تلعب منتجات الألبان والأطعمة المصنوعة منها دورًا مهمًا فى توفير العديد من العناصر الغذائية الأساسية بما فى ذلك البروتين والكالسيوم فيتامينDوفيتامينAوفيتامينB12والريبوفلافين والنياسين والفوسفور والبوتاسيوم والمغنيسيوم لذلك يعتبر الحليب والجبن والزبادى من الأغذية الأساسية فى الأنماط الغذائية الصحية فى الحميات الغذائية.
وتشير منظمة الأغذية والزراعة(FAO) إلى أن منتجات الألبان وسيلة لتلبية احتياجات الأشخاص فى كل من الكالسيوم والمغنيسيوم والسلنيوم والريبوفلافين وفيتامينB12وحمض البانتوثنيك.1 ويعد الحليب المصدر الغذائى الأول للكالسيوم وفيتامينDوالبوتاسيوم فى الحميات الغذائية للأطفال والبالغين. ويأتى الجبن فى المركز الثانى كمصدر غذائى للكالسيوم بعد الحليب.
أوضحت دراسة لمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية أن اللبن يساعد على التخلص من الكميات الفائضة من الصوديوم فى الجسم، وذلك لأنه يحتوى على نسبة عالية من البوتاسيوم حيث تعرف منتجات الألبان على أنها واحدة من مجموعات العناصر الغذائية الغنية والموصى بها حول العالم كجزء مهم من الحميات الغذائية الكاملة والصحية لذلك يعتبر الحليب ومنتجاته خاصة منتجات الألبان المتخمرة من الأغذية المثالية على الموائد فى شهر رمضان كونها أغذية ملينة علاوة على احتواءها على بكتريا حمض اللاكتيك النافعة والداعمة لصحة الجهاز الهضمى والمفيدة لصحة الجسم وتعزيز المناعة.
وأكدت أن تناول الحليب المنزوع أو قليل الدسم يعتبر الخيار الأمثل فى شهر رمضان فى وجبتى الإفطار والسحور فهو غنى بالبروتين والكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات مما يعوض فقدان الجسم لهذه العناصر أثناء ساعات الصيام الطويلة. بالإضافة إلى قدرته على توفير الشعور بالشبع فى نهار رمضان وتقليل الشعور بالعطش ويفضل أن يحل الحليب البارد ومشروبات اللبن الرايب محل المشروبات الغازية التى تؤثر سلبًا على عملية الهضم والامتصاص بالإضافة إلى افتقار هذه الأنواع من المشروبات للقيمة الغذائية علاوة أنها تتسبب فى زيادة الوزن. وتناول منتجات الألبان فى وجبة السحور يحافظ على انتعاش وترطيب الجسم خلال فتره الصيام.
وكشفت أنه يلاحظ عند تناول كوب من الحليب الدافئ فى السحور يساعد على النوم الجيد وذلك للاحتواء اللبن على الحمض الأمينى التربتوفانTryptophanالذى يساعد فى إنتاج الناقل العصبى السيروتونين المعزز للحالة المزاجية الجيدة والشعور بالراحة وتحسين جودة النوم كما يقلل من الشعور بالتوتر والقلق لما له من تأثير مهدئ على الجسم من خلال خفض ضغط الدم وخفض مستويات الكورتيزول.
وأوضحت أهمية دمج الحليب ومنتجاته مع أصناف الطعام المختلفة على الموائد الرمضانية خلال شهر رمضان وتناول الغذاء الصحى المتكامل المشتمل على أنواع الأطعمة المختلفة لكى يحصل الصائم على جميع العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم وبدون اسراف فالغذاء الصحى المتوازن يجعل الصائم يتمتع بصحة جيدة ويساعده على أداء انشطته وواجباته الدينية بدون مشاكل أو متاعب صحية مع ضرورة التزام الصائم بالتوصيات الغذائية اليومية والحرص على تناول كوبين من الحليب بالإضافة ضافة إلى منتجات الألبان الأخرى فى وجبتى السحور والإفطار للحصول على الكميات اللازمة من الكالسيوم حيث أن تناول عنصر الكالسيوم بكميات كافية ضمن النظام الغذائى اليومى خلال شهر رمضان ضرورى للحفاظ على معدلات الكالسيوم فى الدم وبالتالى الحفاظ على صحة الجسم وعلى سلامة وصحة العظام ووقايته من الإصابة بالهشاشية علاوة على تأثيره فى تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون وتخفيف ارتفاع ضغط الدم والمحافظة على صحة الأسنان من التعرض للتسوس الذى تزداد فرص حدوثه بسبب عادة تناولنا الكثير من أصناف الحلويات فى شهر رمضان وتجنب انخفاض معدل الكالسيوم فى الدم حتى لا يدفع الجسم إلى تعويض هذا النقص عن طريق سحب مخزون الكالسيوم من العظام والأضرار بها.
وأكدت أنه من أهم الأمور التى يجب مراعاتها لتحقيق ذلك مراعاة أن تبدأ وجبة الافطار بمشروبات وأطعمة سهلة الهضم والامتصاص مثل العصائر الطبيعية أو الزبادى المخفوق بالفواكه واللبن بالتمر واستبدال بعض المشروبات التى تحتوى على نسبة عالية من السكريات بالحليب البارد أو اللبن قليل الدسم فالإفطار على كوب من اللبن بالتمر يساعد على رفع نسبة السكر فى الدم بسرعة، والحرص على كسر الصوم ببضع تمرات من السنة فالسكريات الأحادية الموجودة بالتمر تعطى طاقة سريعة للصائم لأنها تتمثل بسرعة ويستفيد منها أعضاء الجسم وبشكل خاص المخ الذى تعتبر السكريات من أهم مغذياته وبالتالى ينشط الصائم ويستعيد قدرته ونشاطه بسرعة.
كما أشارت إلى أن التمر يمد جسم الصائم بكمية من البوتاسيوم اللازمة ليستعيد الجسم خاصية الاحتفاظ بالماء والانتعاش بعد فترة الصيام والجفاف بالإضافة إلى العديد من العناصر المهمة الأخرى مثل الماغنسيوم والفسفور والزنك وفيتامين ( أ ) وفيتامين ( د ) ومضادات الأكسدة والألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان ما يساعد على سهولة الهضم وتقليل الإصابة بالإمساك ويحتوى مشروب اللبن بالتمر على نسبة عالية من الحديد والذى بدوره يحمى من الإصابة بفقر الدم والأنيميا.
ويجب أن تحتوى مائدة الإفطار على المواد الكربوهيدراتية المعقدة مثل حبوب القمح والشوفان بالإضافة إلى الخضروات والأعشاب الخضراء والفواكه الطازجة والفواكه المجففة مثل المشمش والتين والخوخ والحرص على تناول طبق السلطة لإمداد الجسم بالفيتامنيات والمعادن والألياف التى تساعد على الهضم وتنشط حركة الامعاء وتسهيل عملية الإخراج وتحمى من سرطان القولون. كما يجب التقليل من الأطعمة المقلية لأنها قد تسبب عسر الهضم والحموضة بالإضافة إلى تسببها فى زيادة الوزن، وشرب كميات كافية من الماء بين وجبتى الإفطار والسحور لإمداد الجسم بالسوائل أثناء النهار. ويعد الماء أفضل خيار مقارنه بالمشروبات الأخرى فشرب الماء بين الإفطار والسحور يقلل من خطر الإصابة بالجفاف خلال الصيام وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة فى الصيف.
كما يجب الحرص على شرب 2-3 لتر من السوائل يوميًا من بعد الإفطار الى وقت السحور والتقليل من تناول المشروبات التى تحتوى على الكافيين مثل القهوة والشاى لما لها من تأثير فى زيادة إدرار البول وفقدان السوائل من الجسم وتجنب تناول المشروبات الغازية لأنها تؤثر سلبًا على عملية الهضم والامتصاص، إضافة إلى افتقار هذه الأنواع من المشروبات للقيمة الغذائية وتأثيرها على زيادة الوزن والابتعاد عن الإسراف فى تناول الطعام حتى لا يضطر الجسم إلى تخزين الفائض على هيئة دهون. مع ضرورة ممارسة شيئا من الرياضة بعد الإفطار بساعة لتنشيط عملية الهضم كالذهاب لصلاة التراويح أو المشى، وتناول وجبات خفيفة بين الفطار والسحور كالمكسرات والفواكه والخشاف ومراعاة تأخير وجبة السحور لتفادى الشعور بالجوع أو العطش فى وقت مبكر من الصيام والحرص على وجبة السحور حيث يهمل كثير من الناس فضلها وأهميتها فهذه الوجبة هى وجبة التزود بالطاقة والتى سوف تمد الصائم بالاحتياجات الغذائية التى تعينه على إتمام صومه وعبادته حتى يفطر وتحافظ على مستوى السكر فى الدم خلال فترة الصيام.
وتعتبر منتجات الألبان المتخمرة كالزبادى والأجبان قليلة الدهن والملح كالجبن القريش واللبنة من الأطعمة المناسبة فى وجبة السحور لمحتواها الجيد من الفيتامينات والمعادن والبروتينات المفيدة مع تناول الفواكه والخضروات الطازجة مثل الخيار والخس نظرا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الماء تساعد الجسم فى تعويض ما يفقده من سوائل أثناء الصوم وتجنب الأغذية عالية الملوحة والمحتوية على الكثير من التوابل والبهارات وكذلك الحلويات المركزة والأطعمة الدسمة أو المقلية والغنية بالسعرات لأنها تزيد الإحساس بالعطش أثناء الصيام.