهم عبده دياب بأن هناك مفاجأة، ثم نادى علىّ من مكتبه وأدخلنى إلى الحاضرين فى الندوة ثم أشار إلى قائلا: أقدم لكم الرجل الذى تسبب فى نجاح المسلسل.. صفق الحاضرون أكثر من خمس دقائق متواصلة.. ثم غنيت موالا حييت فيه الحاضرين طبعا غير كلمات البداية والنهاية.
وفى هذه الجلسة تقدمت بطلب رسمى لاعتمادى بالإذاعة، وكان رئيس الإذاعة فى ذلك الوقت الأستاذ عبدالحليم نويرة.. وبفضل الله.. نجحت فى الامتحان وتم اعتمادى (كمطرب بلدى).
وتوالت أعمالى الإذاعية فى مسلسلات عديدة ومنها (مختار ورئيسة) تأليف محمود إسماعيل جاد وإخراج محمود شركس، و(ابن البلد) تأليف محمود إسماعيل جاد أيضا، و(فوزى وأنصاف» مع الفنان زكريا الحجاوى.. إلى أن جاء الأستاذ فهمى عمر.. ورفع درجتى وأجرى كمطرب فئه أولى.
مع التليفزيون.. وانطلاقة جديدة
فى أوائل الستينيات ومع بداية ظهور التليفزيون دخلت مكتب المخرج شوقى جمعة، وكان يسجل برنامجا عن حرفة السجاد، فطلب منى أن أغنى موالا عن صناعة السجاد، وكانت هذه الأيام ذكرى ثورة يوليو، والثورة فى طريقها للنهوض بالصناعة عموما، ومنها صناعة السجاد، وبدأ الفن يلمع فقلت:
صنعتنا بنشوف حسنها.. بيزيد وجمالها
بلاد الحرارة.. ما احنا اسودها وجمالها
وفى آخر الموال قلت:
والفضل يرجع لثورة مصر وجمالها
واستمررت فى العمل مع التليفزيون.. وسجلت فى برامج الفن الشعبى بالعديد من القنوات التليفزيونية الرئيسية والمحلية.
وفى حفل جامعة القاهرة بمناسبة عيد الفلاح ووسط جمهور الجامعة التى تجمع طلابا من كل محافظات مصر، وكان معى أخى الفنان محمد طه والحاج الأستاذ مصطفى مرسى كان الحكم بينى وبين محمد طه.. ويومه غنيت للجامعة وللعلم أنا وطه.
وبدأت برامج التليفزيون فى تسجيل العديد من الحوارات معى.. سجلت مع المذيعة ليلى رستم.. وسجلت فى الكثير من البرامج..واستمرت رحلتى مع التليفزيون حتى آخر لحظة.