تشغل الكنوز المصرية القديمة بال جميع الباحثين والدارسين، نظرًا لما يحمله تاريخ مصر القديمة من أسرار وحكايات لم تكشف جميعها بعد، فبين الحين والآخر يتم الكشف عن دراسة ما تساعد على فهم حضارتنا القديمة بشكل مفصل أكثر، ويتم ذلك بناء على دراسات علمية يتم نشرها فى مجلات علمية محكمة، مؤخرًا تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى نتائج دراسة حديثة تخص هيكل نزلة خاطر.
البداية كانت مع نشر عدد من الصور بتقنية حديثة "ثلاثية الأبعاد" تظهر وجه تقريبى لهيكل نزلة خاطر وهو لشاب مصرى كان يبلغ عمره وقت وفاته من 17 إلى 19 عاما، ويعد الهيكل ثانى أقدم هيكل عظمى بشري فى مصر، إذ يبلغ عمره أكثر من 35 ألف عام .
ثم تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعى ما قام به الباحثين البرازيليين، وهو إعادة وجه هيكل نزلة خاطر باستخدام المسح التصويري بتقنية ثلاثية الأبعاد، وإعادة رسم الوجه من جديد بدقة وتفاصيل عالية، ونشر مجموعة من الصور بطريقة تفصيلية لجمجمة الهيكل.
وزارة السياحة والآثار ردت على ما نشر من نتائج البحث السالف ذكره، نافية النتائج التى توصل لها الباحثين، مؤكدة أن الباحثان استندا في بحثهما إلى الرؤية الفنية الخالصة لهيكل "نزلة خاطر" تعتمد على استخدام برامج الجرافيك وليس على القياسات التشريحية للهيكل والتى أدت للوصول إلى هذه النتائج وهو ما يخالف معايير البحث العلمى.
وعلقت وزارة السياحة والآثار قائله: " إن الباحثين البرازيليين لم يتخذا الإجراءات العلمية والإدارية والقانونية الصحيحة والمتعارف عليها دولياً فى مجال البحث العلمى، حيث لم يتقدما بأى طلب لهيئة المتحف لتصوير هيكل "نزله خاطر" ورفع قياساته التشريحية ودراستها، كما لم يشيرا إلى حصولهما على قياسات الهيكل التشريحية من أى جهة أخرى بما لا يعطى أية مصداقية في نتائج البحث والنسب التشريحية الواردة فيه وفي عملية إعادة تصور الوجه.
أما عن حكاية هيكل نزلة خاطر فهو عظمى لمومياء مصرية يعود عمرها إلى أكثر من 35 ألف سنة، لشخص كان يبلغ عمره وقت وفاته من 17 إلى 19 عاما، ويعد الهيكل ثانى أقدم هيكل عظمى بشري فى مصر، وكان قد تم العثور عليه العثور عليه فى منطقة "نازلة خاطر".
وهيكل "نزلة خاطر" هو هيكل متكامل لشخص عاش قبل نحو 35 ألف سنة، أطلق عليه العلماء اسم "إنسان نزلة خاطر" نسبة إلى مكان اكتشاف عظامه، فى قرية تحمل الاسم نفسه، تقع على بعد 12 كيلومتراً من مدينة طهطا بمحافظة سوهاج "جنوب مصر"، حيث اكتشفت بقاياه البعثة البلجيكية العاملة فى مصر خلال أعمال التنقيب بالقرية عام 1980.
قامت البعثة بنقل عظامه إلى بلجيكا لدراستها وترميمها وتجميعها لتصبح هيكلاً كاملاً، والدراسات التى أُجريت على البقايا كشفت كثيراً من الحقائق حول صاحبها والبيئة التى عاش فيها، فهو ينتمى إلى العصر الحجرى القديم الأعلى، وكان يعمل فى محجر لاستخراج الحصى والزلط الذى استخدم وقتها لصناعة الأدوات القاطعة الحجرية، مثل السكاكين والفؤوس والمكاشط، وعُثر على بقاياه مدفونة فى تل ملاصق للمحجر ومعه فأسه، وهى أداة قاطعة من قرون الحيوانات؛ خصوصاً الظباء والغزلان.