تعد المحميات الطبيعية فى مصر، هى الوجه الأكثر استقطابا للطلاب بالجامعات والمدارس، وهناك عدد من المحميات فى محافظة القاهرة من سياحة رحلات اليوم الواحد، وهما محميتى وادى دجلة والغابات المتحجرة.
خلال هذا التقرير نصحبكم فى جولة داخل محمية وادى دجلة، حيث إن لها أهمية تعليمية وتثقيفية وترويحية، وتعمل على جذب سياحة اليوم الواحد، لطلبة المدارس والأطفال، بسبب قربها من القاهرة الكبرى، كما أنها جزء أصيل من التعريف بالصحارى ومكوناتها المختلفة، وتعد مكانا جيدا لإجراء الدراسات البحثية والعلمية، فى كل المجالات النباتية والحيوانية والجيولوجية، حيث تتوافر فيها مقومات السياحة البيئية والترويحية، اللازمة لممارسة رياضة المشى، إضافة لإقامة المخيمات بشرط عدم إحداث ضرر للنظام البيئى للمنطقة.
هناك بالقرب من شرق حي المعادي بالصحراء الشرقية بمحافظة القاهرة، بعد حوالى 10 كيلو مترات من مدخل القطامية العين السخنة، تجد المدخل الشرقى لمحمية وادى دجلة، ولها أيضا مدخل ثان فهو فى منطقة جنوب القاهرة من ناحية حى المعادى، وهو الأكثر ازدحاما حيث يعرفه الجميع وهو الأقرب للقاهرة من داخل حى زهراء المعادى.
وتحت سماء محمية وادى دجلة المفتوحة، والأفق الصحراوية، المزينة بسلسلة الجبال المرتفعة، يخيم الجميع وسط إحساس ومذاق مختلف للطعام، فشكل الوادى الذى يعتبر أحد الأودية الطبيعية الهامة، يمتد من جهة الشرق إلى جهة الغرب حوالى 30 كيلو مترا، وتتخلله صخور الحجر الجيرى، التى ترسبت في البيئة البحرية فى الصحراء الشرقية منذ 60 مليون سنة تقريبا.
هذا الممر يسمونه بـ"دجلة كانيون" يبهر الزائرين خلال التجول بالمحمية، مع جوها الرطب المشمس، ويمكن لهم الاستمتاع بقضاء يومهم داخله واللعب بالكرة وتسلق الجبال والتنزه، وسط الأعشاب الطبيعية، إضافة لتنظيم حفلات الشواء والسمر في الهواء الطلق.
وتعود هذه المنطقة بوادى دجلة إلى العصر الأيوسين حيث كان البحر الأبيض المتوسط يغمر هذه المنطقة، ومع انحساره إلى الشمال، انكشفت هذه المنطقة، بما فيها من رواسب الحجر الجيرى، والطمى الغنى بالحفريات البحرية.
هذه المحمية غنية جدا بالحفريات، يمكنك أن تراها بعينك، و يبلغ ارتفاعها علي جانبى الوادي مايقرب من 50 مترا تقريبا، عرفها القصاصين عام 1993م أنها بيئة تتميز بطبيعة جغرافية خاصة، تتفرد بها هذه المحمية وحدها بين محميات مصر جميعا.
داخل محمية وادى دجلة وبالتحديد مركز خدمة زوار المحمية الذى يوجد فى المدخل الشرقى الرئيسي لمحمية وادى دجلة، حيث توجد بوابة تم تصميم جدرانها بالأحجار الجيرية لتلائم طبيعة المكان، وزينتها الألواح الخشبية فى شكل متناسق ومبدع، ووضعت لوحة استرشادية لوزارة السياحة أعلى حائط البوابة للتعريف بالمحمية الطبيعية، شملت أنواع الحيوانات البرية والأعشاب النادرة، تم تدوينها باللغتين العربية والإنجليزية.
على يمينك من بوابة الدخول مكتب التذاكر، وعلى يساره مكتب الإدارة، ويجاوره غرفة الحراسة، ومركز خدمة زوار المحمية هو تابع لوزارة البيئة وبالتحديد يتبع مشروع الاستدامة المالية للمحميات الطبيعية، بالوزارة، راعت فيه التواصل مع كل جهات الدولة المعنية بالمنطقة المحيطة بالمحمية، وعملت على إشراك المجتمع المحلى للسكان المحميات ، واصبحت المحمية منفذ لتسويق المنتجات البيئية المحلية لهم.
منذ دخولك فى اللحظة الأولى لمركز خدمة الزوار سيبهرك هذا التكوين والتنسيق من ممرات للسير على الأقدام، ومطالع التنقل من والى المحمية، حيث راعى منفذين المشروع طبيعة المحمية واستخدام الاحجار البيئية، والاخشاب الشجرية، حتى الاضاءة بمصابيع تراثية وشموع، على جانبى الممرات توجد بعض الغرف والاماكن المغلقة التى يتم فيها استقبال كل الزوار والخدمات وايضا مراعاه وجود بعض الحمامات.
جدير بالذكر، أن محمية وادى دجلة هى احد المحميات طبيعية فى مصر، وتم إعلانها بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 47 لسنة 1999م، والمعدل بالقرار رقم 3057 لسنة 1999م ، مساحتها الإجمالية 60 كيلو متر مربع تقريبا، وبها العديد من مظاهر الحياة النباتية والحيوانية ، اذ يكسو الوادي غطاء واقى من النباتات الحولية، فبها 64 نوع نبات مثل "السلة" و"الرطريط" و"العوسج" و"الرتم" و"الأثل" و"الغردق" و"الشيح" و"شاى الجبل" و"القيصوم الجبلى" وغيرها. وهذه النباتات إما لها أهمية طبية أو اهمية رعوية أو تستغل كوقود.
كما يوجد بها العديد من مظاهر الحياة والبيئة الحيوانية ، حيث تم تسجيل وجود آثار لـلغزال الحفرى، وهو ما يعطي دليلا علي وجود "التيتل النوبي" ، و يضم الوادى مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية الأخرى الاخرى مثل الأرانب الجبلية، والثعلب الأحمر والذئب العربي، والفأر ريشى الذيل، والبيوض، والفأر أبو شوك والخفاش الصغير أبو ذيل.
وبها اكثر من 12 نوعا من طيور الصحراء الشرقية و الأنواع المهاجرة، بالاضافة الى الطيور الزائرة شتاءا والمقيمة والزائرة صيفا، مثل طائر "الأبلق المتوج" و"نمنمة الشجر" و"عصفور الزمير" و"الغراب النوحى" و"الحمام الجبلى" و"البعفة" وهى نوع من البوم الكبير .