"طفح بينا الكيل ورائحة الصرف طفشتنا من بيوتنا".. هكذا كان رد فعل أهالى منطقة كيما بأسوان الذين يعانون لليوم الرابع من أزمة تراكم مياه الصرف الصحى فى الشوارع وأمام المنازل، بعد توقف طلمبات الرفع بمحطة الصرف (10).
قال عمرو محمد عبد العال، أحد أهالى عزبة المرشح بمنطقة كيما، إنهم يعانون من أزمة تسريب مياه الصرف الصحى إلى داخل منازلهم منذ سنوات مضت، نتيجة ضعف طلمبات رفع مياه الصرف بمحطة رقم 10، والتى يوجد بها 4 طلمبات لا يعمل منها سوى واحدة فقط، مشيرا إلى أنه فى حالة تعطل الطلمبة الرابعة تطفو مياه الصرف وتغزو بغزارة منازل عزبة المرشح، نظرا لوجود المحطة على مستوى أعلى من المنازل.
وأضاف محمد محمود جاد الله، من أهالى كيما بأسوان، أن هذا الأمر يتكرر كل فترة، مما يتسبب فى تهالك المبانى وإلحاق الضرر بالسيارات والمحال التجارية بالشوارع وغير ذلك، وعلق قائلاً "تعبنا من كثرة الشكاوى والاستغاثة بالمسئولين الذين لا يبالون بحجم الكارثة التى يعيشها أهالى كيما، بسبب هذه المحطة والتى توجد فى مستوى أعلى من المنازل.
وأوضح عبد الناصر جمال عبد الناصر، أن الأهالى تلقوا وعوداً كثيرة من المسئولين والمحافظين الحالى والسابقين، على إنهاء هذه المشكلة، إلا أن المنطقة لا تزال من كوارث الصرف الصحى وانتشار الأمراض.
من جانبه، تفقد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، محطة الصرف رقم 10 لمعالجة الصرف الصحى بمنطقة كيما، لمتابعة أعمال الصيانة بها، ورافقه خلالها مديرو الهيئة القومية وشركة مياه الشرب والصرف الصحى والمقاولون العرب، ومسئولو الصرف الصناعى بشركة كيما، بجانب المهندسين والفنيين المختصين.
وعقب استماع محافظ أسوان لشرح تفصيلى عن محطة رقم 10 والوسائل والطرق المتاحة لتشغيلها بالشكل المطلوب، كلف المحافظ بضرورة تنفيذ حل مؤقت وعاجل للمحطة لتفادى تعرضها لأى توقف عن العمل فى الفترة المقبلة، وما ينتج عنه من أضرار لتدفق كميات الصرف للمنطقة السكنية المجاورة، بحيث يبدأ هذا الحل من اليوم بوجود فريق عمل من المقاولون العرب، وأيضاً العاملين بالمحطة بالتواجد على مدار اليوم داخل المحطة للتعامل مع أى أحداث طارئة أو مفاجئة بها، وسرعة التواصل مع الأطراف الأخرى بشركتى المياه وكيما للقيام بتحويل المياه المتدفقة للمحطة إلى الخطوط البديلة فى حالة تعرض الطلمبات لأى توقف.
وكلف مجدى حجازى، أيضا لجنة تضم الهيئة القومية وشركة مياه الشرب والمقاولون العرب وكيما لأخذ عينات من مياه الصرف الصناعى بشركة كيما للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات، بناء على برتوكول التعاون المبرم بين شركتى كيما ومياه الشرب، بضخ كميات من الصرف الصناعى على المحطة، بهدف توضيح كل الحقائق أمام الرأى العام والمواطنين بكل شفافية ومصارحة.
وأكد اللواء حجازى أن الحل النهائى لتوفير الأمان الكامل بالمحطة هو توريد عدد 2 طلمبة بتكلفة إجمالية 5 ملايين جنيه، وقدرة كل منها 260 لتر/ثانية شاملة المحابس ولوحات التشغيل والقطع الفاصلة والجوانات ومفاتيح التشغيل وإحداهما من خلال شركة مياه الشرب والصرف الصحى، والأخرى من خلال شركة كيما، والتى سيتم توريدها خلال شهرين.
وأجرى محافظ أسوان اتصالا باللواء سيد العشرى، رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، والذى وعد بتوريد طلمبة منهم خلال أسبوع بواسطة شركة مياه الشرب والصرف الصحى، مع العمل على سرعة توريد الطلمبة الأخرى بواسطة شركة كيما، حتى يتسنى تشغيلهما والقضاء نهائياً على مشاكل محطة رقم 10 المتراكمة منذ سنوات.
وطمأن محافظ أسوان المواطنين الذين التقاهم أثناء تفقده للمحطة بمدى اهتمامه بهم، وهو الذى شهد إشادة وتقدير منهم لدور المحافظ والأجهزة المعاونة لحل مشكلتهم، موضحا أنه عقد اجتماعا منذ شهرين مع وزير البيئة ورئيس الهيئة القومية ورئيس شركة كيما بالقاهرة لبحث مشكلة محطة رقم 10، ومنع الصرف الصناعى لشركة كيما على المحطة، وتم وضع خطة زمنية يتم متابعتها وسيتم الانتهاء منها قريباً.
والجدير بالذكر أن محطة رقم 10 بكيما تم دخولها الخدمة فى عام 2008 على مساحة 1500 متر مسطح، وتضم 4 طلمبات رفع قدرة 260 لتر/ثانية لكل منها، وتعمل حالياً طلمبتان فقط، فيما تحتاج الطلمبتان الأخرتان للصيانة، وتستوعب المحطة كميات الصرف الصحى لمناطق عزب كيما بالكامل عقب رفع هذه الكميات من خلال محطة رقم 9 بكيما، كما يتم ضخ بعض المخلفات الصناعية لمصنع كيما، وأيضا العمارات السكنية بكيما على المحطة بإجمالى كميات صرف تتراوح ما بين 17 إلى 20 ألف م3/ يوميا ليتم بعد ذلك رفعها لمحطة المعالجة رقم 40 بالعلاقى من خلال خط طرد قطر 700 ملى.