متخبطا مهزوزا يلقى بالاتهامات جزافا.. يتوعد الجميع ويشكك فى نوايا كافة الأطراف، هكذا بدا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى مقابلة تليفزيونية، مع قناة الجزيرة القطرية، فى محاولة من القناة لتجميل صورة أردوغان التى اهتزت بشدة، بعد أن ظهرت ديكتاتوريته وقراراته السلطوية أمام العالم كله، وأطاح بكل القوانين وحقوق الإنسان عندما نكل بالآلاف من معارضيه، وأغلق كثير من الصحف والقنوات التليفزيونية، لكى لا يسمع أو يقرأ سوى من يمجد له، ويرفعه إلى مرتبة الخلافة، كما يتوهم دائما .
ليس خافيا على أحد أن لقاء أردوغان مع قناة الجزيرة هدفه تلميع صورته أمام العالم ، ولإعطائه المساحة لكى يبرر أفعاله الديكتاتورية التى اتخذها ضد مواطنيه وقادة وافراد جيشه، بعد فشل حركة الجيش، وأيضا لإعطائه الفرصة ليستمر فى مهاجمة من يرى أنهم خصومه، ولذلك انتهز أردوغان الفرصة السانحة ذاكرا أسبابا واهية لما يتخذه من إجراءات تنتهك حقوق الإنسان، وترسخ سياسة الإقصاء، كما واصل بث سمومه ضد الجميع، مستمرا فى حملة الأكاذيب والافتراءات التى يرددها هو وأنصاره بدون دليل أو سند.
وبترتيب مسبق، وتخطيط من المخابرات القطرية التى تتدخل فى وضع برامج قناة الجزيرة، بما يخدم مصالحها، تعمد مذيع الجزيرة أن يضع الإعلام المصرى فى سؤال وجهه إلى هتلر تركيا، فما كان من أردوغان إلا أن يكيل الاتهامات الباطلة ضد الصحف المصرية والإعلام المصرى، بسبب موقفهم ضد قراراته المتسلطة وخطواته الانتقامية ضد فئات الشعب التركى، وكالعادة انتقد تغطية الإعلام المصرى لحركة الجيش التركى ضده، وكأنه كان يريد أن يحيد الإعلام المصرى عن مهنيته وينحاز إلى صفه ضد هذه الحركة، ويتغاضى عن المجازر التى يرتكبها والانتهاكات التى تمارس بأوامر شخصية منه ضد جيشه والمعارضين له، ورغم أن الإعلام المصرى لم يتخط حدود التغطية الخبرية، شأنه شأن كل وسائل الإعلام العالمية، التى غطت بشكل كبير ومستمر أحداث تركيا، والمجازر التى ارتكبها أردوغان ضد جنود الجيش ومعارضيه.
وواصل أردوغان أكاذيبة ، وهاجم مصر حكومة وشعباً، كعادته دائماً، فى انحياز دائم وكامل وأعمى للإخوان ، بحيث لم يرَ فى ثورة 30 يونيو سوى انقلاب أطاح بمحمد مرسى ، رغم أن العالم كله احترم إرادة الشعب المصرى ، ورغبته فى التغيير ، واعترف بالثورة الشعبية فى 30 يونيو ، ولكن أردوغان واصل كذبه وافتراءه لرغبته فى تصدير أزمتة الداخلية ، والتغطية على مايفعله ضد شعبه ، وآخرها فرضه لحالة الطوارئ بتركيا لمدة 3 شهور ، رغم انتقاده العلنى والدائم للأمر عندما اتخذته مصر فقط فى مناطق الاشتباكات مع العناصر الإرهابية فى سيناء .
افتئات أردوغان على مصر ، وإصراره الدائم على الزج باسمها فى كل شاردة وواردة ،يأتى بسبب الحقد والغل الذى يكنه الطاغية العثمانلى ، بسبب تجاهل مصر التام لكل ما يقوله ، وتركه يعوى بلا طائل ، دون وضع أى وزن أو أهمية لما يقوله ، كما أن موقف مصر من بيان مجلس الأمن والذى أصرت فيه القاهرة على استبدال عبارة "احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطيا" بعبارة "المطالبة باحترام المبادئ الديمقراطية والدستورية لحكم القانون" ، وهو الأمر الذى أفشل صدور البيان، أشعل غضب أردوغان الذى كان يأمل فى صدور بيان من مجلس الأمن يعضد موقفه المنهار وعرشه الذى كاد أن يسقط فى تركيا.
المؤكد أن ما قامت به قناة الجزيرة ، ومحاولتها تلميع صورة أردوغان ، لن يكتب له النجاح، ومهما ساق هتلر أوروبا الجديد من مبررات ، فلن يشفع له أمام العالم ما جنته يداه ضد عناصر جيشه ومواطنيه ، ولن يغفر له أحد انتهاكاته المستمرة ضد القضاه والمعلمين دون أى تحقيق أو أسانيد سوى رغبته فى السيطرة على مفاصل الدولة التركية ، ليتمكن من فرض هيمنته عليها وإخماد أى صوت معارض، وعليه فإن اتهامات أردوغان المستمرة ضد مصر حكومة وشعباً ، وضد إعلامها ليس لها قيمة تذكر ، مهما حاول ترويج الاكاذيب والافتراءات والمزاعم ، لأن العالم أجمع يعلم تماما من هو الديكتاتور الطاغية ، الذى يعيش دائما فى وهم الخليفة التركى.