قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه فى الوقت الذى كانت فيه كوريا الشمالية تفكر بعمق وزعمت اختبارها القنبلة الهيدروجية، وهو الأمر الذى قال الخبراء إنه مبالغة كبيرة، كانت وزارتا الطاقة والدفاع الأمريكتان تعدان خط من الأسلحة فى الاتجاه المعاكس، المتمثل فى أسلحة أصغر حجما وأكثر دقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نهج الأسلحة الأصغر حجما قد تسبب فى اشتباك فلسفى بين هؤلاء فى واشنطن الذين يفكرون فيما لا يمكن تصوره.
تحديث الأسلحة
وذكرت نيويورك تايمز أن أوباما طالما دعا إلى عالم خالى من الأسلحة النووية، وقال رجاله إن تحديث الأسلحة الموجودة يمكن أن ينتج ترسانة أصغر وأكثر اعتمادا عليها، بينما سيجعل استخدامها أقل احتمالا بسبب التهديد الذى يمكن أن تمثله. ويقولون إن التغييرات هى تحسين للأسلحة الموجودة بالفعل وليس إعادة تصميم، ويلتزمون بعهود الرئيس بعدم تصنيع أسلحة نووية جديدة.
إلا أن المعارضين وبينهم عدد من مسئولى إدارة أوباما السابقين، ينظرون لمجموعة من الحقائق ويرون مستقبلا مختلفا تماما. فالأحشاء المتفجرة للأسلحة التى أعيد تنشيطها ربما لا تكون جديدة بأكملها، إلا أن الاستهداف الأفضل يمكن أن يجعل استخدامه هذه الأسلحة أكثر إغراءً، حتى فى توجيه ضربات استباقية وليس فقط فى دوافع الانتقام.
قنبلة "بى 61"
وذكرت الصحيفة أن قنبلة "بى 61" خضعت لعمليات تحديث عميقة، وأصبحت "ذكية" بالإضافة إلى الحصول على ذيل متحرك يمكن التحكم به من أجل زيادة دقة الضربة النووية. كما يسمح التصميم الجديد بتزويد القنبلة برأس نووى كبير أو صغير، نظرا لطابع الهدف الذى من المخطط إصابته، وذلك من أجل تقليص "العواقب الجانبية".
ويقول موقع روسيا اليوم، إن البرنامج الجديد الذى يهدف لتحديث 5 قنابل نووية، حيث تعد "بى 61" الأولى من تلك القنابل)، أثار جدلا فى الولايات المتحدة، بسبب ثمنه الباهظ، وبسبب مدى تناسبه مع المواقف العلنية للرئيس الأمريكى بشأن نزع الأسلحة النووية، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة البرنامج خلال السنوات الثلاثين المقبلة قرابة تريليون دولار.
وسبق لمقاتلة أمريكية أن أسقطت قنبلة من الطراز "بى 61" بدون رأس نووى خلال اختبار جرى فى صحراء نيفادا. كما حذرت الصحيفة من أن تحديث القنابل النووية الأمريكية يزيد من خطر اندلاع سباق تسلح جديد، حيث وصفت موسكو اختبارات قنبلة "بى 61" بأنها غير مسئولة ومستفزة، فيما أعربت الصين عن قلقها البالغ من نية واشنطن تطوير صاروخ مجنح جديد يحمل رأسا نوويا.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن أندريه فيبير المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكى والرئيس السابق لمجلس الأسلحة النووية الأمريكية والذى يشرف على الترسانة النووية للبلاد، تعليقا على الخطط الأمريكية المتعلقة بالصاروخ المجنح : "إنه أمر باهظ الثمن وغير ضرورى"، وتوقع أن تبلغ قيمة تطوير الصاروخ قرابة 30 مليار دولار مقابل 1000 صاروخ.